تربية الأطفال برجاء في أسوء الأوقات

ميخا ٧: ١٢٠

١وَيْلٌ لِي! لأَنِّي صِرْتُ كَجَنَى الصَّيْفِ، كَخُصَاصَةِ الْقِطَافِ، لاَ عُنْقُودَ لِلأَكْلِ وَلاَ بَاكُورَةَ تِينَةٍ اشْتَهَتْهَا نَفْسِي. ٢قَدْ بَادَ التَّقِيُّ مِنَ الأَرْضِ، وَلَيْسَ مُسْتَقِيمٌ بَيْنَ النَّاسِ. جَمِيعُهُمْ يَكْمُنُونَ لِلدِّمَاءِ، يَصْطَادُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا بِشَبَكَةٍ. ٣اَلْيَدَانِ إِلَى الشَّرِّ مُجْتَهِدَتَانِ. الرَّئِيسُ طَالِبٌ وَالْقَاضِي بِالْهَدِيَّةِ، وَالْكَبِيرُ مُتَكَلِّمٌ بِهَوَى نَفْسِهِ فَيُعَكِّشُونَهَا. ٤أَحْسَنُهُمْ مِثْلُ الْعَوْسَجِ، وَأَعْدَلُهُمْ مِنْ سِيَاجِ الشَّوْكِ. يَوْمَ مُرَاقِبِيكَ عِقَابُكَ قَدْ جَاءَ. الآنَ يَكُونُ ارْتِبَاكُهُمْ.

٥لاَ تَأْتَمِنُوا صَاحِبًا. لاَ تَثِقُوا بِصَدِيق. احْفَظْ أَبْوَابَ فَمِكَ عَنِ الْمُضْطَجِعَةِ فِي حِضْنِكَ. ٦لأَنَّ الابْنَ مُسْتَهِينٌ بِالأَبِ، وَالْبِنْتَ قَائِمَةٌ عَلَى أُمِّهَا، وَالْكَنَّةَ عَلَى حَمَاتِهَا، وَأَعْدَاءُ الإِنْسَانِ أَهْلُ بَيْتِهِ.

٧وَلكِنَّنِي أُرَاقِبُ الرَّبَّ، أَصْبِرُ لإِلهِ خَلاَصِي. يَسْمَعُنِي إِلهِي. ٨لاَ تَشْمَتِي بِي يَا عَدُوَّتِي، إِذَا سَقَطْتُ أَقُومُ. إِذَا جَلَسْتُ فِي الظُّلْمَةِ فَالرَّبُّ نُورٌ لِي. ٩أَحْتَمِلُ غَضَبَ الرَّبِّ لأَنِّي أَخْطَأْتُ إِلَيْهِ، حَتَّى يُقِيمَ دَعْوَايَ وَيُجْرِيَ حَقِّي. سَيُخْرِجُنِي إِلَى النُّورِ، سَأَنْظُرُ بِرَّهُ. ١٠وَتَرَى عَدُوَّتِي فَيُغَطِّيهَا الْخِزْيُ، الْقَائِلَةُ لِي: «أَيْنَ هُوَ الرَّبُّ إِلهُكِ؟» عَيْنَايَ سَتَنْظُرَانِ إِلَيْهَا. اَلآنَ تَصِيرُ لِلدَّوْسِ كَطِينِ الأَزِقَّةِ.

١١يَوْمَ بِنَاءِ حِيطَانِكِ، ذلِكَ الْيَوْمَ يَبْعُدُ الْمِيعَادُ. ١٢هُوَ يَوْمٌ يَأْتُونَ إِلَيْكِ مِنْ أَشُّورَ وَمُدُنِ مِصْرَ، وَمِنْ مِصْرَ إِلَى النَّهْرِ. وَمِنَ الْبَحْرِ إِلَى الْبَحْرِ. وَمِنَ الْجَبَلِ إِلَى الْجَبَلِ. ١٣وَلكِنْ تَصِيرُ الأَرْضُ خَرِبَةً بِسَبَبِ سُكَّانِهَا، مِنْ أَجْلِ ثَمَرِ أَفْعَالِهِمْ.

