طلب إلينا مزمور ١٥٠: ٢ أن نسبّح الله “حَسَبَ كَثْرَةِ (تفوُّق) عَظَمَتِهِ”. وجدنا في كنيستنا أن تفوُّق عظمة الله تقدّم على نحو أكثر فاعلية في عبادتنا بإعطاء الناس وقتاً للتأمل والتفكير في صفاته. كثيراً جداً ما يتم اختيار ترانيم للعبادة تفتقر إلى الوحدة العضوية أو إلى خيط يربط بينها. فتكون النتيجة مجموعة عشوائية من الاختيارات المفضلة التي يمكن أن تلقى قبولاً حسناً، لكنها تفوّت فرصة استخدام ترانيم تُبنى إحداها على الأخرى.
تتضمن العبادة المرتكزة على موضوع نقطة تركيز واحدة اجتماع الخدمة، حيث تختار كل الترانيم والقراءات والعناصر الأخرى لكي تعكس وتطوّر ذلك الموضوع. قد يكون هذا الموضوع صفة من صفات الله (مثلاً قوّته أو محبته أو نعمته) أو موضوعاً كتابياً آخر (مثل حمَل الله، الخليقة، إلخ). والوضع المثالي هو أن يُستقى الموضوع من نقطة تركيز عظة الراعي، بحيث يهيئ القلوب حسب نفس الخط، وبهذا يضاعف تأثيره. وفي كنائس (مثل كنائسنا) حيث لا يسمح أسلوب الراعي في تخطيط العظة لذلك النوع من الإشعار المسبق، ربما يسمح الجزء الأول من الخدمة موضوعاً منفصلاً (وقد وجدنا أنه غالباً ما يقوم الروح القدس بطريقة عجيبة بنسجه مع الرسالة). ومن بين أعظم امتيازات العبادة المرتبطة بموضوع معين:
١- تسمح للأعضاء بوقت مطوّل من التركيز والتفكير والتأمل في جانب واحد من جوانب الحق الإلهي. عندما نقرأ ونسمع حقيقة روحية ونسمح لها بأن تدخل عقولنا، فإنها تحتاج إلى وقت لكي تشق طريقها إلى قلوبنا. وهذا هو ما تسمح بحدوثه العبادة المرتبطة بموضوع معيّن. ونتيجة لذلك، يمكن أن يصل المؤمنون، لا إلى نقطة تذكُّر حق إلهي معين فحسب، بل أيضاً إلى الابتهاج به والقيام باستجابة عبادة لهذا الحق، وهو الأمر الذي نادراً جداً ما نصل إليه في أي سياق آخر.
٢- تعطي العبادة المرتبطة بموضوع معين العبادة تماسكاً ووحدة، مبدأ منظماً أعلى ما يمكّن الناس من التركيز على الحق الذي يترنّمون به بدلاً من التركيز على أسلوب الترنيمة التي يصدف أنهم يرنّمونها في لحظة معيّنة. يمكن أن يُفتن الناس بقداسة الله، على سبيل المثال، حتى إنه يصبح أمراً غير ذي أهمية إن كانوا يستخدمون في تلك اللحظة ترنيمة أم قراراً – وما يصبح مهماً هو أن الله قدّوس.
يمكن للعبادة المرتبطة بموضوع، بتركيزها على الله وحق، أن تساعد الأعضاء في أن ينشغلوا به بدلاً من الانشغال بالأشكال والبُنى. ألا يفترض أن يكون هذا هو هدفنا؟