استعراض للحماس لسيادة الله، الجزء ١
الله هو متمركز حول الله:
في الجزء الاول، وفي محاولة لإضرام النار في نهر الجليد ولنشر الحماس لسيادة الله في كل الأشياء لفرح جميع الشعوب، حاولت أن أوضح أن الله يفعل كل شيء لمجد اسمه. إلله يعظّم الله. أكثر قلب متحمس في كل الكون لله هو قلب الله. كانت تلك هي النقطة الرئيسية. الحماس ، كما أفهمه، هو عن حماس الله لأجل الله. كل شيء يفعله، من الخلق إلى الإكتمال، يفعله بهدف اعلان ودعم مجد اسمه.
تمركز الله حول الله ليس عدم محبة:
النقطة الثانية في ج١ كانت أن هذا ليس عدم محبة. والسبب أنها ليست عدم محبة لله في تمجيد نفسه بهذه الطريقة هو لأن معرفة الله والانجراف في تسبيح الله هو ما يشبع النفس البشرية. “تُعَرِّفُنِي سَبِيلَ الْحَيَاةِ. أَمَامَكَ شِبَعُ سُرُورٍ. فِي يَمِينِكَ نِعَمٌ إِلَى الأَبَدِ” (مز ١٦: ١١). ولذلك إن كان تمجيد الله لنفسه – لدرجة أننا يمكن أن نراه كما هو – يشبع نفوسنا، فإن الله هو الوحيد في الكون كله الذي بالنسبة له تمجيد الذات هو أسمى فضيلة وجوهر الحب.
لا يجوز لك تقليده في هذا المجال. لدرجة أن تمجيد ذاتك لكي يستمتع بك شخص أخر هو مكروه – وليس محبة – لأنك تصرفهم عن ذاك الذي يمكن أن يشبع نفوسهم. لذلك، فإننا لا نقلد الله في كونه الله. الله هو الوحيد والفريد على الإطلاق في الكون كله الذي بالنسبة له تمجيد الذات هو جوهر وأساس الحب. يجب أن تكون هكذا إن كان هو الله.
ربما كنا نريد له أن يحب مثل محبة البشر، من خلال جعل الآخرين في المركز؛ لكنه لا يستطيع فعل ذلك ويظل هو الله. فهو ذو قيمة مطلقة في ذاته. ليس غير الله. ولذلك فهو – لنقولها صراحة – لازم كونه عظيم ومجيد ومكتفي ذاتيا وبدون أي احتياج لك على الإطلاق. هذا هو أساس النعمة. إن كنت تحاول أن تجعل من نفسك مركز النعمة، فإنها تكف عن أن تكون نعمة. النعمة المتمركزة حول الله هي النعمة الكتابية.
سعادتي ليست في أن يجعلني الله مركز الكون. سعادتي هي في أن يكون الله هو مركز الكون، إلى الأبد، ويجذبني إليه لشركته، لرؤيته، ومعرفته، والتمتع به، والاعتزاز به، وأن أجد شبعي فيه، لكل أيام الأبدية.
كانت هذه رسالة الأمس.
المغزى من تمركز الله حول الله للبشرية:
اليوم وفي ج٢… إذا كان ما قلته حتى الآن هو صحيح، إن كان كتابيا، إذن هناك تطبيق مذهل لحياتك. وهو: عندما تغادروا هذه السطور، وتعودوا إلى كنائسكم أو جامعاتكم، ما يجب عليكم فعله هو أن تجعلوا دعوتكم أن تكونوا سعداء بقدر الإمكان… في الله. لذا دعوتي لكم الآن، باسم الله القدير، هو أن تجعلوها دعوتكم الأبدية للسعي وراء سروركم بكل القوة التي قد أوحى بها الله في داخلكم.
مشكلتي ومشكلتك في الحياة، ليس أنك تسعى وراء سعادتك بينما يجب أن تقوم بواجبك. هذا ليس تقييمي ولا تقييم الله ولا تقييم الكتاب المقدس لمشكلتك. لقد كان الكاتب سي إس لويس على صواب حقا في كتاباته المغيرة للحياة بعنوان “ثقل المجد” عندما قال إن مشكلتنا هي أننا نفرح بسهولة جدا، وليس أننا نسعى بشغف شديد وراء سرورنا. أننا مثل الأطفال نعبث في الوحل في أحياء فقيرة، لأننا لا نستطيع أن نتصور شكل عطلة على البحر. مشكلتنا هي أننا نتمسك بأصنام زائفة لأنفسنا في حين يقف أمامنا واقع ذهبي. المشكلة مع العالم ليست المتعة، بل فشل المتعة في البحث عن ما هو مشبع ومُسر حقا. هذه هي فكرتي.