١٤اِرْعَ بِعَصَاكَ شَعْبَكَ غَنَمَ مِيرَاثِكَ، سَاكِنَةً وَحْدَهَا فِي وَعْرٍ فِي وَسَطِ الْكَرْمَلِ. لِتَرْعَ فِي بَاشَانَ وَجِلْعَادَ كَأَيَّامِ الْقِدَمِ. ١٥« كَأَيَّامِ خُرُوجِكَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ أُرِيهِ عَجَائِبَ». 16يَنْظُرُ الأُمَمُ وَيَخْجَلُونَ مِنْ كُلِّ بَطْشِهِمْ. يَضَعُونَ أَيْدِيَهُمْ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ، وَتَصُمُّ آذَانُهُمْ. ١٧يَلْحَسُونَ التُّرَابَ كَالْحَيَّةِ، كَزَوَاحِفِ الأَرْضِ. يَخْرُجُونَ بِالرِّعْدَةِ مِنْ حُصُونِهِمْ، يَأْتُونَ بِالرُّعْبِ إِلَى الرَّبِّ إِلهِنَا وَيَخَافُونَ مِنْكَ.

١٨مَنْ هُوَ إِلهٌ مِثْلُكَ غَافِرٌ الإِثْمَ وَصَافِحٌ عَنِ الذَّنْبِ لِبَقِيَّةِ مِيرَاثِهِ! لاَ يَحْفَظُ إِلَى الأَبَدِ غَضَبَهُ، فَإِنَّهُ يُسَرُّ بِالرَّأْفَةِ. ١٩يَعُودُ يَرْحَمُنَا، يَدُوسُ آثَامَنَا، وَتُطْرَحُ فِي أَعْمَاقِ الْبَحْرِ جَمِيعُ خَطَايَاهُمْ. ٢٠تَصْنَعُ الأَمَانَةَ لِيَعْقُوبَ وَالرَّأْفَةَ لإِبْرَاهِيمَ، اللَّتَيْنِ حَلَفْتَ لآبَائِنَا مُنْذُ أَيَّامِ الْقِدَمِ.

إننا ننهي سلسلة حول الأبوة الروحية اليوم. العنوان الذي اخترته لهذه الرسالة الأخيرة هي “تربية الأطفال برجاء في أسوأ الأوقات.” ليست هناك أوقات سهلة لإنجاب الأطفال وتنشئتهم. ففكرة تكوين 3 هو أنه حالما دخلت الخطية إلى العالم، أصبح الإنجاب وتربية الأطفال صعبا للغاية. قال الرب لحواء “تَكْثِيرًا أُكَثِّرُ أَتْعَابَ حَبَلِكِ، بِالْوَجَعِ تَلِدِينَ أَوْلاَدًا” (تكوين ٣: ١٦). وبعد أن ربت هي وآدم صبيان، قتل واحد منهم الآخر.

الطريق الوحيد لتكون حرا:

فكرة هذه القصة هو أن الخطية هي الآن في العالم، في كل من الوالدين وفي كل طفل. وهذا هو الشيء الذي تصنعه الخطية. إنها تخرب الناس، وتدمر الأسر. المشكلة الرئيسية في العالم هي قوة سكنى الخطية. وهي لها سلطان. بل هي قوة، وخلل، وفساد، وإفساد في النفس البشرية. أنها ليست سلسلة من الاختيارات الحرة. فالخطية هي عبودية قوية تدمر حرية الإنسان.

الطريق الوحيد ليكون الإنسان حرا، لأحد الوالدين أو الطفل أن يكون حرا، هو أن يولد من جديد من روح الله؛ ويقبل يسوع المسيح كمخلص، أن تُغفر خطيته من قبل خالق الكون، ويأخذ الروح القدس باعتباره القوة الوحيدة لمقاومة سلطان الخطية. هذا هو الرجاء الوحيد للعالم وللآباء والأمهات والأطفال. فهذا صحيح دائما في كل عصر.

لا أوقات سهلة لتربية الأطفال:

لذلك لا يوجد أوقات سهلة على إنجاب وتربية الأطفال نحو أشخاص بالغين، متواضعين، محبين، صالحين، خلاقين، منتجين، وممجدين للمسيح. ليست هناك أوقات سهلة. بل بعض الأوقات تكون أصعب من غيرها. وسواء كانت أصعب أو لا تعتمد على الظروف الشخصية أو الظروف المجتمعية.

