عنوان مقالة اليوم من أغنية كتبها ديفيد جيرارد في عام 1983. وقد استلهم جيرارد كلمات هذه الأغنية عندما قال له أحد أصدقائه عن الكنيسة: “الجيش الوحيد الذي يطلق النار على جرحاه”… ويا له من تعليق مُحزن! على النقيض من ذلك، يعلمنا الرسول بولس في الجانب التطبيقي من رسالته لأهل غلاطية:
“لاَ نَكُنْ مُعْجِبِينَ نـُغَاضِبُ بَعْضُنَا بَعْضاً، وَنَحْسِدُ بَعْضُنَا بَعْضاً. أَيُّهَا ٱلْإِخْوَةُ، إِنِ ٱنـْسَبَقَ إِنـْسَانٌ فَأُخِذَ فِي زَلَّةٍ مَا، فَأَصْلِحُوا أَنـْتُمُ ٱلرُّوحَانِيِّينَ مِثْلَ هَذَا بِرُوحِ ٱلْوَدَاعَةِ، نَاظِراً إِلَى نَفْسِكَ لِئَلاَّ تـُجَرَّبَ أَنـْتَ أَيْضاً.” (غلاطية ٢٦:٥-١:٦)
فقط الأشخاص الروحيون يمكنهم خوض الحرب الروحية. ونحن روحيون عندما يعيش روح الله فينا. ولكن حتى الروحانيين قد يقعون في الخطيئة. يحدث هذا عادةً عندما يتخلون عن حذرهم أو يتجاهلون رفقة وتشجيع المسيحيين الآخرين، فينسى أو يتناسى كل منهم إماتة الخطية التي صلب لأجلها ربنا يسوع المسيح وقام من الأموات.
يمكن لشخص لديه الروح أن يقع في الخطيئة، عندما يحزن الروح القدس. هذا ممكن لأن الروح القدس ليس شيئًا نمتلكه، ولكنه الرب المعزي والمرشد الذي يجب أن نتبع صوته الذي نسمعه في كلمات الكتاب المقدس. “بما أننا نعيش بالروح فلنسير مع الروح، لذلك يقول الرسول: “إِنْ كُنَّا نَعِيشُ بِـٱلرُّوحِ فَلْنَسْلُكْ أَيْضاً بِحَسَبِ ٱلرُّوحِ” (غلاطية ٥: ٢٥).
لكن ماذا يجب أن نفعل عندما يسقط إخوتنا في جسد المسيح؟
الرد المناسب هو الإسراع لرفع زملائنا المحاربين في الحرب الروحية، والذين أصيبوا. هكذا يفعل الجنود في كل جيوش العالم… يجب أن نسعى لإعادته أو إعادتها بلطف ووداعة دون تشامخ.
لكن، وللأسف الشديد، لا تتمتع الكنيسة بسمعة طيبة في هذا المجال. قال عدد من الناس إن الكنيسة هي الجيش الوحيد الذي يطلق النار على جنودها الجرحى. ومع ذلك، يستخدم الكتاب المقدس قدرتنا على استعادة أخ أو أخت ساقط كاختبار لروحانيتنا؛ لمدى إدراكنا لحقيقة ضعف طبيعتنا البشرية، ولمبدأ نعمة الله العاملة فينا. فكُل ثبات روحي واستقامة أخلاقية نعيشها مصدرها عمل نعمة الله: “لأَنَّ ٱللّٰهَ هُوَ ٱلْعَامِلُ فِيكُمْ أَنْ تـُرِيدُوا وَأَنْ تَعْمَلُوا مِنْ أَجْلِ ٱلْمَسَرَّةِ.” (فيلبي ١٣:٢). ما يقوله بولس أن تجاوبنا الروحي مع عمل النعمة المُغير والمقدس هو أيضًا عمل الله الذي حفظنا من العثرة والسقوط. يحمينا هذا التعليم من التشامخ والكبرياء حتى ونحن نحيا حياة التقوى في أروع صورها.
إجمالًا، لدينا سببان وجيهان لمساعدة عضو جسد المسيح الذي سقط.
