الجنس الفَمَويُّ: منظور مسيحيّ

لقد أتت إلينا في الشهر الماضى عشرة أسئلة بخصوص الجنس الفَمَويِّ. السؤال هو نفسه دائمًا: أيُّها القسُّ جون، هل هذه المُمارسة مسموح بها في زواج مسيحيٍّ، أم هي دائمًا خطيَّة؟

أعتقد أنَّه ينبغي أن يتمَّ التعامل مع الأسئلة التي تتعلَّق بالحميميَّة الجنسيَّة بما يُمكن أن تُسمِّيه حياءً لفظيًّا بدلاً من الكلمات الصادمة أو الجارحة. أعتقد أنَّ الحديث دون حياء يُعدّ أمرًا خطأً. فنوعًا ما هذا هو ما يضبُط طريقة تعبيري الآن. إنَّها اهتمامات واقعيَّة لمن يسأل. ليس لديَّ مُشكلة مع هذا السؤال. إنَّه صعب بعض الشيء وحسَّاس، لكنَّ هذا سؤال عاديٌّ. يرغب الناس في الإرشاد الكتابيِّ، وهذا هو جهدي في البحث عن الحكمة الكتابيَّة.

للمتزوِّجين فقط

قبل أيِّ شيء، عندما أقدِّم هذه المشورة، فإنِّي أفترض أنَّ السؤال يرتبط فقط بالأشخاص المُتزوِّجين. أرى أنَّه أمرٌ خطأ خارج الزواج. ويُمكننا التحدُّث عن ذلك في وقت آخر باستفاضة.

لكنَّ هذه هي الإجابة القصيرة عن السبب: يبدو أنَّ الجنس الفمويَّ حميميٌّ وحسَّاسٌ أكثر من الجِماع. ونحن نعرف ذلك لأنَّه حتَّى المُتزوِّجين يتساءلون عمَّا إذا كان من الصحيح أن يَصِلوا إلى هناك. كما لو أنَّه مرحلة من الحميميَّة قد لا تكون مُناسبة حتَّى للمُتزوِّجين.

ولذلك، أن يُفكِّر المرء في أنَّه يُمكن أن يكون بديلاً بريئًا للجماع، فيُمكن للناس أن يُطيعوا الناموس حرفيًّا خارج الزواج، هو وَهْم. هذه هي المُلاحظة الأولى.

أربعة مبادئ للتفكير في الجنس الفَمَويِّ

هذا هو ما يُمكن أن أقوله في الزواج. إذا كان الجنس الفَمَويُّ خطأً، فإنَّه يُمكنني أن أفكِّر في أربعة أسباب مُحتملة لكوْنه خطأً. سأذكُرهم أوَّلاً، ثمَّ سأسأل هذا السؤال: هل هذه المبادئ موجودة؟

  1. يُمكن أن يكون خطأً لو كان مُحرَّمًا في الكتاب المُقدَّس.
  2. يُمكن أن يكون خطأً لو كان غير طبيعيٍّ.
  3. يُمكن أن يكون خطأً لو كان غير صحِّيٍّ؛ أي ضار.
  4. يُمكن أن يكون خطأً لو كان أمرًا غير لطيف.

لنتناول كلٌّ منها على حدة.

١. هل يُحرِّم الكتاب المُقدَّس الجنس الفَمَويَّ؟

لا أعتقد أنَّ الجنس الفَمَويَّ مُحرَّم بشكل صريح في أيِّ وصيَّة كتابيَّة. إن كان الكتاب المُقدَّس يَحظره، فإنَّ ذلك سيكون عن طريق مبدأ ما، لا بوصيَّة صريحة.

٢. هل الجنس الفَمَويُّ غير طبيعيٍّ أو غير مُلائم؟

هل هو غير طبيعيٍّ؟ هذا سؤال شائك. من الواضح أنَّ الأعضاء الجنسيَّة للذكر والأنثى صُنعت بعضها لبعض، بحيث يكون لها تلائم أو جمال طبيعيٌّ.

ماذا عن الجنس الفَمَويِّ؟ ربَّما قد تقفز الآن إلى استنتاج وتقول: “لا، ذلك غير طبيعيٍّ”. لكنِّي أتحرَّك ببُطء في ذهابي إلى هناك بسبب ما يقوله سفرا الأمثال ونشيد الأنشاد عن ثَديي الزوجة. ذلك نوع من التشبيه. ففكِّر في الآتي: يبدو لي أنَّه لا يوجد ما هو طبيعيٌّ أكثر من طفل تحتضنه أمَّه بين زراعيها، ويشرب من ثَدييها. تلك هي الأثداء. إنَّها مُصمَّمة لإرضاع الأطفال.

