واظب على الصلاة

رومية ١٢: ١٢

… فَرِحِينَ فِي الرَّجَاءِ، صَابِرِينَ فِي الضَّيْقِ، مُواظِبِينَ عَلَى الصَّلاَةِ…

هدفي البسيط والمستحيل بشريا في هذه الرسالة هو أن تكون مكرسا تماما للصلاة في حياتك. هذا هو هدفي لأن هذا هو ما يدعونا الكتاب المقدس له. النص الذي أمامنا هو رومية ١٢: ١٢ وهو جزء من سلسلة أطول من النصائح. يقول أننا يجب أن نكون “فَرِحِينَ فِي الرَّجَاءِ، صَابِرِينَ فِي الضَّيْقِ، مُواظِبِينَ (proskarterountes) عَلَى الصَّلاَةِ.”

ربما تقول ترجمتك “استمر في الصلاة” أو “أمينا في الصلاة”. هذه كلها تغطي جوانب من الكلمة. “مكرس” هي ترجمة جيدة. وتستخدم الكلمة بمعنى مرقس ٣: ٩  تقول، “فَقَالَ [يسوع] لِتَلاَمِيذِهِ أَنْ تُلاَزِمَهُ ،(proskartere) سَفِينَةٌ صَغِيرَةٌ لِسَبَبِ الْجَمْعِ، كَيْ لاَ يَزْحَمُوهُ.” كان يسوع على السفينة أن تخصص – تكرس – لغرض أخذ المسيح بعيدا في حالة أن يصبح الجمع خطرا عليه. “تكرس” – مخصصة لمهمة، معينة لها.

السفن تمكث هنا فقط. ولكن الناس ليسوا مكرسين بهذه الطريقة. عندما يتم تطبيق الكلمة على شخص ما فالكلمة تعني تكريس أو تخصيص، بمعنى ليس فقط تمييز وتعيين ولكن العمل في هذه المهمة المعينة، والتشديد عليه. لذا على سبيل المثال في رومية ١٣: ٦ يتحدث بولس عن دور الحكومة من هذا القبيل: “فَإِنَّكُمْ لأَجْلِ هذَا تُوفُونَ الْجِزْيَةَ أَيْضًا، إِذْ هُمْ خُدَّامُ اللهِ مُواظِبُونَ عَلَى ذلِكَ بِعَيْنِهِ.” أي أنهم ليسوا فقط معينين من قبل الله لمهمة، ولكنهم يقدمون أنفسهم لها.

ما هو رائع بشأن هذه الكلمة هو أن خمسة من الاستخدامات العشر في العهد الجديد تنطبق على الصلاة. فبالإضافة إلى رومية ١٢: ١٢ هناك:

  • أعمال ١: ١٤ (بعد صعود المسيح بينما كان التلاميذ ينتظرون في أورشليم لانسكاب الروح)، “هؤُلاَءِ كُلُّهُمْ كَانُوا يُواظِبُونَ بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ عَلَى الصَّلاَةِ وَالطِّلْبَةِ، مَعَ النِّسَاءِ، وَمَرْيَمَ أُمِّ يَسُوعَ، وَمَعَ إِخْوَتِهِ.”
  • أعمال ٢: ٤٢ (عن المجددين في وقت مبكر في أورشليم)، “وَكَانُوا يُواظِبُونَ عَلَى تَعْلِيمِ الرُّسُلِ، وَالشَّرِكَةِ، وَكَسْرِ الْخُبْزِ، وَالصَّلَوَاتِ.”
  • أعمال ٦: ٤ (يقول الرسل)، “وَأَمَّا نَحْنُ فَنُواظِبُ عَلَى الصَّلاَةِ وَخِدْمَةِ الْكَلِمَةِ.”
  • كولوسي ٤: ٢ (يقول بولس لنا جميعا)، “وَاظِبُوا عَلَى الصَّلاَةِ سَاهِرِينَ فِيهَا بِالشُّكْرِ.”

