5 كلمات تقود تأمُّلك في العام الجديد

يبدو التأمُّل شائعًا بشكل متزايد في ثقافتنا. وغالبًا ما يوصى به كطريقة لتقليل التوتُّر ولزيادة السعادة والإنتاجيَّة. وتكون التعليمات المعطاة: اجلس في مكان هادئ، وأفرغ عقلك وركِّز. قد يجعلك هذا غير مرتاح قليلاً، وأنت محقٌّ في ذلك.

في الكتاب المقدَّس، لا يتعلَّق التأمُّل بإفراغ عقلك بل بملئه بالحقائق الغنيَّة؛ حقائق عن الله وعن نعمته، وعن الحياة، وعنك، وعن الآخرين، وعن المصير الذي هو لك كابن لله. إنَّ التأمُّل في هذه الحقائق بدوره سيقود أفعالك وردود أفعالك في اللحظات الصغيرة التي تملأ كلَّ يوم.

قد يبدو هذا مستحيلاً بالنسبة لك، فأيَّامنا تمرُّ مليئة بجميع أنواع المهام. وقبل أن تدرك، ينتهي اليوم، دون وجود مساحة كافية لوقت فيه تختلي بنفسك للتأمّل. إذا كنتِ أُمًّا مشغولة، أو كنت تعمل في وظيفة بدوام كامل، أو إن كان لديك الكثير من القراءة لتقوم بها في جامعتك، أو إن كنت تواجه مسؤوليَّات الخدمة التي لا تنتهي، فربَّما تفكِّر، أين سأجد وقتًا للتأمُّل؟

يخبرنا مزمور 1 أنَّ الشخص الذي يتأمَّل في كلمة الله هو شخص مبارك، مثل شجرة مرويَّة ومثمرة. إنَّ التأمُّل هو عادة روحيَّة تروي الروح وتنتج الثمار. لكن للأسف، لم يجنِ كثير منَّا فوائده.

لذلك، مع مرور العام ونهايته، أودُّ أن أشجِّعكم على القيام بشيء ما. دع فيلبِّي 4: 8 يكون دليلك للعام الجديد. بدلاً من وضع تلك القائمة الدائمة من القرارات –التي إمَّا سيتمُّ نسيان كثير منها وإمَّا ستتركك شاعرًا بالذنب- لماذا لا تضع في بداية هذا العام وقتًا للتأمُّل الهادئ؟

اتَّخذ الترتيبات اللازمة لقضاء نصف يوم بمفردك، وإن لم تستطِع فعل ذلك، فاحرص على الحصول على أكبر قدر ممكن من الوقت. اعثر على أهدأ مكان يمكنك فيه استخدام كتابك المقدَّس، ودفتر، وقلم جيِّد، وقلم توضيح. وبقلب متواضع ومنفتح، وبوجود كلمة الله كدليل لك، انظر إلى الأمام وإلى الوراء.

ربَّما تفكِّر قائلاً: “أنا لست متأكِّدًا من أنَّني أعرف كيفيَّة القيام بذلك.” لذلك، اسمحوا لي أن أقدِّم لكم خمس كلمات لتقود تأمُّلكم “مع حلول العام الجديد”:

    • احسب: من المُغري أن ننظر إلى الوراء ونفكِّر في جميع الوعود التي لم يتمَّ الوفاء بها، والأحلام المحطَّمة، والفرص الضائعة. لكن بدلاً من أن تعدِّد شكاويك، اخرج دفتر يوميَّاتك واحسب النعم والبركات التي حصلت عليها. سوف تجد أنَّ هناك الكثير والكثير من النعم في الشقوق والصدوع غير الملحوظة في حياتك.
    • اعترف: بما أنَّك وأنا بعيدان عن الكمال، فهناك دائمًا أشياء يجب الاعتراف بها. مع حلول العام الجديد، افتح قلبك لتبكيت الروح القدس. إنَّ الشعور بالتبكيت والاعتراف ليسا من الأشياء التي يجب أن نخاف منها، ولكنَّهما وسيلة الله ليقترب منَّا ويبقينا قريبين ويحمي قلوبنا الضالَّة. تأكَّد من أنَّ اعترافاتك محدَّدة، وتذكَّر أنَّ شخص يسوع وعمله قد غطَّيا بالفعل كلَّ ما تعترف به.
    • أدرِك: نظرًا لأنَّ لديك التعزية والأوامر ومبادئ الحكمة في الكتاب المقدَّس، وبما أنَّ الله القدير يعيش في داخلك بشخص الروح القدس، فإنَّ التغيير ممكن حقًّا. خذ وقتًا لكتابة أماكن معيَّنة في قلبك وحياتك وعملك وعلاقاتك حيث يلزمك التغيير. لا تثبط عزيمتك لأنَّك تعترف بحاجتك إلى النموِّ؛ إنَّ ربَّك هو من قرَّر أنَّ التغيير سيكون عمليَّة مستمرَّة في حياتنا وليس حدثًا دراميًّا لمرَّة واحدة.
    • احتفل: اكتب كلَّ البركات التي حصلت عليها بالنعمة لكونك من أبناء الله. خصِّص وقتًا للاحتفال بملء هويَّتك في المسيح. ارجع إلى غلاطيَّة وأفسس وفيلبِّي وكولوسِّي وردِّد كلَّ ما هو ملكك لأنَّ الله قد تبنَّاك في عائلته.
    • التزم: ألزم نفسك الآن بخطَّة عمل. ما هي العادات الجديدة التي تحتاج إلى إدراجها في روتينك اليوميِّ؟ ما هي العلاقات التي تتطلَّب الإصلاح؟ ما هي الالتزامات الجديدة التي تحتاج إلى القيام بها من خلال وقتك وطاقتك وأموالك؟ ما هي الطرق التي يجب أن تفعلها لتحسين علاقتك بوالدك؟ ماذا تحتاج أن تفعل لتستريح أكثر في محضر الله ووعوده وقوَّته ونعمته؟ ابدأ عامك الجديد بتحويل التأمُّل إلى عمل.

يذكِّرنا الكتاب المقدَّس مرارًا وتكرارًا أنَّ أفكارنا تسبق وتحدِّد أفعالنا. إذ إنَّ أفعالك تذهب دائمًا إلى حيث ذهب قلبك بالفعل. لذا، قم بزراعة هذا العام الجديد في تربة التأمُّل الغنيَّة والمغذِّية حتَّى تتمكَّن في الأشهر القادمة من جني فرحة حصاد الثمار الجيِّدة.

لا يوجد وقت أفضل للتأمُّل من وقت حلول العام الجديد!

 

شارك مع أصدقائك

پول تريب

قسيس وله العديد من المؤلّفات، وهو كذَلِك رئيس خدمات بول تريب ويسعى إلى ربط قوة يسوع المَسيح المُغيرة بالحياة اليومية.