مساندة بنعمة ذات سيادة

مساند بنعمة ذات سيادة — للأبد

إرميا ٣٢: ٣٦٤٢

٣٦وَالآنَ لِذلِكَ هكَذَا قَالَ الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ عَنْ هذِهِ الْمَدِينَةِ الَّتِي تَقُولُونَ إِنَّهَا قَدْ دُفِعَتْ لِيَدِ مَلِكِ بَابِلَ بِالسَّيْفِ وَالْجُوعِ وَالْوَبَإِ: ٣٧هأَنَذَا أَجْمَعُهُمْ مِنْ كُلِّ الأَرَاضِي الَّتِي طَرَدْتُهُمْ إِلَيْهَا بِغَضَبِي وَغَيْظِي وَبِسُخْطٍ عَظِيمٍ، وَأَرُدُّهُمْ إِلَى هذَا الْمَوْضِعِ، وَأُسَكِّنُهُمْ آمِنِينَ. ٣٨وَيَكُونُونَ لِي شَعْبًا وَأَنَا أَكُونُ لَهُمْ إِلهًا. ٣٩وَأُعْطِيهِمْ قَلْبًا وَاحِدًا وَطَرِيقًا وَاحِدًا لِيَخَافُونِي كُلَّ الأَيَّامِ، لِخَيْرِهِمْ وَخَيْرِ أَوْلاَدِهِمْ بَعْدَهُمْ. ٤٠وَأَقْطَعُ لَهُمْ عَهْدًا أَبَدِيًّا أَنِّي لاَ أَرْجِعُ عَنْهُمْ لأُحْسِنَ إِلَيْهِمْ، وَأَجْعَلُ مَخَافَتِي فِي قُلُوبِهِمْ فَلاَ يَحِيدُونَ عَنِّي. ٤١وَأَفْرَحُ بِهِمْ لأُحْسِنَ إِلَيْهِمْ، وَأَغْرِسَهُمْ فِي هذِهِ الأَرْضِ بِالأَمَانَةِ بِكُلِّ قَلْبِي وَبِكُلِّ نَفْسِي. ٤٢لأَنَّهُ هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: كَمَا جَلَبْتُ عَلَى هذَا الشَّعْبِ كُلَّ هذَا الشَّرِّ الْعَظِيمِ، هكَذَا أَجْلِبُ أَنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ الْخَيْرِ الَّذِي تَكَلَّمْتُ بِهِ إِلَيْهِمْ.

ما هي النعمة المساندة؟

نحتفل بمرور ١٢٥ عاما على نعمة الله المساندة لنا. ما هذا؟ ما هي النعمة المساندة؟ اسمحوا لي أن أضعها في أربعة أسطر ذات قافية:

ليست نعمة تعوق ما هو مبهج، ولا تهرب من كل ضيق، ولكنها هذا:

هي النعمة التي تأمر بمتاعبنا وآلامنا، ثم في الظلمة هي هناك لتساندنا.

وأشدد على هذا لأن الاحتفال بالنعمة التي تمنع ما هو ليس نعيما، ويمنح الهروب من كل معاناة وألم ولا تأمر بآلامنا ستكون كاذبة كتابيا، وغير واقعية اختباريا.

… في حادث شبه مميت:

اختبارنا والكتاب المقدس يعلمنا أن النعمة لا تمنع الألم، ولكن تأمر وترتب وتدبر ألمنا، ثم في الظلام هي هناك لدعمنا. على سبيل المثال، تحدث بوب ريكر أمس، رئيس المؤتمر العام المعمداني، عن تذكير ثمين لنعمة الله المساندة. ليس تماما قبل عشر سنوات كانت ابنة بوب ودي في حادث سيارة خطير. وهي على قيد الحياة اليوم لسبب واحد. في السيارة التي كانت ورائها كان هناك طبيبا الذي تصادف أن كان لديه أنبوب هواء في جيبه. وإلى أن وصل إليها كانت بالفعل بدأت أن تشحب. فضغط الأنبوب في حلقها وأنقذ حياتها. في حفل زفافها بعد سنوات قليلة، قال بوب لها: هذه الآثار الباقية في وجهك للعيش بها إنما هي تذكارا للنعمة المساندة.