لذلك يمكننا أن نقول من الكتاب المقدس في العهد الجديد أن الحياة الطبيعية المسيحية هي حياة مكرسة للصلاة. وهكذا يجب عليك أن تسأل وأنت تتمتبحياة النعمة كمسيحي، “هل أنا مكرس للصلاة؟”

وهذا لا يعني أن الصلاة هي كل ما عليك فعله – ولكن كما انك كرست نفسك كزوج لزوجتك – بمعنى أن على كل زوج أن يقضي كل وقته مع زوجته. لكن إخلاصه لها يؤثر على كل شيء في حياته يجعله يقدم نفسه لها بعديد من الطرق المختلفة. هكذا التكريس للصلاة لا يعني أن كل ما عليك فعله هو الصلاة (على الرغم من أن بولس يقول في مكان آخر، “صَلُّوا بِلاَ انْقِطَاعٍ”، ١ تسالونيكي ٥: ١٧). وهو ما يعني أنه يكون هناك نمط من الصلاة يشبه التكريس للصلاة. وهذا لن يكون نفس الأمر بالنسبة للجميع. ولكنه سيكون شيئا كبيرا. التكريس للصلاة يبدو مختلفا عن عدم التكريس للصلاة. والله يعلم الفرق. وسوف يحاسبنا: هل كنا مكرسين للصلاة؟ هل هناك نمط من الصلاة في حياتك يمكن إلى حد ما تسميته “تكريسا للصلاة”؟

وأعتقد أن معظمنا سيوافق على بعض أنواع من الصلاة التي لا تسمى “تكريسا للصلاة”. فالصلاة فقط حين تدخل الأزمات في حياتك لا تكون نمطا من التكريس للصلاة. الصلاة فقط في أوقات وجبات الطعام هو نمط، لكن هل تتوافق مع تشجيع بولس للكنيسة أن “تواظب على الصلاة”؟ صلاة قصير: “الآن أنا استلقي النوم” في نهاية اليوم هي غالبا ليست “تكريسا للصلاة”. صلاة قصيرة مثل “ساعدني يا رب” وأنت في السيارة تحتاج إلي مكان لوقوف السيارة ليست “تكريسا للصلاة”. كل هذه جيدة. ولكن اعتقد أننا نتفق على أن بولس يتوقع شيئا أكثر ومختلف من أتباع المسيح عندما يقول، “وَاظِبُوا عَلَى الصَّلاَةِ.”

دعونا لا ننسى في كل هذا، كما رأينا في الماضي، أن صليب المسيح – موته نيابة عن الخطاة – هو أساس كل صلاة. لن يكون هناك أي إجابة مقبولة لماذا أو كيف نصلي إن لم يكن المسيح قد مات في مكاننا. لهذا السبب نحن نصلي “في اسم يسوع”.

عندما كنت افكر في العقبات التي تحول دون الصلاة التي من الممكن أن اقدمها، بعض منهم يندرج تحت هذا السؤال، لماذا نصلي؟ وبعض منهم يندرج تحت السؤال كيف نصلي. أريد أن أركز في هذا الصباح على كيف. ليس هذا معناه أن السؤال لماذا هو غير مهم، ولكن يبدو لي أنه يمكن أن يكون لدينا كل الأجوبة اللاهوتية في مكانها الصحيح عن لماذا نصلي ونظل مهملين جدا وغير مبالين في حياة الصلاة. ولذا فإنني سوف اقدم جوابا قصيرا على السؤال لماذا، ومن ثم التركيز على اسئلة لماذا العملية والتي أصلي أن تثيركم لكي تجازفوا إلى مستويات جديدة من “التكريس للصلاة”.

لماذا نصلي؟

أبدأ بثلاثة إجابات موجزة لماذا ينبغي أن نكرس جهودنا للصلاة.

١. يخبرنا الكتاب المقدس أن نصلي وينبغي لنا أن نفعل ما يقوله الله. هذا النص، جنبا إلى جنب مع العديد من النصوص، يقول: “وَاظِبُوا عَلَى الصَّلاَةِ”. إن لم نواظب نكون عصاة للكتاب المقدس. هذا حماقة وخطر. إن لم تأتي الصلاة بسهولة لك، فاحسب نفسك ساقط وخاطئ بشكل طبيعي مع بقيتنا. ثم جاهد. عظ نفسك. لا تدع خطاياك ونقاط ضعفك وميولك الدنيوية تحكم عليك. الله يقول: “وَاظِبُوا عَلَى الصَّلاَةِ”. جاهد من أجل هذا.

