أبعاد رسالة الإنجيل

وَأُعَرِّفُكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ بِالإِنْجِيلِ الَّذِي بَشَّرْتُكُمْ بِهِ، وَقَبِلْتُمُوهُ، وَتَقُومُونَ فِيهِ، بِهِ أَيْضًا تَخْلُصُونَ، إِنْ كُنْتُمْ تَذْكُرُونَ أَيُّ كَلاَمٍ بَشَّرْتُكُمْ بِهِ. إِلاَّ إِذَا كُنْتُمْ قَدْ آمَنْتُمْ عَبَثًا! فَإِنَّنِي سَلَّمْتُ إِلَيْكُمْ فِي الأَوَّلِ مَا قَبِلْتُهُ أَنَا أَيْضًا: أَنَّ الْمَسِيحَ مَاتَ مِنْ أَجْلِ خَطَايَانَا حَسَبَ الْكُتُبِ، وَأَنَّهُ دُفِنَ، وَأَنَّهُ قَامَ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ حَسَبَ الْكُتُبِ، وَأَنَّهُ ظَهَرَ لِصَفَا ثُمَّ لِلاثْنَيْ عَشَرَ. وَبَعْدَ ذلِكَ ظَهَرَ دَفْعَةً وَاحِدَةً لأَكْثَرَ مِنْ خَمْسِمِئَةِ أَخٍ، أَكْثَرُهُمْ بَاق إِلَى الآنَ. وَلكِنَّ بَعْضَهُمْ قَدْ رَقَدُوا. وَبَعْدَ ذلِكَ ظَهَرَ لِيَعْقُوبَ، ثُمَّ لِلرُّسُلِ أَجْمَعِينَ. وَآخِرَ الْكُلِّ ­ كَأَنَّهُ لِلسِّقْطِ ­ ظَهَرَ لِي أَنَا. لأَنِّي أَصْغَرُ الرُّسُلِ، أَنَا الَّذِي لَسْتُ أَهْلاً لأَنْ أُدْعَى رَسُولاً، لأَنِّي اضْطَهَدْتُ كَنِيسَةَ اللهِ. وَلكِنْ بِنِعْمَةِ اللهِ أَنَا مَا أَنَا، وَنِعْمَتُهُ الْمُعْطَاةُ لِي لَمْ تَكُنْ بَاطِلَةً، بَلْ أَنَا تَعِبْتُ أَكْثَرَ مِنْهُمْ جَمِيعِهِمْ. وَلكِنْ لاَ أَنَا، بَلْ نِعْمَةُ اللهِ الَّتِي مَعِي… وَإِنْ لَمْ يَكُنِ الْمَسِيحُ قَدْ قَامَ، فَبَاطِلٌ إِيمَانُكُمْ. أَنْتُمْ بَعْدُ فِي خَطَايَاكُمْ! إذًا الَّذِينَ رَقَدُوا فِي الْمَسِيحِ أَيْضًا هَلَكُوا! إِنْ كَانَ لَنَا فِي هذِهِ الْحَيَاةِ فَقَطْ رَجَاءٌ فِي الْمَسِيحِ، فَإِنَّنَا أَشْقَى جَمِيعِ النَّاسِ. (كورنثوس الأولى 15: 1-19)


في عظة له في إحدى مؤتمرات إئتلاف الإنجيل، قدّّم اللاهوتيّ دون كارسون بعض الملاحظات حول نص كورنثوس الأولى 15:

ثمان عبارات تلخيصيّة

1. الإنجيل رسالة كريستولوجيَّة.

إنَّها رسالة تتمحور حول المسيح. ليس الإنجيل مجرَّد إيمان بوجود إله، ولا هو وحدة الوجود التي لا يوجد فيها إله شخصي؛ إنَّه يتمحور حول المسيح بشكل لا رجعة فيه. “لا يُكرز بالإنجيل إذا لم يُكرز بالمسيح” (ستوت). لا يشمل الإنجيل شخص المسيح فحسب، بل يشمل أيضًا موته وقيامته. لا يكفي التأكيد على عيد الميلاد والتقليل من أهميَّة الجمعة العظيمة وعيد القيامة. يسوع هو المسيح الموعود به الذي مات وقام مرَّة أخرى.

2. الإنجيل رسالة لاهوتيَّة.

من غير المنطقيِّ أن نضع إرساليَّة الابن في مقابل إرساليَّة الآب. تنزع بعض الدراسات الاستقصائيَّة عن تاريخ الفداء الطابع الشخصيَّ لغضب الله. منذ البداية كانت الخطيَّة إهانة لله. عندما نخطئ بأيِّ شكل من الأشكال، فإنَّ الله هو دائمًا أكثر طرف مهان (راجع مزمور 51: 4). أكثر ما يغضب الله هو الوثنيَّة، أي نزع الألوهيَّة عن شخص الله.

3. رسالة الإنجيل رسالة كتابيَّة.

مات المسيح ودُفن وقام “حسب الكتب” (راجع لوقا 24؛ مزمور 16؛ إشعياء 53؛ مزمور 2).

4. الإنجيل رسالة رسوليَّة.

كان هناك ما يزيد عن 500 شاهد، ولكن لُفِتَ الانتباه بشكل خاصٍّ إلى الرسل.