لم يكن بوب ريكر ساذجا. لأنه يعلم أنه إن كان الله قد عين أن يكون في السيارة التي ورائها هناك طبيبا، وهذا الطبيب يملك جهاز التنفس في جيبه، وهو على وعي كامل لاستخدامه للإنقاذ، إذن هذا الإله قادر تماما على منع وقوع الحادث في المقام الأول. في الواقع، في وقت سابق كان بوب قد اقتبس من أفسس ١: ١١ “الَّذِي فِيهِ أَيْضًا نِلْنَا نَصِيبًا، مُعَيَّنِينَ سَابِقًا حَسَبَ قَصْدِ الَّذِي يَعْمَلُ كُلَّ شَيْءٍ حَسَبَ رَأْيِ مَشِيئَتِهِ.” وشدد على أن: “كُلَّ شَيْءٍ، يعني كُلَّ شَيْءٍ”، بما في ذلك، أفترض، مسارات السيارات والطائرات والسهام والرصاص. كان ذلك مصدر إلهام لقصيدتي الصغيرة، “ما هي النعمة المساندة؟”

ليست نعمة تعوق ما هو مبهج، ولا تهرب من كل ضيق، ولكنها هذا:

هي النعمة التي تأمر بمتاعبنا وآلامنا، ثم في الظلمة هي هناك لتساندنا.

… عندما تتعطل السياراة:

يوم السبت، قبل أسبوعين، كان إبراهيم ونويل وبرنابا وطاليثا مسافرين إلى جورجيا في السيارة وتعطلت بهم في منطقة منعزلة على مسافة ساعة جنوب انديانابوليس. تلف المبرد. مزارع في منتصف الستينات وقف بسيارته وقدم المساعدة. قالت نويل أنها كانت تظن أنهم في حاجة إلى فندق، وكانت تأمل أن صباح يوم الإثنين يكون هناك مرآب لتصليح السيارات مفتوح لتصليح السيارة. قال المزارع: “هل ترغبون في البقاء معي وزوجتي؟” ترددت نويل ولم ترد أن تضايقهم. فقال: “قال الرب عندما نخدم الآخرين، كأننا نخدمه هو”. فقالت: “حسنا، هل يمكن أن نذهب إلى الكنيسة معكم في الصباح؟” فقال: “إن كنتم تقبلون الكنيسة المعمدانية”.

لذا فمكثوا مع المزارع، وهو أيضا ميكانيكي طيران، وقد شخّص المشكلة، وذهب للبلدة صباح يوم الإثنين، واشتري جهاز مبردا جديدا، وعاد، ووضعه في مكانه بلا أجر، ثم ارسل العائلة في طريقهم. في غضون ذلك سحبت برنابا عصاه للصيد من السيارة وامسك بسمك السلور طولها تسعة عشر بوصة، تتويجا للعملية.

الله الذي يمكنه أن يجعل مزارعا يقف بسيارته لمساعدة نويل والذي يدبر أنه يكون مسيحيا (معمدانيا أيضا!)، وأنه وزوجته لديهم مكانا للعائلة للمكوث، وأنه ميكانيكيا، وأنه وجد مبردا كأول شيء صباح يوم الإثنين، وأنه مستعد أن يقضي ذلك الوقت، وكان لديه بركة سمك السلور، هذا الإله هو قادر تماما أ يحافظ على المبرد من الانفجار في منتصف ولاية انديانا.

… عندما لا يحدث الشفاء:

ولكن في هذا العالم الساقط بلا جدوى هذا ليس كل شيء تعفله النعمة المساندة.

ليست نعمة تعوق ما هو مبهج، ولا تهرب من كل ضيق، ولكنها هذا:

هي النعمة التي تأمر بمتاعبنا وآلامنا، ثم في الظلمة هي هناك لتساندنا.