٢، الاحتياجات في حياتك الخاصة، وعائلتك، وفي هذه الكنيسة والكنائس الأخرى، ومن أجل إرساليات العالم، وفي ثقافتنا ككل هي ضخمة وفي أمس الحاجة إليها. في كثير من الحالات يتعلق الأمر بالسماء والجحيم، الإيمان أو عدم الإيمان، الحياة والموت. تذكر حزن بولس وكربه على أقرانه الهالكين في رومية ٩: ٢، وتذكر أن في رومية ١٠: ١ هو يصلي من أجلهم بجدية، “أَيُّهَا الإِخْوَةُ، إِنَّ مَسَرَّةَ قَلْبِي وَطَلْبَتِي إِلَى اللهِ لأَجْلِ إِسْرَائِيلَ هِيَ لِلْخَلاَصِ.” فالخلاص يتعلق في الميزان عندما نصلي. فلن تعرف ما لأجله الصلاة حتى تعرف أن الحياة هي حرب. واحدة من العقبات الكبرى للصلاة هو أن الحياة فقط على نحو سلس للغاية بصورة روتينية لكثيرين منا. جبهة القتال بعيدة جدا هناك، ولكن هنا في فقاعتي الصغيرة من السلام والطمأنينة كل شيء على ما يرام. ليفتح الله أعيننا لنرى ونشعر احتياجات من حولنا والامكانات الكبيرة للصلاة.

٣. وثمة سبب ثالث للصلاة هو أن الله يعمل عندما نصلي. ويمكن لله أن يعمل المزيد في خمس ثوان مما يمكننا القيام به في خمس سنوات. لقد تعلمت هذا على مر السنين. يا له من شيء مذهل أحني رأسي مرارا وتكرارا واناشد الله خلال إعداد العظة، أو أثناء أزمة مشورة ما، أو حوار ما للشهادة، أو اجتماع ما للتخطيط، ثم يحدث تقدم يعقبه تقدم لم يأتي إلا عندما صليت. يا له من درس مهم حين تشعر بالاضطراب والحرص على الوصول إلى العمل في الحال لأن لدي الكثير للقيام به وأنا لا أعرف كيف يمكنني أن أتمم كل العمل، ولكني اجبر نفسي على أن أكون كتابيا وعاقلا فآخذ بعض الوقت لكي اسجد بركبتي للصلاة قبل أن أعمل، وبينما أنا على ركبتي، تأتيني أفكارا تنتطلق في ذهني عن كيفية التعامل مع مشكلة ما، أو تحضير رسالة، أو التعامل مع أزمة، أو حل مشكلة لاهوتية – وبذلك اوفر لنفسي ساعات وساعات من العمل والإحباط من ضرب رأسي بالحائط في محاولة لمعرفة ما جائني من استنارة في خمس ثوان! أنا لا أقصد أن الله يعفينا من العمل الشاق. لكني أقصد أنه يمكن للصلاة أن تتمم عملك بشكل مثمر بقدر اكثر واكبر مما يمكنك أن تحققه بمفردك بغير صلاة.

هناك الكثير، ولكن هذه هي ثلاث إجابات لماذا نصلي: ١) الله يأمرنا بالصلاة، ٢) الاحتياجات كبيرة، والأمور الأبدية هي على المحك، ٣) الله يعمل عندما نصلي، وكثيرا ما يعمل في ثوان أكثر مما يمكننا أن نعمل في ساعات أو أسابيع أو سنوات في بعض الأحيان.

هناك أسئلة كثيرة أخرى يتعين الإجابة عليها عن الصلاة لكني لا أستطيع أن اتعامل معها هنا. لهذا السبب هناك فصول طويلة عن الصلاة في كتاب التوق لله ومتع الله، ولتفرح للأمم، وأيضا هناك كتابا كاملا بعنوان الجوع لله: التوق لله عن طريق الصلاة والصوم. على وجه التحديد إذا كنت تعاني من كيفية الصلاة لخلاص الناس وتناسقها مع الاختيار غير المشروط فاذهب مباشرة إلى صفحات ٢١٧-٢٢٠ من متع الله.