وتطبيق ذلك، لو كان صحيحا، هو أن عليك أن تستيقظ في الصباح، وتقول، قبل أن تخرج وتفعل أي شيء “لا بد أن يكون قلبي سعيدا بالله، وإلا لن أكون مفيدا لأحد. بل سوف استخدم من حولي وأحاول أن أجعلهم يشبعون رغباتي الملحة وفراغي”. إن كنت تريد أن تكون شخصا محبا، إن كنت تريد أن تتحرر لتضع حياتك من أجل الآخرين، يجب أن تجعل هدفك أن تكون سعيدا بالله. رسالة هذا اليوم: نحن نفرح بسهولة جدا.
لقد استقرينا على ملذات صغيرة، وقصيرة الأجل، وغير كافية، وغير مرضية، حتى أن سعاتنا للفرح قد ذبلت لدرجة أننا جعلنا الواجب الغير مفرح جوهر الفضيلة وذلك لاخفاء قلوبنا الغير متغيرة التي لا يمكنها أن تتأثر بالله. هل ترى كيف أن هذا إنهزامي؟ أنا في حملة ضد الرواقيون وايمانويل كانط، فيلسوف التنوير الذي قال أن كلما تسعى لتحقيق منفعتك في أي عمل أخلاقي، أنت تقلل من فضيلة ذلك العمل. هذا غير موجود في الكتاب المقدس… ويدمر العبادة والفضيلة والشجاعة، وتمركز الله في كل مكان. فهو يرفع الإنسان، الشخص الفاضل الذي يقوم بواجبه دون أي هدف لله أن يشبع نفسه بالله اولا. أنا غير راضي عن ذلك! لترحل تلك الفلسفة التنويرية من قلوبنا إلى الأبد.
أنا في حملة ضد ما يتعلق في هواء الإنجيلية. بدأت هذه الحملة منذ حوالي 25 سنة مضت، وأنا مستمر فيها منذ ذلك الحين، محاولا أن أرفع أسرتي فوقها، وأبني كنيسة فوقها، وأكتب كتب حول هذا الموضوع، ومحاولا أن أحياها. شيئا فشيئا تأتي الاعتراضات. وكهذا تنمو. العديد منكم قد قال لي أنه يشعر وكأن عالمه قد تحول بسبب هذا المؤتمر. فنماذج قد اهتزت. ثورات في المستقبل القريب، وهذه مجرد طريقة البدء في التغير. قد يستغرق ١٥ عاما… اعتراض بعد اعتراض. في عام 1968 بدأت رؤية بعض من هذه الأمور بمساعدة دان فولر، وسي إس لويس، وجوناثان ادواردز، والملك داود، والقديس بولس، ويسوع المسيح. والطريقة التي يعمل بها ذهني هو اعتراض تلو الآخر ثم اتذلل، ثم اذهب إلى الكتاب المقدس وأبكي وأصرخ وأقاوم، وأطلب وأصلي وأتحدث. ثم شيئا فشيئا تنقّي الاعتراضات الرؤية.
الاعتراضات:
١. هل يعلم الكتاب المقدس حقا أنه يجب السعي وراء فرحك من كل قلبك وفكرك ونفسك وقوتك. أم أن ذلك مجرد وسيلة وعظية ذكية لجون بايبر لشد الانتباه؟
٢. ماذا عن انكار الذات؟ ألم يقل المسيح: “إِن أَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَأْتِيَ وَرَائِي فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ؟”ألا يضع هذا الكثير من التركيز على العاطفة؟ أليست المسيحية أساسا مسألة إرادة، بحيث نصنع التزامات وقرارات؟
٣. ماذا يصبح المفهوم النبيل لخدمة الله كواجب عندما يكون من الصعب القيام بذلك وأنت لا تشعر أنك ترغب في القيام به؟
ألا يضعني هذا – وليس الله – في مركز الأشياء؟
الإجابة على الاعتراضات:
١. هل يعلم الكتاب المقدس حقا أنه يجب السعي وراء فرحك؟
جوابي هو نعم، ويفعل ذلك بأربعة طرق على الأقل:
أ) بوصايا:
انظر إلى مزمور ٣٧: ٤ – “تَلَذَّذْ بِالرَّبِّ”. هذا ليس اقتراحا، بل هذه وصية. إن كنت تؤمن أن “لاَ تَزْنِ” هي شيئا يجب أن تطيعه، إذن يجب عليك أن تطيع أيضا “تَلَذَّذْ بِالرَّبِّ”.