واحد من الشباب في كنيستنا يمر خلال مياه عميقة الآن التي هي اختبار لإيمانه تقريبا إلى أقصى حد. قال لي مؤخرا: كان سيكون من الأسهل لو لم يكن المسيح قد قدم الشفاء ولكن بدلا من ذلك اكن قد أعطى نعمة لتحمل غياب الشفاء. إحدى الأشياء التي قلتها له كانت هذه: هذا بالضبط ما فعله المسيح، ولهذا السبب عينه في، ٢ كورنثوس ١٢: ٩-١٠. نعمة الله أمرت أن يكون لبولس شوكة في الجسد من أجل تواضعه وبعد ذلك لم تزيلها استجابة للصلاة. لكنه قال:

تَكْفِيكَ نِعْمَتِي [المساندة]، لأَنَّ قُوَّتِي فِي الضَّعْفِ تُكْمَلُ

ولهذا جاوب بولس،

فَبِكُلِّ سُرُورٍ أَفْتَخِرُ بِالْحَرِيِّ فِي ضَعَفَاتِي، لِكَيْ تَحِلَّ عَلَيَّ قُوَّةُ الْمَسِيحِ. لِذلِكَ أُسَرُّ بِالضَّعَفَاتِ وَالشَّتَائِمِ وَالضَّرُورَاتِ وَالاضْطِهَادَاتِ وَالضِّيقَاتِ لأَجْلِ الْمَسِيحِ. لأَنِّي حِينَمَا أَنَا ضَعِيفٌ فَحِينَئِذٍ  أَنَا قَوِيٌّ.

ليست نعمة تعوق ما هو مبهج، ولا تهرب من كل ضيق، ولكنها هذا:

هي النعمة التي تأمر بمتاعبنا وآلامنا، ثم في الظلمة هي هناك لتساندنا.

 

… عندما تحترق الكنيسة:

يوم الإثنين ١٦ مارس ١٨٨٥، عندما كانت كنيسة بيت لحم المعمدانية ذات ١٤ عاما وكان موقعها على ناصية الشارع الثاني عشر و الشارع السادس (حيث الشركة دوجلاس الآن) اشتعلت فيها النيران. دمرت بشكل غير قابل للإصلاح. ولكن في تلك الظلمة كان هناك العجب في نعمة الله. كان جزء من السقف حيث وقفت رجال الإطفاء هو الجزء الوحيد الذي لم ينهار. وفي غضون سبعة أسابيع كانت الكنيسة قد اشترت مبنى كنيسة الجماعة الثانية حيث كنا نعبد لمدة ١٠٦ عاما حتى اكتمل هذا البناء في عام ١٩٩١.

الآن كان يمكن لله الذي حافظ على رجال الإطفاء من خلال جعله لجزء من السقف الضعيف أن يتماسك، والذي يمكن أن يرتب لمبنى جديد وأفضل في سبعة أسابيع، كان يمكنه أن يمنع النار في المقام الأول.

وآمل أن تكون هذه النقطة واضحة: إننا نحتفل بالنعمة المساندة.

هي النعمة التي تأمر بمتاعبنا وآلامنا، ثم في الظلمة هي هناك لتساندنا.

الله لا يمنع دائما الكارثة:

نصنا في إرميا ٣٢ حول هذا النوع من النعمة المساندة، ويحمل المفتاح لماذا كنيسة بيت لحم المعمدانية على قيد الحياة في المدينة اليوم بعد ١٢٥ عاما من التجارب. كانت أورشليم وشعب الله المختار في ظلمة وضيق. وكان الله نفسه هو الذي أمر بذلك. انظر إلى الآية ٣٦: “وَالآنَ لِذلِكَ هكَذَا قَالَ الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ عَنْ هذِهِ الْمَدِينَةِ الَّتِي تَقُولُونَ إِنَّهَا قَدْ دُفِعَتْ لِيَدِ مَلِكِ بَابِلَ بِالسَّيْفِ وَالْجُوعِ وَالْوَبَإِ.” هذا ما كانوا يقوله عن الأمر. وهذا صحيحا. فالنعمة لم تمنعهم من هذه الكارثة. ولن تمنعك نعمة الله من كارثتك المعينة لك.