كيف نصلي:

أما بالنسبة للباقي من وقتنا في هذه السطور، فأنا أود أن أتحدث عن كيف نصلي. وأود في محاولة الهامك بإمكانيات عملية وكتابية ربما لم يسبق لك النظر إليها من قبل، أو ربما حاولت ثم فشلت في المثابرة – فشلت أن تكون “مواظبا على الصلاة”.

إن مسعاي هو أن ارسم لك بما المقصود بالمواظبة على الصلاة بدون عقلية جامدة احادية التفكير. فنحن جميعا مختلفين جدا. لدينا جداول زمنية مختلفة. عائلاتنا مختلفة. ونحن في مراحل مختلفة من الحياة بمطالب مختلفة في أيامنا هذه. ونحن على مستويات مختلفة من النضج الروحي، وليس لأحد أن ينضج بين ليلة وضحاها. ربما ما ستقوم به في غضون خمس سنوات في مواظبتك على الصلاة يجعلك تنظر إلى الوراء، وتتساءل كيف نجيت من هذا الموسم من الغثاثة. ولكن يمكن لنا جميعا التحرك قدما. يحب بولس أن يكتب إلى كنائسه ويقول: “أنتم تبلون بلاءً حسنا، ولكن ازدادوا أكثر وأكثر” (فيلبي ١: ٩؛ ١ تسالونيكي ٤: ١، ١٠). وإن كان هناك أي مكان حيث ينطبق فيه “افعلوا ذلك أكثر وأكثر” فهو في مواظبتنا على الصلاة.

سوف أضع هذه المقترحات العملية في شكل خمسة أزواج. وبدون هذه الأزواج تتلاشى المواظبة على الصلاة.

1- حر وبشكل:

وما اقصده هنا هو الفرق بين الصلاة المنظمة وغير المنظمة. المواظبة على الصلاة تعني أن ما تقوله في أوقاتك للصلاة غالبا ما يكون حر وغير منظم، وغالبا ما يتم تشكيله وتنظيمه. إن كنت حرا فقط في صلواتك سوف تصبح على الأرجح ضحل ومبتذل. إن كنت فقط منظما في صلاتك، سوف تصبح على الأرجح ميكانيكيا وأجوف. كلا الاتجاهين من الصلاة لهما أهمية. ليس إما-أو، ولكن معا على حد سواء.

أقصد بكلمة حر أنك ستشعر باستمرار أنك تسكب روحك أمام الله، وسوف تفعل ذلك. ولن تريد أي نص مكتوب أو مبادئ توجيهية أو قوائم أو كتب. سيكون لديك العديد من الاحتياجات التي تتدفق منك خارجا بحرية من دون أي شكل معين. هذا أمر جيد. بدون هذا فإنه من المشكوك فيه أن لدينا أي علاقة حقيقية مع المسيح على الإطلاق. هل يمكنك أن تتخيل حقا أن زواجا أو صداقة تكون من خلال التواصل بقراءة قوائم أو كتب، أو يتم الحديث فقط من خلال نصوصا محفوظة. سيكون هذا اصطناعيا مفرطا.

من ناحية أخرى، اناشدك ألا تعتقد أنك بذلك تكون عميقا روحيا أو عمليا أو غنيا أو منضبطا حيث يمكنك القيام به بدون مساعدة من نماذج. ويدور في ذهني أربعة أنواع من النماذج التي آمل أن جميعكم يستخدمها.

نموذج # ١. الكتاب المقدس. صلي الكتاب المقدس. صلي صلوات كتابية. اليوم  سنبني صلواتنا حول الصلاة في أفسس ٣: ١٤-١٩.