فهل يوجد أيُّ أمر طبيعيٍّ جسديًّا بخصوص افتتان الزوج بثديي زوجته؟ ربَّما تقول لا، إنَّ ذلك ليس هو الغرض من الأثداء. لكنَّ نصَّ أمثال ٥: ١٩ يقول: “لِيُرْوِكَ ثَدْيَاهَا فِي كُلِّ وَقْتٍ، وَبِمَحَبَّتِهَا اسْكَرْ دَائِمًا.” ويتحدَّث نصُّ نشيد الأنشاد ٧: ٧-٨ في صراحة أكبر عن المرأة قائلاً: “قَامَتُكِ هذِهِ شَبِيهَةٌ بِالنَّخْلَةِ، وَثَدْيَاكِ بِالْعَنَاقِيدِ. قُلْتُ: «إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى النَّخْلَةِ وَأُمْسِكُ بِعُذُوقِهَا». وَتَكُونُ ثَدْيَاكِ كَعَنَاقِيدِ الْكَرْمِ.”

مع أنَّه يوجد علاقة تشريحيَّة صغيرة جدًّا بين يدي الرجل أو شفتيه وثديي زوجته، لكن بالتأكيد تبدو “طبيعيَّة” بطريقة أخرى؛ أي البَهجة والرغبة المتأصِّلة فينا والتي يبدو أنَّ الله يمدحها في كلمته لأجل مُتعتنا الزوجيَّة. لذلك أسأل: هل يُمكن أن توجد رغبات مُماثلة للجنس الفَمَويِّ أو أنواع أخرى من الممارسات الجنسيَّة؟ لذلك أشُكُّ أنَّه ينبغي أن نضع قيودًا على زوجين بُناءً على الادِّعاء بأنَّه غير طبيعيٍّ. هذا أمر محفوف بالمخاطر، وهذا هو ما أنتقده بخصوص كوْن الأمر طبيعيًّا أم لا.

٣. هل من الممكن أن يكون الجنس الفَمَويُّ غير صحِّيٍّ أو ضار؟

هل هو غير صحِّيٍّ أو ضار؟ من المُمكن أن يكون كذلك في حالة وجود أمراض تنتقل بالممارسة الجنسيَّة. ويُمكن مُمارسته بطُرق ضارة. وهكذا، يحتاج الزوجان إلى أن يكونا صادقين ومُعتنين للغاية عن طريق عدم القيام بمُخاطرات قد تخلو من المحبَّة.

٤. هل الجنس الفَمَويُّ أمر غير لطيف؟

وهو ما يقودنا إلى السؤال الأخير: هل هو أمر غير لطيف؟ أعتقد أنَّ هذا السؤال هو غالبًا السؤال الذي يلمس العصب الأعمق وهو السؤال الذي له أكبر تأثير. هل ستضغط على شريك/شريكة حياتك لمُمارسة الجنس الفَمَويِّ إذا وجده أو وجدته أمرًا كريهًا؟ إن فعلتَ ذلك، فأنتَ إذًا غير لطيف، وعدم اللطف هو خطيَّة. يقول نصُّ أفسس ٤: ٣٢: “وَكُونُوا لُطَفَاءَ بَعْضُكُمْ نَحْوَ بَعْضٍ.” لكنَّ الكلمة المُفتاحيَّة في هذه النقطة هي “الضغط.”

أنا أعلم أنَّ نصَّ كورنثوس الأولى ٧: ٤ يقول: “لَيْسَ لِلْمَرْأَةِ تَسَلُّطٌ عَلَى جَسَدِهَا، بَلْ لِلرَّجُلِ. وَكَذلِكَ الرَّجُلُ أَيْضًا لَيْسَ لَهُ تَسَلُّطٌ عَلَى جَسَدِهِ، بَلْ لِلْمَرْأَةِ.” والسياق في ذلك النصِّ هو الجنس. فإذًا ماذا يعني ذلك عمليًّا؟ إنَّه يعني أنَّ لكلٍّ من الزوج والزوجة الحقَّ في أن يقول للآخر: “أنا أرغب في…” ولكلٍّ منهما الحقُّ في أن يقول: “لا أرغب في…” وفي الزواج الجيِّد، الزواج الجميل كتابيًّا، يسعى كلٌّ من الزوجين إلى التفوُّق على الآخر في إظهار لُطفه.

فتلك هي مبادئي التي يُمكن أن تُرشد الأزواج المسيحيِّين بخصوص الجنس الفَمَويِّ.


تم ترجمة هذا المقال بإذن من Desiring God.

لمزيد من المقالات حول الزواج والجنس والمواعدة، يمكنك الضغط هنا.

شارك مع أصدقائك

جون بايبر

جون بايبر (دكتوراه في اللاهوت DTheol، جامعة ميونيخ) هو مؤسس ومعلم في هيئة desiringGod.org وعميد جامعة وكلية لاهوت بيت لحم. وقد خدم لمدة ٣٣ عامًا كالراعي الرئيسي لكنيسة بيت لحم المعمدانية في مدينة مينيابوليس، بولاية مينيسوتا، وهو مؤلف لأكثر من ٥٠ كتابًا، بما في ذلك "الاشتياق إلى الله"، "لا تضيع حياتك"، "هذا الزواج السريع"، و"هل يرغب الله أن يخلص الجميع؟"