ولكن ماذا يقولونه عن شعب الله المختار ليست هو الكلمة الأخيرة. فالله له الكلمة الأخيرة. وهي كلمة النعمة. الآية ٣٧: “هأَنَذَا أَجْمَعُهُمْ مِنْ كُلِّ الأَرَاضِي الَّتِي طَرَدْتُهُمْ إِلَيْهَا بِغَضَبِي وَغَيْظِي وَبِسُخْطٍ عَظِيمٍ، وَأَرُدُّهُمْ إِلَى هذَا الْمَوْضِعِ، وَأُسَكِّنُهُمْ آمِنِينَ.” لذا يعلن الله أنه أمر بالمتاعب والآلام. “طَرَدْتُهُمْ” إلى هذه الأراضي الغريبة. ويعلن أنه هو نفسه سيخلصهم ويردهم إلى نفسه وإلى أرضهم. وبعبارة أخرى، فإن النعمة ذات السيادة ستنتصر في النهاية على الكارثة.

كيف يمكن أن نكون واثقين من انتصار النعمة؟

كيف يمكننا التأكد من انتصار النعمة هذا؟ إن كان الله هو إله العدل الذي يمكنه أن يرسل إسرائيل إلى السبي المدمر حيث هلك الكثيرين بسبب الخطية والعصيان، إذن كيف يمكن أن يكون لدينا الثقة بأن هذا لن يحدث لشعب الله المختار اليوم، أي الكنيسة، عروس المسيح، إسرائيل الحقيقية، أنت وأنا، الذين هم مدعوون إلى شركة ابنه؟ سؤال نسأله هو: لماذا صمدت كنيسة بيت لحم لمدة ١٢٥ سنة؟ لكن سؤالا أكثر إلحاحا هو: كيف يمكننا التأكد من أن النعمة ستنتصر لكنيسة بيت لحم ولحياتنا في المستقبل؟ كيف يمكنك أن تتأكد من أن النعمة سوف تساندك إلى النهاية في الإيمان والقداسة التي تأتي بك آمنا إلى السماء؟

هذا ما يدول حوله ما تبقى من هذا النص. الجواب هو: النعمة المساندة لشعب الله المختار هي نعمة ذات سيادة. أي أن النعمة المساندة هي نعمة قادرة على كل شيء. إنها نعمة تتغلب على كل العقبات وتحفظ الإيمان والقداسة التي تقودنا لدارنا في السماء. هذه هي ثقتنا الأكيدة الوحيدة من أجل المستقبل. أنت وأنا، في أنفسنا، متقلبين وغير موثوق فينا تماما. لو تركنا لقدراتنا الذاتية على المثابرة، سنجعل إيماننا يتحطم، هذا مؤكد. لهذا السبب صلى القديسيون لقرون،

يا لها من نعمة عظيمة كيف أنا

مقيدا يوميا لأكون مدينا!

اسمح لصلاحك أن يربط

مثل القيد قلبي الحائر بك:

فأنا عرضة لتيه، يا رب أنا أشعر بذلك،

أنا عرضة لترك الله الذي أحبه؛

ها هو قلبي، خذه واختمه؛

اختمه لعرشك الأعلى.

هل هكذا ينبغي للقديسين أن يصلوا؟ هل هكذا تكون الصلاة من أجل مستقبلك ومستقبل كنيسة بيت لحم؟ هل هذه طريقة كتابية للصلاة؟ اجعل صلاحك مثل القيد – سلسلة – تربط قلبي الحائر بك. اختم قلبي برباط غير قابلة للكسر لعرش في السماء. وبعبارة أخرى: احفظني! حفاظ عليَّ! كل اهزم أي تمرد يظهر! تغلب على كل شك تافه! نجني من كل تجربة مدمرة! إبطل كل إغراءات قاتلة! افضح كل خداع شيطاني! اهدم كل حجة متغطرسة! شكلني! طيعني! احملني! اخضعني! افعل كل ما يجب القيام به للحفاظ على ثقتي فيك ومخافتك إلى أن يأتي المسيح أو يدعوني. هل يجوز لنا، أو ينبغي علينا، أن نصلي، ونرنم من هذا القبيل؟

الإجابة من هذا النص هي نعم. هذا النوع من الترنيم والصلاة متجذر في وعد العهد الجديد للنعمة المساندة ذات السيادة. دعونا نقرأه. ضع في اعتبارك: هذا واحد من عدة وعود في العهد القديم عن العهد الجديد الذي قال المسيح أنه ختمه بدمه لكل من هم فيه. ليس فقط لليهود، ولكن لأولئك الذين هم يهودا حقا بحكم اتحادهم بالمسيح، نسل إبراهيم (غلاطية ٣: ٧، ١٦) يقول إرميا ٣٢: ٣٨-٤١،