١٤بِسَبَبِ هذَا أَحْنِي رُكْبَتَيَّ لَدَى أَبِي رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، ١٥الَّذِي مِنْهُ تُسَمَّى كُلُّ عَشِيرَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَعَلَى الأَرْضِ. 16لِكَيْ يُعْطِيَكُمْ بِحَسَبِ غِنَى مَجْدِهِ، أَنْ تَتَأَيَّدُوا بِالْقُوَّةِ بِرُوحِهِ فِي الإِنْسَانِ الْبَاطِنِ، ١٧لِيَحِلَّ الْمَسِيحُ بِالإِيمَانِ فِي قُلُوبِكُمْ، 18وَأَنْتُمْ مُتَأَصِّلُونَ وَمُتَأَسِّسُونَ فِي الْمَحَبَّةِ، حَتَّى تَسْتَطِيعُوا أَنْ تُدْرِكُوا مَعَ جَمِيعِ الْقِدِّيسِينَ، مَا هُوَ الْعَرْضُ وَالطُّولُ وَالْعُمْقُ وَالْعُلْوُ، ١٩وَتَعْرِفُوا مَحَبَّةَ الْمَسِيحِ الْفَائِقَةَ الْمَعْرِفَةِ، لِكَيْ تَمْتَلِئُوا إِلَى كُلِّ مِلْءِ اللهِ. احفظها، وصليها دائما. صلي الصلاة الربانية وكما صليتها ضع كل عبارة فيها بكلماتك الخاصة وطبقها على الناس المثقل بهم. صلي بوصايا الكتاب المقدس: “ساعدني – ساعد زوجتي وأطفالي، والشيوخ، والمرسلين لكي يحبوك، يا الله، من كل قلبي وكل روحي وكل قوتي”. صلي بوعود الكتاب المقدس: “يا رب، خذ كل السلطان الذي لك في السماء وعلى الأرض، واجعل المرسلين لدينا أن يشعروا بحلاوة الوعد أنك تكون معهم إلى انقضاء الدهر.” صلي بتحذيرات من الكتاب المقدس: “يا رب، هب لي محاربة الشهوة بنوع الإلحاح الذي علمته عندما قلت، اقلع عينك واذهب للسماء أفضل من تركها والذهاب لجَهَنَّمِ.” افتح الكتاب المقدس أمامك، وصلي كل فقرة بندم أو مدح أو شكر أو التماس.

نموذج # ٢. القوائم. صلي بقوائم. اقصد قوائم من الناس للصلاة من أجلها وقوائم من الاحتياجات للصلاة لأجلها. إن كنت تستطيع أن تتذكر كل الناس والاحتياجات فيجب أن تصلي من أجلهم بدون قائمة، وأنت الله. يجب أن يكون لي قوائم، بعضها في رأسي وبعضها في ورقة. لقد حفظت تقريبا ٧٠ شخصا أصلي من أجلهم بالاسم كل يوم. ولكن هذا لا يشمل قائمة من الناس الذين جاءوا إلى الإرساليات في منزل القسيس الذين نصلي أنا وزوجتي من أجلهم كل ليلة من خلال قائمة مكتوبة. وهذا لا يشمل لائحة المرسلين لنا الذين اقرأ اسمائهم من القائمة. وهذا فقط بالنسبة للأشخاص، ناهيك عن احتياجات تتطرأ في نفسي وأسرتي والكنيسة والعالم اسبوعا تلو الأخر. لذلك أنا أشجعكم على استخدام قوائم بأسماء أشخاص وقوائم بالاحتياجات. احتفظ بمجلد للصلاة أو دفتر أو ملفات في جهاز الكمبيوتر المحمول باليد. تذكر أنني أتحدث فقط عن النصف الثاني من هذا الزوج: الحرية والشكل. لا تنسى قيمة الحرية. هم معا على حد سواء، وليس إما هذا أو ذاك.

نموذج # ٣. كتب. صلي من خلال كتب مثل عملية العالم – وطن آخر، وقضية المسيح في ذلك، كل يوم أو يومين. يا لها من وسيلة قوية للحصول على قلب يسع العالم ورؤية سيادة الله! صلي من خلال كتاب مثل الولاء الشديد – لمحة من صفحة واحدة عن الألم، واضطهاد الكنيسة في كل يوم من أيام السنة. خذ كتابي، لتفرح الأمم، وانتقل إلى الصفحات ٥٧-٦٢ وصلي من خلال الأشياء ٣٦ التي صلتها الكنيسة الأولى من أجل بعضهم البعض. خذ وادي الرؤية، كتابا عن صلوات التقويين، وصلي ما صلاّه قديسين عظماء في الماضي. نحن بهذا الغباء حين نفكر أننا لو تُركنا لأنفسنا سنرى كل يقوله الكتاب المقدس وجميع الاحتياجات التي يجب الصلاة لأجلها بدون مساعدة من كتب جيدة.