أو مزمور ٣٢: ١١ “افْرَحُوا بِالرَّبِّ وَابْتَهِجُوا يَا أَيُّهَا الصِّدِّيقُونَ، وَاهْتِفُوا يَا جَمِيعَ الْمُسْتَقِيمِي الْقُلُوبِ.” أو مزمور ١٠٠ “اعْبُدُوا الرَّبَّ بِفَرَحٍ.” هذا وصية: “اعْبُدُوا الرَّبَّ بِفَرَحٍ!” لدرجة أنك إن كنت غير مبال بعبادة الرب بفرح أم لا، فأنت غير مبال بالله. فقد قال لك أنك يجب أن تعبد الرب بفرح. أو فيلبي ٤: ٤ “اِفْرَحُوا فِي الرَّبِّ كُلَّ حِينٍ، وَأَقُولُ أَيْضًا: افْرَحُوا.”
إنها تملأ الكتاب المقدس. نحن نتحدث عن وصايا. هذه هي أول طريقة يعلم من خلالها الكتاب المقدس ذلك.
ب) بتهديدات:
قال جيريمي تايلور ذات مرة: “يهدد الله بأشياء فظيعة إن كنا لا نفرح”. كنت أظن أن هذا ذكاء منه عندما سمعته لأول مرة. إنه ليس ذكاء منه… إنه اقتباس من تثنية ٢٨: ٤٧، وفي ذلك دمار. “مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ لَمْ تَعْبُدِ الرَّبَّ إِلهَكَ بِفَرَحٍ وَبِطِيبَةِ قَلْبٍ لِكَثْرَةِ كُلِّ شَيْءٍ.” يهدد الله بأشياء فظيعة إن كنا لا نفرح به. أليس هذا مبررا للفرح أم لا؟ هل هذا مبررا أن تجعل دعوة حياتك للسعي وراء فرحك في الله بكل قوتك؟
ج) بتقديم الإيمان المخلص باعتباره أن تكون أساسيا راضيا في الله بكل ما لله لك في المسيح:
على سبيل المثال، عبرانيين ١١: ٦ “وَلكِنْ بِدُونِ إِيمَانٍ لاَ يُمْكِنُ إِرْضَاؤُهُ، لأَنَّهُ يَجِبُ أَنَّ الَّذِي يَأْتِي إِلَى اللهِ يُؤْمِنُ بِأَنَّهُ مَوْجُودٌ، وَأَنَّهُ يُجَازِي الَّذِينَ يَطْلُبُونَهُ.” إن كنت ترضي الله يجب أن يكون لديك إيمان. ما هو الإيمان؟ هو القدوم لذاك الذي تحديدا وباقتناع عميق سوف يجازيني على القدوم. إن كنت لا تؤمن بذلك، أو إن ذهبت إلى الله لأي سبب آخر، فأنت لا ترضي الله.
أو خذ يوحنا ٦: ٣٥ “أَنَا هُوَ خُبْزُ الْحَيَاةِ. مَنْ يُقْبِلْ إِلَيَّ فَلاَ يَجُوعُ، وَمَنْ يُؤْمِنْ بِي فَلاَ يَعْطَشُ أَبَدًا.” لاحظ هذا: مَنْ يُؤْمِنْ بِي فَلاَ يَعْطَشُ أَبَدًا. ماذا يعني ذلك عن الإيمان؟ ما هو الإيمان؟ الإيمان، في لاهوت يوحنا، هو المجيء إلى المسيح لشبع نفوسنا بحيث أن أي شيء آخر يمكن أن يشبعها. هذا هو الإيمان. الإيمان ليس شيئا آخر غير ما أتحدث عنه. إنني أشرح أساسيات المسيحية بلغة أنت لم تنتبه اليها من قبل.
د) بتعريف الخطية على أنها حماقة التخلي عن السعي وراء فرحك في الله:
الخطية هي حماقة التخلي عن السعي وراء فرحك في الله. وهنا النص: إرميا ٢: ١٢-١٣: “اِبْهَتِي أَيَّتُهَا السَّمَاوَاتُ مِنْ هذَا، وَاقْشَعِرِّي وَتَحَيَّرِي جِدًّا، يَقُولُ الرَّبُّ. لأَنَّ شَعْبِي عَمِلَ شَرَّيْنِ: تَرَكُونِي أَنَا يَنْبُوعَ الْمِيَاهِ الْحَيَّةِ، لِيَنْقُرُوا لأَنْفُسِهِمْ أَبْآرًا، أَبْآرًا مُشَقَّقَةً لاَ تَضْبُطُ مَاءً.” قل لي، ما هو الشر؟ ماهو تعريف الشر، ؟ هو النظر إلى الله، ينبوع المياه المشبعة جدا، ثم التحول إلى التلفزيون، أو الجنس، أو الحفلات، أو الخمر، والمال، والنفوذ، أو منزل في الضواحي، أو أجازة، أو برنامج كمبيوتر جديد، ثم القول: “نعم!” هذا غير معقول! ويجعل كل السماء تفزع، وفقا لإرميا ٢: ١٢.