٣٨وَيَكُونُونَ لِي شَعْبًا وَأَنَا أَكُونُ لَهُمْ إِلهًا. ٣٩وَأُعْطِيهِمْ قَلْبًا وَاحِدًا وَطَرِيقًا وَاحِدًا لِيَخَافُونِي كُلَّ الأَيَّامِ، لِخَيْرِهِمْ وَخَيْرِ أَوْلاَدِهِمْ بَعْدَهُمْ. ٤٠وَأَقْطَعُ لَهُمْ عَهْدًا أَبَدِيًّا أَنِّي لاَ أَرْجِعُ عَنْهُمْ لأُحْسِنَ إِلَيْهِمْ، وَأَجْعَلُ مَخَافَتِي فِي قُلُوبِهِمْ فَلاَ يَحِيدُونَ عَنِّي. ٤١وَأَفْرَحُ بِهِمْ لأُحْسِنَ إِلَيْهِمْ، وَأَغْرِسَهُمْ فِي هذِهِ الأَرْضِ بِالأَمَانَةِ بِكُلِّ قَلْبِي وَبِكُلِّ نَفْسِي.

أربعة وعود للنعمة المساندة ذات السيادة:

لاحظ أربعة وعود للنعمة المساندة ذات السيادة.

١. سيكون الله إلهنا:

يعد الله أن يكون إلهنا. الآية ٣٨: “وَيَكُونُونَ لِي شَعْبًا وَأَنَا أَكُونُ لَهُمْ إِلهًا.” كل الوعود لشعبه ملخصة في هذا: ” أكون إلهكم.” أي، سأستخدم كل ما لي كإله –  كل حكمتي، وكل قوتي، وكل حبي – لضمان أنكم تظلون شعبي. كل ما لله، سأبذله لخيركم. 

٢. يعد الله أن يغير قلوبنا:

يعد الله أن يغير قلوبنا ويجعلنا نحبه ونخافه. الآية ٣٩: “أُعْطِيهِمْ قَلْبًا وَاحِدًا وَطَرِيقًا وَاحِدًا لِيَخَافُونِي كُلَّ الأَيَّامِ … (آية ٤٠ب) أَجْعَلُ مَخَافَتِي فِي قُلُوبِهِمْ.” وبعبارة أخرى، فإن الله لن يقف مكتوف الأيدي ليرى ما إذا كنا، بقوتنا الشخصية، سنخافه، بل سيعطينا بشكل سيادي، وعلى نحو أسمى، وبرحمة، القلب الذي نحن بحاجة إليه، وسيمنحنا الثقة ومخافة الله التي ستقودنا لدرانا في السماء. هذه هي النعمة المساندة ذات السيادة. (راجع تثنية ٣٠: ٦؛ حزقيال ١١: ١٩-٢٠؛ ٣٦: ٢٧).

٣. يعد الله أننا لن نحيد عنه:

يعد الله أنه لن يرجع عنا ونحن لن نحيد عنه. الآية ٤٠: “وَأَقْطَعُ لَهُمْ عَهْدًا أَبَدِيًّا أَنِّي لاَ أَرْجِعُ عَنْهُمْ لأُحْسِنَ إِلَيْهِمْ، وَأَجْعَلُ مَخَافَتِي فِي قُلُوبِهِمْ فَلاَ يَحِيدُونَ عَنِّي.” وبعبارة أخرى، عمل قلبه قوي لدرجة أنه يضمن أننا لن نحيد عنه. هذا هو الجديد عن العهد الجديد: يعد الله أن يتمم بقوته الشروط التي يتعين علينا الوفاء بها. يجب علينا أن نخافه ونحبه ونثق فيه. وهو يقول، سوف أضمن ذلك. سوف “أَجْعَلُ مَخَافَتِي فِي قُلُوبِهِمْ” – ليس ليقرروا ما يفعلونه حياله، ولكن بطريقة ما “فَلاَ يَحِيدُونَ عَنِّي”. هذه هي النعمة المساندة ذات السيادة.