رغبتي اليوم هو لمساعدتك على تربية الأطفال برجاء في أسوأ الظروف. وأعني أسوأ في كلا من المنزل، وأسوأ في الثقافة. وبالنسبة للذين ليسوا من الآباء والأمهات، كل ما أقوله ينطبق عليك، لأنه كيف يكون لك رجاء في أسوأ الأوقات هو نفسه للجميع. نحن فقط في حاجة إليه لأسباب مختلفة.

النبي ميخا:

وعظ النبي ميخا اليهودي خلال ملك كل من يوثام وآحاز وحزقيا ملوك يهوذا (ميخا ١: ١). هذا حوالي من ٧٥٠-٦٨٧ قبل الميلاد. وأوضح بيان لماذا أتى على الساحة هو موجود في ميخا ٣: ٨،

لكِنَّنِي أَنَا مَلآنٌ قُوَّةَ

رُوحِ الرَّبِّ

وَحَقًّا وَبَأْسًا،

لأُخَبِّرَ يَعْقُوبَ بِذَنْبِهِ

وَإِسْرَائِيلَ بِخَطِيَّتِهِ. 

معلنا الدينونة والرحمة:

أرسل الله الأنبياء ليوضح للناس خطاياهم. ومع خطاياهم أعلن الأنبياء الدينونة، وأعلنوا أيضا الرحمة. هذا هو الحال في كل الكتاب المقدس: الدنيونة والرحمة. الدينونة والرحمة. فالله قدوس وبار، ويرسل قضاءً على الناس الخاطئين. والله رحيم وصبور ورؤوف، وينقذ الناس الخاطئين من دينونته. أوضح ميخا هذا في ميخا ٤: ١٠،

تَلَوَّيِ، ادْفَعِي يَا بِنْتَ صِهْيَوْنَ

كَالْوَالِدَةِ،

لأَنَّكِ الآنَ تَخْرُجِينَ مِنَ الْمَدِينَةِ،

وَتَسْكُنِينَ فِي الْبَرِّيَّةِ،

وَتَأْتِينَ إِلَى بَابِلَ.

هُنَاكَ تُنْقَذِينَ.

هُنَاكَ يَفْدِيكِ الرَّبُّ

مِنْ يَدِ أَعْدَائِكِ.

سيرسلهم الرب إلى بابل في دينونة. ثم سيرجعهم إلى ارضهم في رحمة.

العقاب آت:

في الإصحاح ٧، يشير ميخا إلى تربية الأطفال في أسوأ الأوقات، أسوأ في المنزل وأسوأ في الثقافة. الآية ١: “وَيْلٌ لِي! لأَنِّي صِرْتُ كَجَنَى الصَّيْفِ، كَخُصَاصَةِ الْقِطَافِ، لاَ عُنْقُودَ لِلأَكْلِ وَلاَ بَاكُورَةَ تِينَةٍ اشْتَهَتْهَا نَفْسِي.” ربما كان يتحدث عن كونه معدوما للطعام. ولكني أظن أنه يتحدث بشكل مجازي عن كونه معوزا لأصدقاء ومقربين أتقياء. لأنه يستمر في القول، الآيات ٢-٣: “قَدْ بَادَ التَّقِيُّ مِنَ الأَرْضِ، وَلَيْسَ مُسْتَقِيمٌ بَيْنَ النَّاسِ. جَمِيعُهُمْ يَكْمُنُونَ لِلدِّمَاءِ، يَصْطَادُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا بِشَبَكَةٍ. اَلْيَدَانِ إِلَى الشَّرِّ مُجْتَهِدَتَانِ. الرَّئِيسُ طَالِبٌ وَالْقَاضِي بِالْهَدِيَّةِ، وَالْكَبِيرُ مُتَكَلِّمٌ بِهَوَى نَفْسِهِ فَيُعَكِّشُونَهَا.” فالقادة فاسدون. انهم يتآمرون (“فَيُعَكِّشُونَهَا”) للقيام بقدر ما يستطيعون من الشر، وأن يقوموا بذلك بشكل جيد.

الآية 4: “أَحْسَنُهُمْ مِثْلُ الْعَوْسَجِ، وَأَعْدَلُهُمْ مِنْ سِيَاجِ الشَّوْكِ.” إن حاول ميخا أن يقترب منهم، يضربوه. “يَوْمَ مُرَاقِبِيكَ عِقَابُكَ قَدْ جَاءَ. الآنَ يَكُونُ ارْتِبَاكُهُمْ.” ولذا فإن المراقب المعين لرؤية العدو قادما، يومه هنا قريبا. العقاب القادم. 