بهذه الطرق الأربعة، على الأقل، يقول الكتاب المقدس أن جون بايبر يعلّم بالحق هذا الصباح عندما يقول أن تكرس حياتك لتحقيق شبعك في الله. لهذا فالاعتراض رقم ١ سقط.
٢. ماذا عن انكار الذات؟
ألم يقل المسيح في مرقس ٨: ٣٤ “مَن أَرَادَ أَنْ يَأْتِيَ وَرَائِي فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ وَيَحْمِلْ صَلِيبَهُ”. الصليب هو المكان الذي تموت فيه، مكان تنفيذ الموت. إنه ليس حماة معتوهة، أو رفيق سيئ في الحجرة، أو مرض في عظامك. إنه موت الذات. لذا بايبر، أنت مهرطق في دعوتنا لمتابعة رضا نفوسنا باعتبارها دعوة الحياة. لقد شعرت بذلك… ثم قرأت بقية الآية (فقط من المفيد قراءة السياقات أحيانا): “فَإِنَّ مَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَلِّصَ نَفْسَهُ يُهْلِكُهَا، وَمَنْ يُهْلِكُ نَفْسَهُ مِنْ أَجْلِي وَمِنْ أَجْلِ الإِنْجِيلِ فَهُوَ يُخَلِّصُهَا.” ما هو المنطق هنا؟ ما هو منطق المسيح في تلك الآيات؟
المنطق هو هذا:
– “يا تلاميذي، لا تهلكوا حياتكم لا تهلكوا حياتكم. خلصوا حياتكم! خلصوا حياتكم!”
– “كيف؟ كيف يا يسوع؟”
– “أهلكوها.”
– “أنا لا أفهم ذلك…. أنا لا أفهم ذلك يا يسوع”.
– “ما أعنيه هو – يا تلاميذي، يا أحبائي – أن تهلكوا حياتكم، بمعنى أن تخسروا كل شيء ماعداي. ‘إِنْ لَمْ تَقَعْ حَبَّةُ الْحِنْطَةِ فِي الأَرْضِ وَتَمُتْ فَهِيَ تَبْقَى وَحْدَهَا. وَلكِنْ إِنْ مَاتَتْ تَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِيرٍ. ‘ موتوا عن العالم. موتوا عن النفوذ، وموتوا عن الغنى، وموتوا عن الجنس الخاطئ – (خارج إطار الزواج)، وموتوا عن الغش للتقدم للأمام، وموتوا عن الحاجة للناس لكي يُطروا عليكم. موتوا، وامتلكوني”.
أنا أؤمن بانكار الذات. احرم نفسك من الصفيح لكي يكون لك الذهب. احرم نفسك من الرمال لكي تقف على صخرة. احرم نفسك من المياه المالحة أن يكون لك الخمر. ليس هناك إنكار ذات مطلق، والمسيح لم يقصد ذلك أبدا. أنا أؤمن بانكار الذات. أؤمن بهذه الكلمة عن المسيح من المسيح: متى ١٣: ٤٤. “أَيْضًا يُشْبِهُ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ كَنْزًا مُخْفىً فِي حَقْل، وَجَدَهُ إِنْسَانٌ فَأَخْفَاهُ. وَمِنْ فَرَحِهِ مَضَى وَبَاعَ كُلَّ مَا كَانَ لَهُ وَاشْتَرَى ذلِكَ الْحَقْلَ.” هل تسمي ذلك إنكار الذات؟ نعم! فقد باع كل شيء. فقد حسب كل شيء نفاية وقمامة لكي يربح المسيح.
لذا، نعم إنها إنكار الذات، وكلا، ليس إنكار الذات. هناك ذات ينبغي أن تصلب: الذات التي تحب العالم. ولكن الذات الجديدة – الذات التي تحب المسيح فوق كل شيء، وتجد شبعها فيه – لا تقتلها. إنها الخليقة الجديدة. اتخم واشبع هذه الذات بالله.