نموذج # ٤. أنماط. طور أنماطا للصلاة تعطيك بعض التوجيهات عما تفعل أولا وثانيا وثالثا عندما تجثو على ركبتيك. إحدى الأنماط، كما سبق أن أشرت إليه، هو هيكلة صلاتك حول كل طلبة من طلبات الصلاة الربانية. والنمط الذي استخدمه عمليا كل يوم تقريبا هو نمط الدوائر متحدة المركز بدءً من نفسي – حيث أشعر بالخطية والاحتياجات الشديدة جدا – خروجا إلى عائلتي، وبعد ذلك موظفي الرعاية والشيوخ، ثم كل الموظفين في الكنيسة، ثم المرسلين لدينا، ثم الاحتياجات العامة في جسد المسيح الأكبر، وقضية المسيح في الإرساليات والثقافة. بدون شكل أو نمط مثل هذا أنا أميل إلى التجميد ولا اتحرك إلى أي مكان.

لذلك فإن الجانب الأول هو الحرية والتشكيل. غير منظم باحتياجات وشرك وتسبيح يتدفق بحرية، ومنظم بمساعدات مثل الكتاب المقدس، والقوائم، والكتب، والأنماط. إن كنت “مواظبا على الصلاة” سوف تتابع الحرية والنموذج في حياة الصلاة.

٢- منفردا وجماعيا:

المواظبة على الصلاة تعني أنك تصلي بانتظام بمفردك، وتصلي بانتظام مع جماعة المسيحيين الآخرين.

يالا مدى أهمية أن نجتمع مع الله بمفردنا من خلال يسوع المسيح. لا توجد مسيحية بدون الثقة الشخصية والشركة مفي ومع الله من خلال المسيح. كل شيء يصبح مظاهر، وقشور، وادعاء بدون هذا. اعتادت سوزانا وسلي مع أطفالها الـ١٦ على وضع مئزرتها فوق رأسها في مطبخها الصغير، وتعلم كل الأطفال أن هذا يعني صمتا في المطبخ. الأطفال بحاجة إلى أن يتعلموا أن الأم والأب لديهم أوقاتا يقضونها مع المسيح مقدسة، ولا يجوز مقاطعتهم. حدد المكان، وخطط للوقت، وعلّم الأطفال الانضباط.

لكني أعتقد أن الصلاة مع جماعة المؤمنين مهملة أكثر من الصلاة الفردية. فردية وجماعية. العهد الجديد مليء باجتماعات صلاة جماعية. في الواقع ربما يكون القصد من معظم الصلاة في العهد الجديد أنها اجتماعات للصلاة. أعمال ١: ١٤ “هؤُلاَءِ كُلُّهُمْ كَانُوا يُواظِبُونَ بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ عَلَى الصَّلاَةِ وَالطِّلْبَةِ، مَعَ النِّسَاءِ، وَمَرْيَمَ أُمِّ يَسُوعَ، وَمَعَ إِخْوَتِهِ.” – هذا هو الحال فيما تجده. أعمال ١٢: ١٢، عندما خرج بطرس من السجن “جَاء وَهُوَ مُنْتَبِهٌ إِلَى بَيْتِ مَرْيَمَ أُمِّ يُوحَنَّا الْمُلَقَّبِ مَرْقُسَ، حَيْثُ كَانَ كَثِيرُونَ مُجْتَمِعِينَ وَهُمْ يُصَلُّونَ.” كانت اجتماعات الصلاة أمرا طبيعيا، وأعتقد معياريا في الكنيسة الأولى.