حتى الزوجة والأطفال:

يحضر الآن ميخا الأمر من الثقافة إلى الحي والأسرة. الآية ٥: “لاَ تَأْتَمِنُوا صَاحِبًا. لاَ تَثِقُوا بِصَدِيق. احْفَظْ أَبْوَابَ فَمِكَ عَنِ الْمُضْطَجِعَةِ فِي حِضْنِكَ.” وبعبارة أخرى، الخطية والفساد والخداع منتشر جدا لذلك تحتاج تكون حريصا، لئلا حتى زوجتك تخونك، “الْمُضْطَجِعَةِ فِي حِضْنِكَ.”

الآن إلى الأطفال. الآية ٦: “لأَنَّ الابْنَ مُسْتَهِينٌ بِالأَبِ، وَالْبِنْتَ قَائِمَةٌ عَلَى أُمِّهَا، وَالْكَنَّةَ عَلَى حَمَاتِهَا، وَأَعْدَاءُ الإِنْسَانِ أَهْلُ بَيْتِهِ.” هناك خمسة أشخاص في هذه الصورة. أب وأم. ابن وابنة. وكنة. لذا فالابن متزوج. ميخا قد قال بالفعل أن الأمور ليست مؤكدة بين الزوج والزوجة (“احْفَظْ أَبْوَابَ فَمِكَ عَنِ الْمُضْطَجِعَةِ فِي حِضْنِكَ”). والآن يقول أن الابن يقوم على ابيه. وَالْبِنْتَ قَائِمَةٌ عَلَى أُمِّهَا، والكنة تقف بجانب النبت ضد الأم. حتى أن ميخا يدعوهم أعداء الإنسان. في نهاية الآية ٦: “وَأَعْدَاءُ الإِنْسَانِ أَهْلُ بَيْتِهِ.” وهو يشير تحديدا إلى الأبناء. يبدو أن البنات يركزن عدائهن على زوجته. ولكنه يشعر بذلك.

الآن هذا أمر مفجع. بعض منكم يعيش في هذا الوضع تماما. وهذا هو أسوأ الأوقات. فالثقافة فاسدة، والزواج والأسرة في أزمة. هذه هي الصورة في ميخا ٧. بالنسبة للبعض منكم، هذه هي صورة اليوم. وبالنسبة لآخرين، ستكون غدا.

المسيح يجلب ذلك؟

قبل أن أشير لك عن رجاء ميخا في هذا الوضع، أريد منك أن ترى ما فعله المسيح بصورة العائلة هذه في الآية ٦. انتقل إلى متى ١٠: ٣٤-٣٦. يصف المسيح تأثير مجيئه: “لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأُلْقِيَ سَلاَمًا عَلَى الأَرْضِ. مَا جِئْتُ لأُلْقِيَ سَلاَمًا بَلْ سَيْفًا. [ثم يستخدم ميخا ٧: ٦.] فَإِنِّي جِئْتُ لأُفَرِّقَ الإِنْسَانَ ضِدَّ أَبِيهِ، وَالابْنَةَ ضِدَّ أُمِّهَا، وَالْكَنَّةَ ضِدَّ حَمَاتِهَا. وَأَعْدَاءُ الإِنْسَانِ أَهْلُ بَيْتِهِ.”

هنا نجد نفس الخمسة أشخاص، في إشارة إلى نفسه أعداء أهل بيتك، ولكن فارق واحد مدهش. يقول المسيح أنه جلب ذلك. الآية ٣٥: “فَإِنِّي جِئْتُ لأُفَرِّقَ الإِنْسَانَ ضِدَّ أَبِيهِ…” وهذا لا يعني، بطبيعة الحال، أنه يحب تفريق العائلات. ما يعنيه هو أن دعوته الجذرية للتلمذة تعرقل العلاقات. فواحد يؤمن، وآخر لا يؤمن. أب يتع المسيح، وابن لا يتبعه. ابن يتبع المسيح، وأب لا يتبعه. ابنة تتبع المسيح، وأم لا تتبعه.