نعم، أنا أؤمن بانكار الذات. أؤمن بانكار الذات التي لم يستطع فهمها الرئيس الشاب الغني ولكن علم المسيح في تلك اللحظة:
“بعْ كُلَّ مَا لَكَ وَوَزِّعْ عَلَى الْفُقَرَاءِ، فَيَكُونَ لَكَ كَنْزٌ فِي السَّمَاءِ، وَتَعَالَ اتْبَعْنِي.” لكنه لم يفعل ذلك. وقال المسيح لتلاميذه: “مَا أَعْسَرَ دُخُولَ ذَوِي الأَمْوَالِ إِلَى مَلَكُوتِ اللهِ! لأَنَّ دُخُولَ جَمَل مِنْ ثَقْبِ إِبْرَةٍ أَيْسَرُ مِنْ أَنْ يَدْخُلَ غَنِيٌّ إِلَى مَلَكُوتِ اللهِ!” عندها تعجب التلاميذ جدا، وقالوا: “فَمَن يَسْتَطِيعُ أَنْ يَخْلُصَ؟” وقال المسيح: “عِنْدَ النَّاسِ غَيْرُ مُسْتَطَاعٍ (أن يكون لهم القلب الذي أدعو إليه من أنفسهم)، وَلكِنْ لَيْسَ عِنْدَ اللهِ، لأَنَّ كُلَّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ عِنْدَ اللهِ.” ثم قفز بطرس “هَا نَحْنُ قَدْ تَرَكْنَا كُلَّ شَيْءٍ وَتَبِعْنَاكَ.” ماذا عنا نحن؟ لقد ضحينا حقا. وأجاب المسيح – كنت أتمنى لو اعرف نبرة صوته – وقال “[يا بطرس] لَيْسَ أَحَدٌ تَرَكَ بَيْتًا أَوْ إِخْوَةً أَوْ أَخَوَاتٍ أَوْ أَبًا أَوْ أُمًّا أَوِ امْرَأَةً أَوْ أَوْلاَدًا أَوْ حُقُولاً، لأَجْلِي وَلأَجْلِ الإِنْجِيلِ، إِلاَّ وَيَأْخُذُ مِئَةَ ضِعْفٍ الآنَ فِي هذَا الزَّمَانِ، بُيُوتًا وَإِخْوَةً وَأَخَوَاتٍ وَأُمَّهَاتٍ وَأَوْلاَدًا وَحُقُولاً، مَعَ اضْطِهَادَاتٍ، وَفِي الدَّهْرِ الآتِي الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ.” لا يمكنك التضحية بأي شيء بدون أن يُعوض لك ألف مرة. لا تشفق على نفسك ” (انظر مرقس 10: 17-31).
نعم أؤمن بانكار الذات. وأؤمن بانكار ذاتي لكل ما من شأنه الوقوف في طريق شبعي الكامل في الله، وهكذا أفهم ما يقصده الكتاب المقدس بانكار الذات. أعتقد أن ديفيد ليفينغستون و هدسون تايلور – هؤلاء المرسلين العظماء – كانوا على حق تماما، بعد أن وصلوا إلى نهاية حياتهم، وبعد أن فقدوا زوجاتهم والصحة وكل شيء ما عدا شيء واحد، قالوه لطلبة جامعة كامبريدج، والناس في كل مكان آخر، “لم أقدم أي تضحية”. هذا صحيح! أنا أعرف ما يقصدوه وأنتم تعلمون ما يقصدوه. وأعتقد أن جيم إليوت الذي وضع حياته عندما كان شابا كان على حق تماما في القول، “إنه ليس أحمقا من يقدم ما لا يستطيع الحفاظ عليه لربح ما لا يستطيع أن يخسره”. هذا ما أؤمن به عن انكار الذات. لذك فالاعتراض رقم ٢ سقط.
٣. ألا تركز بشكل كبير على العواطف؟
أليست المسيحية أساسا قرارا؟ التزام الإرادة؟ أليست العواطف إضافة، اختيارية، كالحلوى على الكعكة؟ طريقتك في الحديث عن المسيحية، يا بايبر، كما أعتقد، ترفع العواطف إلى مكانة غير كتابية من الأهمية.
ثم قرأت الكتاب المقدس – عندما تكون في مناقشة ذلك يساعد على قراءة الكتاب المقدس – ورأيت ما يلي:
- نحن أُمرنا أن نشعر بالفرح: فيلبي ٤: ٤ “اِفْرَحُوا فِي الرَّبِّ.”
- نحن أُمرنا أن نشعر بالرجاء: مزمور ٤٢: ٥ “ارْتَجِي اللهَ.”
- نحن أُمرنا أن نشعر بالخوف: لوقا ١٢: ٥ “خَافُوا مِنَ الَّذِي بَعْدَمَا يَقْتُلُ، لَهُ سُلْطَانٌ أَنْ يُلْقِيَ فِي جَهَنَّمَ.”