- أولاً، يجب أن نظل متواضعين (غلاطية ٥ : ٢٥). ما نحن عليه نحن بفضل الله. ما لدينا، تلقيناه كهبة ونعمة إلهية. إذا نسينا ذلك نصاب بالغرور. ونكون معرضين للضياع والسقوط في فخ التجربة.
- ثانيًا، علينا أن نتذكر أننا أيضًا قد نجرب (غلاطية 6: 1). لذلك، دعونا نكون صارمين مع أنفسنا، ولكن لطفاء مع الآخرين…والعجيب أن ميلنا البشري بالطبيعة أننا نكون لطفاء مع أنفسنا ملتمسين لها كل عذر، لكن صارمين مع الآخرين!
سؤال، ماذا عن دور التأديب الكنسي؟
علينا أن نلاحظ أمرين في غاية الأهمية.
- أولًا: يبدو أن سياق النص في رسالة غلاطية يتحدث عن سقوط في زلة، وليس إصرارًا من العضو الذي سقط على البقاء في حالة الخطية دون توبة.
- ثانيًا: للتأديب الكنسي أكثر من هدف، أولهما استرداد الأخ الساقط غير التائب، فبحسب السياق في (متى ١٥:١٨-١٨)، فإن الرب يسوع في حديثه للكنيسة كان يتحدث عن استرداد الخروف الضال للقطيع، كذلك فإن تعليم الرسول بولس لكنيسة كورنثوس في (١كورنثوس ١:٥-٨) يهدف لتحقيق شقين: (١) ع٥ أن يُسَلَّمَ الأخ غير التائب لِلشَّيْطَانِ لِهَلاَكِ ٱلْجَسَد (يقطع من شركة الكنيسة مما يعرضه لهلاك الجسد)ِ، لِكَيْ تَخْلُصَ ٱلرُّوحُ فِي يَوْمِ ٱلرَّبِّ يَسُوعَ (لازال الهدف هو خلاصه في يوم الدينونة إن تجاوب مع التأديب)، كذلك (٢) ع ٧ “نَقُّوا مِنْكُمُ ٱلْخَمِيرَةَ ٱلْعَتِيقَةَ، لِكَيْ تَكُونـُوا عَجِيناً جَدِيداً” حفظ نقاء وطهارة الكنيسة جسد المسيح، حتى لا يشجع التهاون مع الأخ المذنب في استشراء سرطان الخطية المُهلك.
مع ذلك، لا نجد في السياق في الأصحاح الثامن عشر من إنجيل متى ولا في رسالة كورنثوس الأولى الأصحاح الخامس أن التفاخر والكبرياء هو حال الكنيسة حال ممارستها للتأديب الكنسي. بل الحزن على الأخ غير التائب، وانتظار عودته بالتوبة لشركة جسد المسيح. كل ذلك بروح الوداعة واللطف عالمين أننا جميعًا عرضة للتجربة. وبعيدًا عن نعمة الله العاملة فينا أن نريد وأن نميت الخطية لسنا أفضل من أي أخ غير تائب!
ختامًا، إصلاح الأخ الساقط الذي وقع في زلة روحية هو أولى خطوات يجب أن يتخذها أعضاء جسد المسيح بروح الوداعة طلبًا لاسترداد الضال. إن تفاعل معها الأخ الساقط، ففي الغالب لن يكون هناك داعي للتأديب، إلا في حالات نادرة. فهذه أولى الخطوات التي تحدث عنها الرب في متى ١٨ عندما قال: “وَإِنْ أَخْطَأَ إِلَيْكَ أَخُوكَ فأذهب وَعَاتِبْهُ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ وَحْدَكُمَا. إِنْ سَمِعَ مِنْكَ فَقَدْ رَبِحْتَ أَخَاكَ” (متى ١٥:١٨). فلسنا بصدد الحديث عن أمر مخالف لما يقوله بولس في (غلاطية ٢٦:٥-١:٦)
فإن كانت الكنيسة لا تتمتع بسمعة طيبة في مجال استرداد الضال بوداعة، وأطلقت النار صوب جندي من جنودها الجرحى. فعلينا أن ندرك أننا نحن أعضاء الكنيسة الذين عليهم يقع اللوم. لنكن جزء من العلاج، لا المشكلة!