5. الإنجيل رسالة تاريخيَّة.

الدفن (الموت) والظهورات (القيامة) أمور تاريخيَّة، في تسلسل قابل للتسجيل والتأريخ. وهذه الأحداث تتَّحد لتشكِّل رابطة. الادِّعاءات التي تقدِّمها رسالة الإنجيل ادِّعاءات تاريخيَّة بشكل يتعذَّر رفضه. في الأديان الأخرى، لا يوجد شيء جوهريٌّ مطلوب في القائد لإثبات صحَّة ما ينادي به. لكن بالنسبة إلى المسيحيَّة، فإنَّ جزءًا من إثبات صحَّة الإيمان هو صدق موضوع الإيمان؛ وهو في هذه الحالة، قيامة المسيح. لا يطلب منَّا الكتاب المقدَّس أبدًا تصديق أيِّ شيء غير حقيقيٍّ.

6. الإنجيل رسالة شخصيَّة.

ليس الإنجيل مجرَّد حدث تاريخيٍّ، ولكنَّه يرسم أيضًا طريق الخلاص الشخصيَّ.

7. الإنجيل رسالة شاملة.

المسيح هو آدم الجديد (الآيات ٢٢، ٤٧-٥٠). توجد رؤية عامَّة تجتذب الناس من كلِّ قبيلة ولسان وأمَّة. إنَّه لا يخلِّص كلَّ شخص، لكنَّه شامل بشكل مجيد في امتداده الواسع.

8. الإنجيل هو رسالة أخرويَّة.

بعض البركات التي نتلقَّاها الآن هي بركات نهاية الزمان ولكنَّها جُلبت إلينا اليوم. ولكن يوجد أيضًا تحوُّل نهائيٌّ. ستظهر كلُّ ثمار الإنجيل في السماوات الجديدة والأرض الجديدة.


خمس جمل توضيحيَّة

  1. يُنشَر هذا الإنجيل عادةً بعمل التبشير والإعلان.

(“بَشَّرْتُكُمْ بِهِ“). يوجد بصورة شبه دائمة ارتباط في العهد الجديد بين “الإنجيل” وكلمات “التبشير” به. يجب الإعلان عنه وشرحه.

  1. يُقبل هذا الإنجيل بثمار الإيمان الصادق والمثابر.

راجع كولوسي 1.

  1. يُكشَف عن هذا الإنجيل بشكل صحيح في سياق الاتِّضاع الذاتيِّ الشخصيِّ.

انظر ما قاله الرسول بولس في هذا النص: “لأَنِّي أَصْغَرُ الرُّسُلِ، أَنَا الَّذِي لَسْتُ أَهْلاً لأَنْ أُدْعَى رَسُولاً، لأَنِّي اضْطَهَدْتُ كَنِيسَةَ اللهِ.” لقد قال جون نيوتن: “أنا لست ما أريده. ولست كما أتمنَّى. لكن بنعمة الله، أنا لست كما كنت.”

عندما يقوم الإنجيل بعمله حقًّا، فإنَّ “المسيحيَّ المتكبِّر” هو تعبير يحمل تناقضًا لا يمكن تصوُّره.

  1. تمَّ تأكيد على أنَّ هذا الإنجيل هو الاعتراف الرئيسيُّ الذي تعترف به الكنيسة بأكملها.

احذر من أيِّ كنيسة تتباهى بما تفعله بشكل مختلف عن الجميع (راجع 1 كورنثوس 4: 17؛ 7: 17).

  1. يتقدَّم هذا الإنجيل بجرأة في ظلِّ النزاع على السيادة والنصر الحتميِّ النهائيِّ للمسيح الملك.

فيلبِّي 2. “لأَنَّهُ يَجِبُ أَنْ يَمْلِكَ حَتَّى يَضَعَ جَمِيعَ الأَعْدَاءِ تَحْتَ قَدَمَيْهِ” (1 كورنثوس 15: 25). الآية 58: “إِذًا يَا إِخْوَتِي الأَحِبَّاءَ، كُونُوا رَاسِخِينَ، غَيْرَ مُتَزَعْزِعِينَ، مُكْثِرِينَ فِي عَمَلِ الرَّبِّ كُلَّ حِينٍ، عَالِمِينَ أَنَّ تَعَبَكُمْ لَيْسَ بَاطِلاً فِي الرَّبِّ”.

خذ رصيدك من الإنجيل

  1. إنَّه لأمر مدهش كم أنَّ رسالة الإنجيل رسالة معرفيَّة.
  2. لكنَّ الإنجيل لن يكون هو الإنجيل إذا ظلَّ قاصرًا على الجانب المعرفيِّ. يأتي الأصحاح الخامس عشر في نهاية سفر، حيث تستنبط الأصحاحات السابقة منه رسالة الإنجيل بطرق وفي مواقف مختلفة. على سبيل المثال: ليس الإنجيل حكمة الله فحسب، بل هو قوَّة الله. لا مكان للنصر في مكانٍ ما يُشترى بالدماء. حيث ينتصر الإنجيل، تتغيَّر العلاقات.

3. يجب أن يغيِّر الإنجيل جميع مجالات حياتنا.

شارك مع أصدقائك