العبادة العائلية

العبادة العائلية فكرة جذابة ومخيفة في آن واحد. بداية العبادة العائلية والالتزام فيها ربما يكون أمرًا مُربكًا لأولئك الذين لم يعتادوا عليها في أسرهم.

ماذا يقول الكتاب المقدس عن العبادة العائلية؟

تبرز أهمية العبادة العائلية باعتبارها السياق الأساسي للتلمذة، جنبًا إلى جنب مع اجتماعات شعب الرب في جميع أنحاء الكتاب المقدس (تكوين 18: 9؛ خروج 24:12-27؛ 14:13-15؛ تثنية 6: 6-7؛ مز 78: 5-7؛ أفسس 6: 4؛ 2 تيموثاوس 1: 5، 3: 15).

إذ يفترض الكتاب المقدس أن على الوالدين – في المقام الأول – تقع مسئولية إعالة الأطفال، وإطعامهم جسديًا وروحيًا. تقع على الوالدين، وخاصة الآباء، المسئولية الأولى في التعليم الروحي (أفسس 6: 1-3). هذه المهمة عظيمة وثقيلة، لكن نعمة الله أعظم، وتصور وجود جيل قادم ناضج روحيًا مستعد لأن يلعب دوره الحيوي الرائد في الحياة الكنسية مع المكافآت الأبدية يفوق أي شيء يمكن أن يقدمه هذا العالم.

لماذا لا تكفي العبادة الجماعية في الكنيسة؟

عبادة العائلة تمجد الله باعتبارها تجسيد مرئي للأسرة والكنيسة، بل قل العالم أجمع أن للمنزل رأسًا؛ له يليق الخضوع الكامل، ويجدر أن توقف أنشطتنا المنزلية الاعتيادية إكرامًا لحضوره في البيت. فكر معي – عزيزي القارئ أولادنا معرضون لتأثير العالم على مدار اليوم وكل أيام الأسبوع. بحسب تعبيرنا المعاصر ٢٤ / ٧. عبر الميديا، ومن خلال تأثير الأقران والأصدقاء يبث العالم قيمه ومبادئه. العبادة الكنسية يوم أو يومان في الأسبوع ربما تكون غير كافية لمعادلة هذا التأثير. علينا ألا نستهن بتأثير العالم. نحتاج في عائلتنا أن نخلق بيئة آمنة للمشاركة والنقاش حول الكيفية التي بها يتعاطى أفراد الأسرة مع هذه المبادئ: إيجابية كانت أم سلبية.

تفتح العبادة العائلية المجال لأفراد الأسرة لمشاركة ما بداخلهم والذي غالبًا ما يكون متأثر بفكر العالم بشكل سلس وتلقائي، وربما غير مُدرك. ربما لا تملك الإجابة على السؤال في نفس اللحظة. لا داعي للتعالي وادعاء المعرفة الكاملة. باتضاع اجتهد لمعرفة الحد الأدنى للمعرفة الكتابية، خاصة في ظل وجود موارد أساسية متاحة هذه الأيام عبر الانترنت. 

تنتج العبادة العائلية الفرح في المنزل. الفرح الذي ينبع من ربوبية وسيادة المسيح على العائلات التي تسعد بعبادته معًا. يتحرر الأب من عبء لم يخلق لتحمله. أقصد به أن يجسد بشكل كامل أبوة الله. وقتها، ووقتها فقط يستطيع أن يشير لمن يحق له وحده لعب هذا الدور المحوري: الابن الوحيد لأبيه، يسوع المسيح. وبينما يمارس الأب جنبًا إلى جنب دورهما في قيادة العبادة العائلية، تكثر محبة المسيح بسهولة أكبر في منزل حيث العبادة مركزية.

العبادة العائلية: تحديات متوقعة

غالبًا ما يكون العائق للعبادة العائلية حدوث مشاكل أو مشاحنات قبل الوقت المعين للعبادة العائلية. استخدم هذا التحدي كفرصة لا كعائق. باتضاع اعترف بإخفاقك، ومسئوليتك عنه إن كنت قد أسأت لأحد. تذكر، انطلاقًا من كوننا مؤمنين مبررين مجاناً بنعمة الله بالإيمان وعلى حساب دم المسيح، فاقترابنا لعرش الله يستند دومًا على أساس عمل المسيح الكامل، لا على أساس أدائنا وسلوكنا – لاسيما في الساعات واللحظات السابقة للعبادة العائلية أو الكنسية. لذلك، باتضاع اقترب لعرش الآب بتوبة صادقة واعتراف مسئول عن خطيتك، ومارس دورك.

بعض الخطوات العملية للعبادة الأسرية؟ 

  • اقرأ نص كتابي..من المفضل جدًا أن تكون القراءة بتسلسل حتى يتم تغطية كل النصوص الكتابية الأساسية، وهذه بالمناسبة أحد نقائص العبادة الكنسية المعاصرة: في الغالب إذا كنا نختار النصوص المحببة لقلوبنا والمعتادة سينتهي بنا الأمر لإعادة تدوير أفكارنا الروحية دون الانفتاح على فكر الكتاب المقدس كله!
  • صل! فترة الصلاة تمثل فرصة رائعة لإشراك الأولاد. عادة ما أسمح لهم بالصلاة وأختم أنا الفرصة.
  • نم!
  • تذكر آية كتابية عن ظهر قلب.

أسئلة معتادة

  • ماذا لو الأب يسافر كثيرًا؟ في هذه الحالة استخدم وسائل التواصل الاجتماعي، ويمكن بالطبع أن تلعب الأم دورًا نيابة عن الأب في حالات الاضطرار.
  • أما عن الوقت والمكان، يستحسن أن تبدأ بوقت مختصر لا يتعدى في المجمل ٢٠ دقيقة، خاصةً إن كان لديك أطفال صغار كثيري الحركة. اختار أفضل وقت ممكن ومكان ملائم.

أخيرًا، صلاتي أن تشجعك قراءة هذا المقال لبداية جادة في العبادة العائلية.

شارك مع أصدقائك

جورج بشاي

يدرس حاليًا درجة الدكتوراة في الفلسفة (.Ph.D) في العهد الجديد من كليّة موور للاهوت، بأستراليا. كما عمل في السابق كمدرس لمواد اللاهوت الكتابي والعهد الجديد في كلية اللاهوت الأسقفية بمصر.