• نحن أُمرنا أن نشعر بالسلام: كولوسي ٣: ١٥ “لْيَمْلِكْ فِي قُلُوبِكُمْ سَلاَمُ اللهِ.” - نحن أُمرنا أن نشعر بالحماس: رومية ١٢: ١١ “غَيْرَ مُتَكَاسِلِينَ فِي الاجْتِهَادِ، حَارِّينَ (حرفيا ‘كن متوهجا’) فِي الرُّوحِ.” هذا ليس أمر اختياري، وهذا ليس حلوى. إنها وصية! “غَيْرَ مُتَكَاسِلِينَ فِي الاجْتِهَادِ.”
• نحن أُمرنا أن نشعر بالحزن: رومية ١٢: ١٥ “بُكَاءً مَعَ الْبَاكِينَ.” ليس لديك خيار. يجب أن تبكي، يجب أن تشعر بالبكاء مع الباكين. - نحن أُمرنا أن نشعر بالرغبة: ١ بطرس ٢: ٢ “اشْتَهُوا اللَّبَنَ الْعَقْلِيَّ الْعَدِيمَ الْغِشِّ لِكَيْ تَنْمُوا بِهِ.” هذا ليس خيارا. لا يمكنك القول: “حسنا، لا يمكنني أن أُدير الرغبة بشكل كاف، فكيف يمكنني أن أطيع هذا؟ لا يمكن أن تكون حقا وصية”. خطأ! نعم، أنت لا يمكنك التحكم في هذه المشاعر بالإرادة. لا، فهي لا تزال التزامات. هنا تكمن حالتنا اليائسة التي سمعنا عنها الليلة الماضية.
كل شيء أقوله لكم أنكم مأمرون أن تفعلوه الآن، لا يمكنكم القيام به في هذه اللحظة، من خلال قوة الإرادة أو قرار أو التزام. يمكنك فقط القيام بذلك بمعجزة. ألست يائسا؟ أليس هو أمر يائس أن تُبلّغ من قبل الله القدير أنك يجب أن تفعل ما لا تستطيع أن تفعله؟ إن كان قلبك على صواب ستفعل ذلك. نحن فاسدون وأُمرنا أن نشعر بالشفقة: “كُونُوا لُطَفَاءَ بَعْضُكُمْ نَحْوَ بَعْضٍ، شَفُوقِينَ.” لا يمكنك فقط أن تقول أن الغفران يعني ان تقول: “أنا آسف”. يجب أن تشعر به.
- نحن أُمرنا أن نشعر بالامتنان. خذ طفلا صباح عيد الميلاد وقد حصل على هدية من الجدة… وهي جوارب سوداء! يالا القرف! لا يوجد طفل مطلقا يريد أن يحصل على جوارب، فكيف الحال مع جوارب سوداء، لعيد الميلاد. ثم تقول: “قول شكرا لجدتك”. ثم يقول الطفل: “شكرا على الجوارب”. هذا ليس ما يتحدث عنه الكتاب المقدس. يمكن للطفل القيام بذلك عن طريق قوة الإرادة. ولكنه لا يستطيع أن يشعر بالامتنان لهذه الجوارب بقوة الإرادة. كذلك لا يمكنك أن تشعر بالامتنان إلى الله من خلال قوة الإرادة الخاص بك وفقا للوصية في أفسس ٥: ٢٠ “شَاكِرِينَ كُلَّ حِينٍ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ.” حسنا، إذن، نحن عاجزين ما لم يعمل الله القدير.
اعتراض رقم ٣؟ أنا لا اقبله. لا أعتقد أنني ارتقي بالمشاعر والأحاسيس والعواطف أعلى مما يفعل الكتاب المقدس. اعتقد أنني استعيدها من التدين الأمريكي، ذو القرار المحمل بالتزام وقوة الإرادة، حيث يمكننا أن نفعل ذلك بأنفسنا وبقوتنا، ذلك التدين الذي قد تخلى عنها لأنها خارج سيطرتنا.
٤. ماذا عن الرؤية النبيلة لخدمة الله؟
أليس من الواجب أن نخدم الله؟ فإنه لا يبدو كخدمة في طريقتك في الحديث عن المسيحية، يا بايبر. إنها فقط لا تبدو مثل الخدمة – المطيعة، والتي ترتفع إلى مستوى التحدي لتنفيذ مشيئة الله عندما تكون صعبة.