٤. يعد الله للقيام بذلك بقوة لانهائية:

أخيرا، يعد الله للقيام بذلك بأكبر قدر من القوة التي يمكن تخيلها. يعبر عن هذا بطريقتين، واحدة في بداية الآية ٤١ واحدة في نهايتها: “وَأَفْرَحُ بِهِمْ لأُحْسِنَ إِلَيْهِمْ، وَأَغْرِسَهُمْ فِي هذِهِ الأَرْضِ بِالأَمَانَةِ بِكُلِّ قَلْبِي وَبِكُلِّ نَفْسِي.” أولا يقول أنه سيبذل هذه النعمة المساندة ذات السيادة بفرح: “أَفْرَحُ بِهِمْ لأُحْسِنَ إِلَيْهِمْ.” ثم يقول (في نهاية الآية ٤١) انه سيبذل هذه النعمة المساندة ذات السيادة ” بِكُلِّ قَلْبِي [قلبه] وَبِكُلِّ نَفْسِي [نفسه].”

إلى أي درجة من العظمة تكون رغبة الله في أن يحسن إليك؟

هو يفرح بمساندتك ويفرح بكل قلبه وبكل نفسه. أطلب منكم الآن، وليس بأي شكل وعظي مبالغة فيه أو بتباهي بلاغي أو بأي شعور مبالغ فيه على الإطلاق، بل أطلب منكم، وأتحداكم، هل يمكنكم تصور قوة رغبة أعظم من رغبة ممكنة بكل قلب الله وبكل نفس الله؟ افترض أنك اتخذت كل الرغبة في الطعام والجنس والمال والشهرة والسلطة والمعنى والأصدقاء والأمن في قلوب ونفوس كل البشر على الأرض، لنقل حوالي ستة مليارات، وتضع كل هذه الرغبة، مضروبة في كل تلك الستة مليارات من القلوب والنفوس في وعاء. كيف ستقارن برغبة الله أن يحسن إليكم متضمنة في عبارة “بكل قلبه وبكل نفسه”؟ ستُقارن مثل كشتبان للمحيط الهادئ. لأن قلب ونفس الله هم غير محدودين. وقلوب ونفوس البشر محدودة. ليس هناك قوة أكبر من قوة “كل قلب الله وكل نفس الله”.

وهذا هي قوة الفرح لديه في مساندتك بالنعمة ذات السيادة: “أَفْرَحُ بِهِمْ لأُحْسِنَ إِلَيْهِمْ… بِكُلِّ قَلْبِي وَبِكُلِّ نَفْسِي.” ربما يتذوق البعض منكم حلاوة هذه النعمة لأول مرة هذا الصباح. هذا هو عمل الروح القدس في حياتك، وأشجعك أن تخضع له لتكون تحت سيادة النعمة المساندة ذات السيادة.

آخرين منكم قد عاشوا في هذا الضمان الحلو لعقود وببساطة ينضمون معي هذا الصباح في الابتهاج بهذه الحقيقة المجيدة في حياتنا. أدعوكم جميعا أن ترنموا معي، لنبارك الآب والابن والروح القدس من أجل النعمة المساندة ذات السيادة التي حافظت علينا ككنيسة لمدة ١٢٥ عاما وسوف تحفظ مختاري الله في الإيمان حتى يأتي المسيح أو يدعوهم المسيح.

ليست نعمة تعوق ما هو مبهج، ولا تهرب من كل ضيق، ولكنها :

هي النعمة التي تأمر بمتاعبنا وآلامنا، ثم في الظلمة هي هناك لتساندنا.

 

شارك مع أصدقائك

جون بايبر

جون بايبر (دكتوراه في اللاهوت DTheol، جامعة ميونيخ) هو مؤسس ومعلم في هيئة desiringGod.org وعميد جامعة وكلية لاهوت بيت لحم. وقد خدم لمدة ٣٣ عامًا كالراعي الرئيسي لكنيسة بيت لحم المعمدانية في مدينة مينيابوليس، بولاية مينيسوتا، وهو مؤلف لأكثر من ٥٠ كتابًا، بما في ذلك "الاشتياق إلى الله"، "لا تضيع حياتك"، "هذا الزواج السريع"، و"هل يرغب الله أن يخلص الجميع؟"