لماذا المسيح هنا؟

إن فكرة جلب المسيح في الصورة هنا أولا هي لإظهار أن انهيار الأسرة في يوم ميخا ليس بالضرورة فقط نتيجة الفساد في الأسرة. قد يكون بسبب البر في الأسرة. قد يكون كل شيء يسير بسلاسة إلى أن يصبح شخصا ما جادا في علاقته بالله، وبعهده، وبكلمته. عندما يبدأ توجيه الاتهامات. “أنت تعتقد أنك أفضل بكثير، لأنك الآن قد حصلت على الدين! كانت الأمور على ما يرام، والآن تعتقد أنه يجب إصلاح ما تبقى منا.”

والسبب الآخر لذكر استخدام المسيح لهذا النص هو لاظهار أنه لم يكن هناك شيء فريد من نوعه بشأن يوم ميخا. فكما كان الأمر كذلك في القرن ٨ قبل الميلاد هكذا صحيحا في القرن الأول الميلادي. وهكذا صحيحا في القرن ٢١. بالنسبة لشخص ما، إنها دائما أسوأ الأوقات، حتى لو لم يكن الأمر كذلك بالنسبة لك.

ماذا، إذن، لدى ميخا ليقوله عن تربية الأطفال في أسوأ الأوقات؟

ما لدى ميخا ليقول: جرأة منكسر القلب

فهو يصف نفسه، كما أظن بأنه ممثل عن الأب ونائب عن شعب إسرائيل، والموقف الذي يأخذه هو من جرأة منكسر القلب. هذا هو جوهر ما أريد أن أقوله لك عن تربية الأطفال في أسوأ الأوقات. افعل ذلك من موقف من جرأة منكسر القلب. وللتأكد من أنك تعرف ما أعنيه ب “منكسر القلب” و ما أعنيه ب “جرأة”، يتعين علينا أن نسأل: ماذا هو منكسر القلب بشأنه؟ وعلى أي أساس يمكن أن يكون جريء جدا؟ دعونا ننظر إلى الآيات ٧-٩ للحصول على الجواب على هذين السؤالين. ما هو منكسر القلب بشأنه؟ وكيف يمكن أن يكون جريء جدا؟

ليس في البر الذاتي:

تماما بعد أن قال في الآية ٦ “أَعْدَاءُ الإِنْسَانِ أَهْلُ بَيْتِهِ”، يقول في الآية ٧ “وَلكِنَّنِي أُرَاقِبُ الرَّبَّ، أَصْبِرُ لإِلهِ خَلاَصِي. يَسْمَعُنِي إِلهِي.” لذا ففي أسوأ الأوقات، نحن نتطلع إلى الرب. ربما قد حاولنا أن ننظر في مكان آخر. ولا شيء يعمل. كل شيء يفشل. كنا نظن أننا ربما نستطيع أن نجعل الأسرة تنجح. وربما هؤلاء الأطفال في وسعنا تشكيلهم بأي شكل نختاره. ربما فقط بكتب صحيحة عن الزواج، سيكون لدينا الثقة المتبادلة والاحترام العميق والإعجاب والمودة. والآن. الآن ننظر إلى الرب.

ولكن كن حذرا. هل ينظر ميخا للرب في بر ذاتي؟ شيء من هذا القبيل أمر ممكن. وكانه يقول: “فعلت كل شيء بشكل صحيح، كل ما ينبغي للأب القيام به. إن لم تنجح هذه الأسرة ، فقلبي مكسور، ولكني لست المشكلة. بل هم. “هل هذا موقف هذا الإنسان؟ لا، ليس كذلك. وآمل ألا يكون موقفك أيضا.

أُخطأ ضدنا ولكننا مدركين خطايانا الخاصة:

استمع لما يقوله في الآيات ٨ و٩. استمع إلى الجرأة والانكسار. لماذا هو منكسر؟

لاَ تَشْمَتِي بِي يَا عَدُوَّتِي، إِذَا سَقَطْتُ أَقُومُ. إِذَا جَلَسْتُ فِي الظُّلْمَةِ فَالرَّبُّ نُورٌ لِي. أَحْتَمِلُ غَضَبَ الرَّبِّ لأَنِّي أَخْطَأْتُ إِلَيْهِ، حَتَّى يُقِيمَ دَعْوَايَ وَيُجْرِيَ حَقِّي. سَيُخْرِجُنِي إِلَى النُّورِ، سَأَنْظُرُ بِرَّهُ.