ولهذا قد تعلمت الآن الرد، “دعونا ننظر إلى بعض النصوص التي تشكل استعارة الخدمة”. جميع الاستعارات عن علاقتك بالله، سواء كانت كخادما أو ابنا أو ابنة، أو صديقا، وفيها عناصر التي لو ركزت عليها، ستكون خاطئة. وفيها أيضا عناصر التي لو ركزت عليها ستكون صحيحة. الآن ما هو زائف وما هو حقيقي في التشبيه عن الخدمة؟
النصوص التي تساعدك على الفصل بين الاثنين بحيث لا تجدف عندما تخدم هذ نصوص مثل أعمال ١٧: ٢٥ “[الله] لاَ يُخْدَمُ بِأَيَادِي النَّاسِ كَأَنَّهُ مُحْتَاجٌ إِلَى شَيْءٍ، إِذْ هُوَ يُعْطِي الْجَمِيعَ حَيَاةً وَنَفْسًا وَكُلَّ شَيْءٍ.” الله لا يُخدم، يا شباب. كن حذرا. لا يُخدم وكأنه في حاجة لك أو لخدمتك. هو لا يُخدم. أو خذ نصا مثل مرقس ١٠: ٤٥ “ابْنَ الإِنْسَانِ أَيْضًا لَمْ يَأْتِ لِيُخْدَمَ بَلْ لِيَخْدِمَ وَلِيَبْذِلَ نَفْسَهُ فِدْيَةً عَنْ كَثِيرِينَ.” لم يأت ليُخدم. احترس! احترس! إن كنت تتعهد أن تخدمه في حين أن تتعدى على قصده! الأمر يدعو للحيرة، أليس كذلك. دعا بولس نفسه خادما للرب في كل رسالة تقريبا. وهنا في أعمال الرسل ١٧: 25 ومرقس ١٠: ٤٥ يقول أن الله لا يُخدم، وأن ابن الإنسان لم يأت ليُخدم. يجب أن يكون هناك نوع من الخدمة شريرا ونوع من الخدمة جيدا. ما هي الخدمة الجيدة؟
الخدمة الجيدة هي ١ بطرس ٤: ١١ “وَإِنْ كَانَ يَخْدِمُ أَحَدٌ فَكَأَنَّهُ مِنْ قُوَّةٍ يَمْنَحُهَا اللهُ، لِكَيْ يَتَمَجَّدَ اللهُ فِي كُلِّ شَيْءٍ.” الله لا يُخدم بأيدى الإنسان كما لو كان يحتاج شيئا. يجب أن تجد وسيلة للعبادة، وكتابة الأوراق، والاستماع إلى المحاضرات وقيادة السيارة، وتغيير الحفاضة، والوعظ بعظة، بطريقة ما بحيث تظل دائما المتلقي. لأن المعطي يحصل على المجد، والمتلقي يحصل على الفرح. كل مرة نتعدى فيها على أعمال ١٧: ٢٥ – “وَلاَ يُخْدَمُ بِأَيَادِي النَّاسِ [كما لو كان مستقبلا] كَأَنَّهُ مُحْتَاجٌ إِلَى شَيْءٍ” – نحن نجدف.
قدمت مثالا توضيحيا أمس، إلى طاقم قيادة هذا المؤتمر، من متى ٦: ٢٤ عن الخدمة حيث يقول: “لاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَخْدِمَ سَيِّدَيْنِ، لأَنَّهُ إِمَّا أَنْ يُبْغِضَ الْوَاحِدَ وَيُحِبَّ الآخَرَ، أَوْ يُلاَزِمَ الْوَاحِدَ وَيَحْتَقِرَ الآخَرَ. لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَخْدِمُوا اللهَ وَالْمَالَ.” لذا نحن هنا نتحدث عن الخدمة. كيف تخدم المال؟ أنت لا تخدم المال عن طريق تلبية احتياجات المال. أنت تخدم المال عن طريق تركيز حياتك بلا هوادة، بكل طاقتك ووقتك وجهدك، للاستفادة من المال. عقلك يدور حول كيفية جعل الاستثمار ناجح، وكيفية العثور على أفضل صفقة، وكيفية الاستثمار حيث الانخفاض لكي يرتفع الاستثمار، ونحن متهالكون في كيفية الاستفادة من المال، لأن المال هو المصدر الخاص بك.
إذا كان هذا صحيحا عن الطريقة التي تخدم بها المال، فكيف إذن تخدم الله؟ بالضبط بنفس الطريقة: تركز نفسك، وتخطط حياتك، وتكرس الطاقة والجهد والوقت والإبداع لوضع نفسك تحت شلال نعمة الله المتواصل، بحيث يظل هو المصدر وتظل أنت المتلقي الفارغ. تظل أنت المستفيد، ويظل هو الذي يقدم الخير؛ تظل أنت جائعا، ويظل هو الخبز، تظل أنت عطشان، ويظل هو المياه. وعندها لا تقوم بانعكاس الادورا مجدفا على الله. علينا أن نجد طريقة للخدمة بحيث تكون بالقوة التي يمنحها الله. فأنا على الطرف المتلقي عندما أقوم بالخدمة. وإلا أضع الله في موقف المستفيد، وأنا أصبح ولي نعمته، والآن أنا الله. وهناك العديد من الديانات هكذا في العالم. لذا فالاعتراض ٤ سقط.
