تُصرّح جمعيّة علم النفس الأمريكيّة (American Psychological Association)، وهي جمعيّة تدعم المجموعات المثليّة المختلفة (LGBTQ)، عن خلاصة نتائج البحث حول ما نعرفه عن أسباب المثليّة الجنسية بقولها:
لا يوجد إجماع بين العلماء حول الأسباب الدقيقة التي تدفع الفرد إلى تطوير توجهه الجنسي إلى مُغاير، أو ثنائي الميل، أو مثلي الجنس.
وبرغم أن الكثير جدًا من الأبحاث فحصت احتمالية أن يكون وراء التوجّه الجنسي تأثيرات جينيّة، أو هرمونيّة، أو تطورات معينة أثناء مراحل النمو، أو حتى عوامل اجتماعيّة وثقافيّة، ولكن لم تظهر أي نتائج تسمح للعلماء باستنتاج أن التوجه الجنسي يتم تحديده عبر أي عامل من تلك العوامل. فالچينات لا يمكنها التنبؤ بالتوجه الجنسي المثلي للشخص.
كما يعتقد الكثيرون أن لكل من الطبيعة والتنشئة دور معقد، يشعر حيالها بضعف من أو انعدام القدرة على اختيار ميوله أو توجهاته الجنسيّة بشكل مطلق.
وفي الواقع، من الممكن جدًا أن يكون لدى البعض استعداد أكثر للميل نحو المثليّة الجنسيّة، ولكن هذا الاستعداد لا يعني كونه أمرًا حتميًا يفرض سطوته على الشخص. قدمت د. ليزا دايموند، العالمة النسويّة والطبيبة النفسيّة بجامعة يوتا Utah بحثًا مكثفًا يوضح أن التوجه الجنسيّ ليس ثابتًا، بل مائعًا، وبالأخص بين النساء. فحتى على سبيل الجدال لو سلّمنا بوجود علاقة بين الچينات والمثليّة الجنسيّة، فهذه العوامل الوراثيّة قد يكون تأثيرها صغير، وليست بالضرورة حقيقة غير قابلة للتغيير.
في النقاشات حول المثليّة الجنسيّة، عادة ما يكون الادعاء إن الشيء الذي ينجذب إليه الشخص هو كينونته بالفعل. ولكن الجنس ليس هويتك التي تحدد من أنت، بل هويتك هي ما تحدد كيف يجب أن تعيش. فالجاذبيّة الجنسيّة شيء نختبره جميعًا ولا يد لنا فيه، ولكن يجب ألا تبرر الرغبة القرارات والتصرفات التي نتخذها.
فالأخلاق الجنسيّة المسيحيّة لا تعتمد فقط على مسببات التوجه الجنسي.
فسواء كان مصدر الدافع هو داخليّ أو نتيجة لبيئة الشخص، أو على الأرجح، إذا كان الدافع هو مزيج من أمور عديدة، فإن المسيحيّة تُعلّم أن المؤمنين الحقيقيين يُقيّمون دوافعهم في ضوء إرادة الله المُعلنة عن السلوك والنمط الذي يُميّز السلوك المسيحي عبر التاريخ.
نعلم كمؤمنين حقيقيين بالمسيح أن نموّ شخصياتنا هو نتاج تفاعل مُعقد تحت سيادة الله بين “طبيعتنا” “وتنشئتنا” سواء كان بطرقٍ سلبيّة أو إيجابيّة. يُقسم ديڤيد باوليسون “الطبيعة” إلى ما يطلق عليه “طبيعة الخَلق” (أي طبيعتنا كوننا مخلوقين على صورة الله)، وطبيعة الخطيّة (أي طبيعتنا نتيجة السقوط في الخطيّة). كما أنه يُميّز بين “تنشئة الخطيّة” (أي الطرق التي يتشكل بها تمردنا)، “وتنشئة النعمة” (أي الطرق التي يتم بها تشكيل السلوك الروحيّ).
من هنا يمكننا أن نفهم التداخل والصراع بين من يقول إن المثليين “يولدون هكذا”، وبين من يقول إن المثليّة هي “خيار واعٍ ومستقل.”
في النهاية، الأمر يتطلب اعتراف ومواجهة وإقرار بالمشكلة ورغبة وقوة يمنحها روح الله لمن يطلب أن يسير في سكة التغيير. ولا أخفي عليك أن طريق التغيير طويل، بل وشاق، لكن المسيح الذي وعد ألا يتركك سيسير معك كل الطريق، ولن يتخلّ عنك أبدًا.
تم نشر هذا المقال أولًا بتاريخ 3 مايو 2021، على موقع TGC: U.S Edition