الكاتب

مينا م. يوسف

مينا م. يوسف

يدرس حاليًا درجة الدكتوراة (Ph.D) في الإرساليات والأديان المقارنة في الكليّة المعمدانيّة الجنوبيّة، بولاية كنتاكي الأمريكيّة. كما حصل على درجة الماجستير (M.A) في الدراسات الإسلاميّة من جامعة كولومبيا الدوليّة، بولاية ساوث كارولاينا الأمريكيّة. ويعمل كمدير مشروعات الشرق الأوسط في خدمات الألفيّة الثالثة، وكمساعد أستاذ للدراسات العربيّة والإسلامية بالكليّة المعمدانية الجنوبية. كما شارك في تأليف كتاب Medieval Encounters باللغة الإنجليزيّة.


اللاهوت الفلسطينيّ واللاهوت السياقيّ

في البداية أريد أن أعتذر للقارئ العزيز على عنوان هذه المقالة التي تبدو لأول وهلة أنها ستتناول بالتفصيل مناقشة لاهوت التحرير الفلسطيني، وإنما أريد تخصيص هذه المقالة لقضية موازية أثارها المدافعون عن اللاهوت الفلسطيني وهي اللاهوت السياقي. فهم يحاولون جاهدين تبرئة اللاهوت الفلسطيني من أي وصمة بالذميّة أو أنه إحدى أذرع لاهوت التحرير الماركسيّ بالقول قراءة المزيد…


كليشيه | بينما يتحاور اللاهوتيون

“بينما يتحاور اللاهوتيون يتسلل البسطاء إلى الملكوت.” كليشيه ناس كتير بتستخدمه، عشان تريح دماغها، وما تديش نفسها فرصة أنها تفكر بعمق، وتفحص كتير من الأفكار والتعاليم اللي بتتقال. فبقوا حاطين على دماغهم ورقة مكتوب عليها: أهم حاجة البساطة. وبيسخدموا كلمات الرسل بولس لما قال: أخاف أنه كما خدعت الحية حواء… هكذا تفسد أذهانكم عن البساطة قراءة المزيد…


كليشيه | المسيح مجاش ينادي بعقيدة

بتخيل هارون الكاهن، لما عمل للشعب العجل الذهبي في سفر الخروج، عشان يعبدوه؛ إنه قالهم كلمات شبه: إحنا بنعبد شخص مش بنعبد عقيدة… بطلوا تحطوا ربنا في قوالب. العجل ده هو يهوه. هو ده الرب اللي أخرجكم من أرض مصر. بنسمع كتير كليشيهات زي المسيح مجاش ينادي بعقيدة. والحقيقة كليشيه جميل وخطير في نفس الوقت. قراءة المزيد…


المسيح والبوذا: كيف لنا فهم التشابهات بين الإثنين؟

منذ فترة قريبة، كنت أتدرّب في إحدى الأندية مع مدربٍ خاص. وقد كان شاب ينحدر من عائلة إنجيليّة، لكنه توقف عن الذهاب إلى الكنيسة بعدما جرفته مشاغل الحياة، وزواجه بفتاة من ديانة أخرى. في كل مرة كنا نتقابل فيها، كان يدور النقاش حول السمات المشتركة والاختلافات بين الأديان المُختلفة. تارة كان دافع النقاش هو حب قراءة المزيد…


حقيقة تحريف التوراة والإنجيل

حين كنّا صغارًا، كثيرًا ما كنّا نلعب ألعاب جماعيّة مع أقراننا أو حتى أولادنا. ومن أشهر الخداعات التي كثيرًا ما كان يستخدمها الشخص متى شَعَرَ بأنه أوشك على الخسارة، هو محاولة تغيير قوانين اللُعبة حتى يتسنى له الفوز. للأسف، كثيرًا ما يُصوّب الأحباء المسلمون سهم التحريف والتبديل للتوراة والإنجيل، لوأد النقاشات والحوارات في مهدها. مفسرو قراءة المزيد…


9 تساؤلات حول قضية الاختيار

ما أروعه لقب يملأ صفحات الوحي المقدس، أطلقه الرب على المؤمنين باسمه أنهم: “مختاري الله   القديسين” (كولوسي 12:3). فيبارك الرسول بولس الرب في أفسس قائلًا: “كما اختارنا فيه قبل تأسيس العالم، لنكون قديسين وبلا لوم قدامه في المحبة، إذ سبق فعيننا للتبني بيسوع المسيح لنفسه، حسب مسرة مشيئته” (أف4:1-5)”؛ ويهتف في رومية 33:8 قائلًا: “من قراءة المزيد…