٥. ألا تجعل فقط من نفسك المركز؟
“أنت تتحدث عن ملاحقة الفرح والسرور الخاص بك. أنت تتحدث عن الواجب باعتباره شيئا آخر غير ما كنا نعرفه دائما، وتقول أننا يجب أن نكون حذرين بشأن الخدمة. يبدو لي وكأنك تناور وتتلاعب بلغة كتابية فقط لتجعل نفسك في المركز”. هذا يكون من أكثر الانتقادات تدميرا، أليس كذلك؟
هنا جوابي: لقد تزوجت منذ ٢٨ عاما، في ٢١ كانون الاول-ديسمبر. أحب زوجتي جدا. كنا معا خلال أمور كثيرة، أوقات صعبة حقا وأوقات جيدة حقا. شاهدنا أطفالنا في سن المراهقة يمرون خلال بعض سنوات المراهقة الصعبة بشكل لا يصدق. أبكي بسهولة جدا عندما أفكر في أبنائي وابنتي الصغيرة. لنفترض أني عدت إلى منزلي يوم ٢١ كانون الاول-ديسمبر-ذكرى زواجنا، بورود حمراء وراء ظهري ثم ضربت جرس الباب. تفتح زوجتي إلى الباب، تنظر بنوع من الحيرة بشأن استخدامي رنين جرس الباب، ثم اسحب الورود وأقول “ذكرى سعيدة يا زوجتي”. فتقول: “جوني، إنها جميلة! لماذا قمت بذلك؟” ابادرها بالقول، “إنه واجبي”.
ماذا تعتقدون؟ وكيف ستشعر هي؟
اعتقد وقد توافقوني الرأي ان جوابي خاطئ حتما. ولكن دعونا نعيد السيناريو المفترض بشكل آخر .
،[رن الجرس]
– ” ذكرى سعيدة يازوجتي العزيزة!”
– “جوني، إنها جميلة لماذا فعلت ذلك؟”
– “لا شيء يجعلني أكثر سعادة من أن اشتري لك الورود. في الواقع، انا رتبت جليسة لاطفالنا، وانتي مدعوة للذهاب معي والقيام بشيء خاص هذه الليلة، لأنه ليس هناك شيء أود القيام به هذا المساء سوى قضاء وقت سعيد والتحدث اليك، وتناول العشاء معكِ في مكان هادئ.”
هذا هو الجواب صحيح.
اعتقد ان زوجتي لن تقول لي “أنت أكثر إنسان أناني قابلته في حياتي! لماذا الواجب إجابة خاطئة، والفرحة إجابة صحيحة؟ ارجو انكم قد فهمتم نقطتي؟
إن ادركتُ شخصيا علاقتي بزوجتي لاني احبها وفعلته من القلب، عندها ساكون قد فهمت علاقتي معها وسعادتي بها، وسيمكنني أن أعود بعد ذلك الوقت معها إلى بيتي مسبحا الله لبركاته في حياتي الزوجية. وزوجتي ستكون اكثر تآلقا ومجدا عندما أكون راضيا وسعيدا بها. إذا حاولت تغيير علاقتنا إلى علاقة الخدمة، حيث لا اسعى وراء سروري بها، ذاك سيكون استخفافا بها. وهكذا علاقتنا بالله المحب، فعندما تصلي إلى السماء وينظر لك الأب ويقول: “لماذا أنت هنا؟” من الأفضل ألا تقول “لقد كان من واجبي أن آتي، لأنني مسيحي”. بل من الأفضل أن تقول “الى أي مكان أخر تريدني أن أذهب؟ لمن تريدني أن التجئ؟ انت من وضعت حياتك لاجلي، انت شوق نفسي!”. هذان أمرين عظيمين جنبا الى جنب ومعا في إشعياء ٢٦: ٨ إنها شهوة إلى الله إِلَى اسْمِه وَإِلَى ذِكْرِه، وشهوة قلبي أن يكون راضيا ممجدا. هذين شيئين لا يتزعزعان في الكون. وما آمل أن تكونوا قد رأيتوه هي أنهم واحد، لأن الله واسمه وذكره يكونوا متمجدين جدا في عندما أكون أنا راضيا وسعيدا به.