لا يغيب عنك بداية الآية ٩ “أَحْتَمِلُ غَضَبَ الرَّبِّ لأَنِّي أَخْطَأْتُ إِلَيْهِ.” والسبب في أن هذا في غاية الأهمية بالنسبة للأزواج والآباء والأمهات أن يروه هو أنه يقول ذلك في سياق كونه قد أُخطأ إليه. في الآية ٨، يقول لعدو (ربما ابنه أو زوجته)، “لاَ تَشْمَتِي بِي يَا عَدُوَّتِي.” لا تشمتي بي. وفي الآية ٩ في الوسط، يقول، سيقيم الرب دعواي ويجري حقي، وليس يقضي علي. “سَيُخْرِجُنِي إِلَى النُّورِ، سَأَنْظُرُ بِرَّهُ.”

وبعبارة أخرى، هو يعلم أنه قد أُخطأ ضده. ويعلم أن بعض اتهاماتهم خاطئة. ويعلم أن الله معه وليس عليه. سيخرجه الله من الظلام إلى النور، وسوف يبرره. فهو جريء في هذه الثقة وهذا التأكيد. جريء بشكل مثير للدهشة. ومع ذلك، ما يلفت الانتباه لشرح سخط الرب وظلامه هو خطيته ذاتها. “أَحْتَمِلُ غَضَبَ الرَّبِّ لأَنِّي أَخْطَأْتُ إِلَيْهِ.”

لماذا منكسر القلب جدا:

لذلك هنا جوابي على هذا السؤال: لماذا هو منكسر القلب؟ لم يكن أساسا لأنه قد أُخطأ ضده في الأسرة، ولكنه هو قد أخطأ. فموقف تربية الأبناء في أسوأ الأوقات هو موقف من الجرأة ذات القلب المنكسر. وانكسار القلب يرجع أولا إلى خطيته الخاصة، وبعد ذلك فقط إلى كونه قد أُخطأ ضده. هذه هي المعركة الكبرى التي نواجهها. هل نجد، بنعمة الله، هذا النوع من التواضع الذي يمكننا من رؤية عائلاتنا وأنفسنا بهذه الطريقة؟

كيف جريء جدا:

السؤال الثاني: كيف يمكن له أن يكون جريء جدا، إذا كان قد أخطأ؟ كيف يمكن له أن يتحدث بالطريقة التي تحدث بها في حين أن خطيته جلية جدا في ذهنه؟ من أين يأتي هذا النوع من الجرأة؟ “لاَ تَشْمَتِي بِي يَا عَدُوَّتِي، إِذَا سَقَطْتُ أَقُومُ… يُقِيمَ دَعْوَايَ وَيُجْرِيَ حَقِّي. سَيُخْرِجُنِي إِلَى النُّورِ، سَأَنْظُرُ بِرَّهُ.”

ترد الإجابة في نهاية الإصحاح. وحقيقة أنها تأتي كآخر شيء في السفر كله، وأنها تأتي بتركيز كهذا، يبين مدى أهميتها على الإطلاق في السفر، بالفعل في الكتاب المقدس كله. الآيات ١٨-١٩:

مَنْ هُوَ إِلهٌ مِثْلُكَ غَافِرٌ الإِثْمَ وَصَافِحٌ عَنِ الذَّنْبِ لِبَقِيَّةِ مِيرَاثِهِ! لاَ يَحْفَظُ إِلَى الأَبَدِ غَضَبَهُ، فَإِنَّهُ يُسَرُّ بِالرَّأْفَةِ. يَعُودُ يَرْحَمُنَا، يَدُوسُ آثَامَنَا، وَتُطْرَحُ فِي أَعْمَاقِ الْبَحْرِ جَمِيعُ خَطَايَاهُمْ.

السبب أن ميخا جريء جدا في كسره هو لأنه يعرف الله. يعرف ما هو مدهش حقا وفريد عن الله. “مَنْ هُوَ إِلهٌ مِثْلُكَ.” وهذا يعني: لا إله مثلك. طرقك أعلى من طرقنا. طرقكم أعلى من أي إله في العالم. وما هو تفردك؟ أنت تغفر الإثم وتصفح عن ذنوب شعبك. وهكذا التفرد المتميز عن إله الكتاب المقدس، وليس هناك إله غيره.