لماذا لم تُحرّم المسيحية الرق والعبودية؟

ده سؤال فعلًا جميل ومهم قوي، خاصة أن أحنا أول ما بنسمع سيرة العبودية، أوقات عقلنا بيروح للممارسات الشنيعة اللي مارسها المستعمر الأوروبي في حق الأفارقة في أمريكا. بس العبودية مش بعيدة عن شعوبنا وبلادنا العربية والإسلامية. فإذا كان المستعمر الأوروبي اشترى العبيد واستعبدهم، فالعرب والمسلمين كانوا متخصصين في بيع وتجارة العبيد. فمفيش حد معفي قراءة المزيد…


لماذا وُصِف السَّيّد المسيح بأنه كلمة الله؟

1. لقب حصري للمسيح القرآن بيلقّب السَّيّد المسيح بأنه “كلمة الله” في سورة النساء 171، وسورة آل عمران 45، لما بيقول إن المسيح “رسول الله وكلمته” وأنه “كلمة منه [أي من الله]”. والحقيقة إن القرآن مش بيوضّح هو يقصد إيه من تعبير “كلمة الله”. لكن اللي نقدر نفهمه هو أن اللقب ده محدش تاني لقّب قراءة المزيد…


لماذا تسمح المسيحيّة بالتبنيّ؟

التبني قيمة عظيمة ونبيلة جدًا مارستها كل الشعوب والأمم المتحضرة. ففي العهد القديم، نتقابل مع ابنة فرعون وهي تتبنى موسى النبيّ حين كان طفل رضيع، وتخبرنا عبرانيين 24:11 بأنه دُعي ابن ابنة فرعون. ويُفتتح العهد الجديد على تبني يوسف خطيب العذراء مريم، للطفل يسوع، وقد منحه اسمه ونسبه، ورعاه كابن له. فسلسلة نسب المسيح المذكورة قراءة المزيد…


أسفار الأبوكريفا: هل حُذفت أم أُضيفت؟

الكتاب المقدس كتاب فريد. فهو مكتبة أكثر من كونه كتاب واحد. وهذا ما يجعل البعض يتشكك في كيف جُمعت كل هذه الأسفار ووضعت معًا. 1. قانونية العهد الجديد فإذا تحدثنا أولًا عن العهد الجديد، لوجدنا أنه يتكون من 27 سفرًا، بعضها كُتب من السجن، والآخر من المنفى (كسفر الرؤيا)، وبعضها من إيطاليا أو تركيا. فالذي قراءة المزيد…


هل من العدل أن الله يأمر بحروب العهد القديم؟

أصعب مشكلة دائمًا في المقارنات إنها تبدو للوهلة الأولى أن هناك تطابق، بينما الحقيقة -إذا ما دققنا النظر- هو أن شتان الفرق بين مشهد الحروب في سفر يشوع ومشاهد الحروب الإسلامية على مدار 1400 سنة. فمثلًا، لا يمكن لشخصٍ رشيد أن يوازي بين العمليات العسكريّة التي يقوم بها الجيش المصريّ أو العراقيّ اليوم للقضاء على قراءة المزيد…


الله تعالى… تنازل!

لازلت أذكر تلك الأمسية في إحدى ليالي عيد الميلاد، وكنت قد فرغت لتوي من تنظيف حوض السمك، وجلست أتأمل فيه على أنغام ترانيم الميلاد وأنا أحتسي كوب من القهوة. وتخيلت كما لو أن إحدى تلك الأسماك الصغيرة تحدق فيّ وتتحدث إليّ كما لو أنها تكتب خواطرها وتحكي عني. فكأنما كتبت تقول… خواطر سمكة صغيرة أعيش قراءة المزيد…