الدخول في عمق غفران الله:

كيف إذن نربي أولادنا برجاء في أسوأ الأوقات؟ كيف يمكنك أن تربي الأطفال برجاء عندما تكون اسرتك منقسة إلى ثلاثة ضد اثنين واثنين ضد ثلاثة؟ تنظر إلى الرب. تصرخ للرب (الآية ٧). وتصرخ له بقناعتين عميقتين جدا. أولا هو أنك خاطئ، وأنك لا تستحق أي شيء من الله. لم نكن آباء كاملين. قد أخطأنا. ولسنا حمقى أو جهلاء. فنحن نعلم أنه قد أُخطأ ضدنا أيضا. ولكن كل شيء في جسدنا يريد أن يفكر في ذلك. فقط الروح القدس يجعلنا نرى خطايانا الخاصة. فقط يمكن للروح القدس أن يجعلنا نشعر بذنبنا. هذه قناعة واحدة عميقة.

والآخرى هي عدم وجود إله مثل إلهنا، الذي يغفر الإثم ويصفح عن الذنب، ويندم عن الغضب، ويسر بالرأفة. ونحن مقتنعون أيضا بعمق بهذا كما أننا مقتنعون أننا قد أخطأنا ضد زوجنا، وأننا قد أخطأنا ضد أطفالنا، وأنه في كل هذا قد اخطأنا ضد الله. هل ترى كيف أن كلاهما مهم، كيف يعملان معا، كل منهم يجعل عمق الأخر ممكن؟ إن كنت لا تشعر بخطيتك وذنبك، فإنك لن تدخل في عمق غفران الله. لكن الأمر يعمل في الاتجاه الآخر، وهذا أمر هام في الأسر: إن كنت لا تعرف أعماق غفران الله، فلن تدخل في عمق خطيتك الخاصة بك.

هاتين القناعتين العميقتين تنتجن موقف من جرأة منكسر القلب. وهذا هو موقف تربية الأطفال بالرجاء في أسوأ الأوقات. الانكسار بسبب خطايانا في دوامة أننا قد أُخطأ ضدنا، والجرأة لأنه “مَنْ هُوَ إِلهٌ مِثْلُكَ!”

جرأة انكسار القلب، اشتد في المسيح:

وبالنسبة للمسيحيين ترتكز كل شطر من هذا الموقف وتتشدد من خلال معرفة يسوع المسيح وما فعله من أجلنا على الصليب. لميخا، كان المسيح مجرد رجاء في الإصحاح ٥: “أَمَّا أَنْتِ يَا بَيْتَ لَحْمِ… فَمِنْكِ يَخْرُجُ لِي الَّذِي يَكُونُ مُتَسَلِّطًا عَلَى إِسْرَائِيلَ… وَيَقِفُ وَيَرْعَى بِقُدْرَةِ الرَّبِّ.” (ميخا ٥: ٢، ٤). وضع هذا الراعي الصالح حياته من أجل الخراف (يوحنا ١٠: ١١). وعندما فعل ذلك، رأينا بوضوح أكبر من أي وقت مضى عظمة خطايانا (التي تتطلب هذا المدى من الألم) وعظمة قرار الله أن يغفرها. وهكذا تم تكثيف انكسار القلب والجرأة.

لذلك إن كنت تربي أطفالك في أسوأ الأوقات، أو ترغب أن تكون على استعداد لتربية الأطفال في أسوأ الأوقات، أو ببساطة تريد رجاء في أسوأ الأوقات، فانظر إلى ميخا وانظر إلى المسيح، واتخذ هذا الموقف: انكسار بسبب خطيتك، وجرأة بسبب المسيح. ثم بقوة الروح القدس، ضع قلبك على أن تكون أفضل أب غير كامل يمكنك أن تكونه، من أجل المسيح.

شارك مع أصدقائك

جون بايبر

جون بايبر (دكتوراه في اللاهوت DTheol، جامعة ميونيخ) هو مؤسس ومعلم في هيئة desiringGod.org وعميد جامعة وكلية لاهوت بيت لحم. وقد خدم لمدة ٣٣ عامًا كالراعي الرئيسي لكنيسة بيت لحم المعمدانية في مدينة مينيابوليس، بولاية مينيسوتا، وهو مؤلف لأكثر من ٥٠ كتابًا، بما في ذلك "الاشتياق إلى الله"، "لا تضيع حياتك"، "هذا الزواج السريع"، و"هل يرغب الله أن يخلص الجميع؟"