الكرازة وحوار الأديان في عالم ما بعد الحداثة

أوصى المسيح تلاميذه قبيل صعوده إلى السماء قائلًا: “اذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ” (متى 19:28). وخلال القرون الأولى للمسيحيَّة، جال كثيرون من أتباع المسيح محاولين عبور الحواجز الثقافيَّة والدينيَّة، ومُعرِّضين حياتهم للأخطار بهدف تحقيق إرساليَّة المسيح العُظمى. لكن للأسف، تحت تأثير سياقات ما بعد الحداثة، وتحت شِعار “المحبة”، دفع المسيحيُّون الليبراليُّون الكنيسة نحو حوارات أديان جوفاء، قراءة المزيد…


المسيحيّة البسيطة

في حوار له مع إبراهيم عيسى يوم رأس السنة 2021، رصد الفنان إياد نصّار ظاهرة تخيّم على مجتمعنا العربي قائلًا: “بقى في مشكلة أنه بقى في تباهي بالتفاهة… تلاقي ناس بتتكلم بمنتهى البساطة تقول لك: يا عم ما تكلمنيش أنا تافه! في استعراض في فكرة التفاهة وكأنها نقطة إيجابية.”[1] إن مثل هذه الظاهرة نجدها متفشية قراءة المزيد…


أين تكلّم المسيح؟

أتعجب لمنابر إنجيليّة وقف يومًا عليها قامات من المُصلحين الأتقياء، ولكنها أضحت اليوم مرتع لكل ريح تعليم. وعلى مذبح المحبة والوحدة وقبول الآخر، صارت تُقدَّم نار غريبة وإنجيل آخر ليس فيه المسيح مركزًا، ولا الصليب افتخارًا، ولا النعمة نجاةً، ولا خلاصه وشخصه وعمله موضوعًا. يدعيّ البعض أنهم في حِلٍّ من كل ما هو مكتوب بين قراءة المزيد…


سنة بعد سنة

“وَهكَذَا صَارَ سَنَةً بَعْدَ سَنَةٍ، كُلَّمَا صَعِدَتْ إِلَى بَيْتِ الرَّبِّ، هكَذَا كَانَتْ تُغِيظُهَا” (صموئيل الأول 7:1)! يخبرنا سفر صموئيل الأول عن ضرتان، اسم الواحدة “حنة” واسم الأخرى “فننة”؛ اعتادتا أن تصعدا مع زوجهما من مدينتهما “سَنَةً بَعْدَ سَنَةٍ”، ليسجدوا ويذبحوا للرب في الأعياد في مدينة “شيلوه” (صموئيل الأول 3:1). وسنة بعد سنة اعتادت “فننة” على قراءة المزيد…


لماذا يحتوي الكتاب المقدس على آيات مزعجة؟

كثيرون يفكرون في دراسة الدفاعيات بدافع إيجاد تفسير يُرضي مشاعرهم ويُشعرهم بالراحة النفسيّة تجاه بعض الآيات أو العقائد الكتابيّة التي تُسبب إزعاج أو ربما إحراج لهم في بعض الأوساط المحيطة بهم. وهذا ليس بأمر سيء على الإطلاق، فقد خلقنا الله ككائنات عاقلة تحلل وتفحص وتُمحّص كل ما يقابلنا من أفكار وآراء. ولكن هناك عدة أمور قراءة المزيد…


أسئلة شائكة حول فكر أوغسطينوس: الجزء الثاني

في مقال سابق حاولنا الإجابة عمّا إذا كان أوغسطينوس قد أنكر حرية الإرادة، وقلنا إنه لم ينكرها وإنما قال بأن هناك عنصرًا يتحكم فيها ويؤثر عليها، ألا وهو ذلك القلب الحجري النجيس الذي لنا بسبب السقوط. في هذا المقال سنحاول الإجابة على سؤالين هامين، وهما: هل استقى أوغسطينوس هذا التعليم من الديانة المانويّة (نسبة إلى قراءة المزيد…


أسئلة شائكة حول فكر أوغسطينوس: الجزء الأول

على الرغم من شهرة اسم أوغسطينوس كأحد أعظم آباء الكنيسة وتناثُر أقواله في العظات وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أن قليلون هم من يعرفون ما علّمه أوغسطينوس حقًا. وترجع أسباب ذلك أولًا إلى غزارة وضخامة كتاباته. فقد كتب أكثر من ثمانين كتابًا تراوحت أحجامها ما بين صفحات قليلة ومجلدات ضخمة. كما أن المكتبة العربيّة بصفة قراءة المزيد…