المواظبة على الصلاة في العهد الجديد شملت بالتأكيد على الصلاة مع شعب الله. كيف حالك في هذا؟ ليس هذا مسيحية متقدمة. هذه هي المسيحية الأساسية. هذا الاسبوع لدينا ١٢ اجتماعا للصلاة لمدة ٣٠ دقيقة مخطط لها، بالإضافة إلى ثماني ساعات طوال الليل للصلاة يوم الجمعة. ويُقصد من الخيارات مساعدتك على تحقيق تقدم جديد. خلال الفترة المتبقية من السنة هناك اجتماعات للصلاة لمدة ٣٠ دقيقة في ٦ أيام في الصباح من كل أسبوع، ومساء يوم الأربعاء في وسط المدينة الساعة ٥:٤٥. ثم هناك مجموعات صغيرة تجتمع للصلاة والخدمة. ثم هناك صباح يوم الأحد الذي يشمل على الصلاة في ترنيم وغيرها من الوسائل. إن لم يكن الاجتماع للصلاة جزءً من مواظبتك على الصلاة، اجعل وخطط لسنة لتتقدم في صلاتك. معا على حد سواء، حرا وتشكيل، منفردا، وجماعيا.

٣- يائسا ومسرورا:

المواظبة على الصلاة تعني أنك تأتي إلى الله في الصلاة في كثير من الأحيان يائسا وفي كثير من الأحيان مسرورا. ببساطة أقصد أن الصلاة هي مكان للقاء مع الله باعمق اوجاع قلبك ومخاوفك، والصلاة ايضا هي مكان للقاء مع الله بأسمى أفراحك وشكرك. الوسادة التي تستخدمها لمرفقيك عند السجود يوميا أمام الأب سوف تكون وسادة مبقعة بالدموع. ومع ذلك، لأن الله إله سامع الصلاة، سوف تقول مع الرسول بولس “كَحَزَانَى وَنَحْنُ دَائِمًا فَرِحُونَ” (٢ كورنثوس ٦: ١٠). وغالبا ما سيطغى هذا الفرح على أعباء هذا العالم الساقط – كما هو مفترض – ويجعلك تريد أن تقفز من شدة الفرح. والأب يريد أن يلتقي بك في هذه الأوقات أيضا. واظب على الصلاة في اليأس والبهجة – في الصيام والعيد. ليس إما هذا أو ذاك، ولكن معا على حد سواء.

٤- متفجرا وطويلا:

كل ما أقصده هنا هو القصر والطول. كان من الممكن أن أقول القصر والطول، ولكن كلمة متفجرة هي أكثر وضوحا وهذا بالضبط ما يمكن أن تكون عليه الصلاة من وقت لآخر. إن كنت مواظبا على الصلاة سوف تنفجر بانتظام بصلاة من التسبيح والشكر، والاحتياج، ولن تستمر أكثر من بضع ثوان. وإن كنت مواظبا على الصلاة سيكون لديك أوقاتا عندها تتريث لفترة طويلة في الصلاة للرب. أحيانا أقوم بإجراء مكالمة هاتفية سريعة لزوجتي وأحيانا أخرى نقضي أمسية معا. إن كنت تحب المسيح وتتكل عليه في كل شيء، وتعتز به قبل كل شيء، سوف تتقابل معه في كثير من الأحيان بصلاة متفجرة وفي أحيان أخرى بصلاة طويلة.

٥- عفوي ومجدول:

ما هو الفرق بين هذا وبين “حرة وشكل” أو “المتفجرة والطويلة”؟ بالـ “حرة وشكل” أنا أقصد مضمون صلواتنا – ما نقوم به عندما نأتي للصلاة. بالـ “المتفجرة والطويلة” أنا أقصد طول صلواتنا. بالعفوية والمجدولة أقصد متى نصلي.

إن كنا نواظب على الصلاة سنصلي بشكل عفوي طوال اليوم – بدون انقطاع كما يقول بولس – بروح ثابتة في شركة مع المسيح، نسلك بالروح، وتعرفه بشكل شخصي مستمر في حياتك. ولا توجد خطة تحكم متى تتحدث إليه. سيحدث ذلك عشرات المرات في اليوم. هذا أمر طبيعي وجيد. وهذه هي المواظبة على الصلاة.

ولكن إن كان لديك فقط هذا، سوف لا يكون لديك هذا لفترة طويلة. فالثمرة الحقيقية الغنية من العفوية تنمو في حديقة التي يتم رعايتها بشكل جيد من قبل الانضباط في الموعد المحدد. لذا اناشدك أن يكون لديك مجموعة من الأوقات المحددة للصلاة. خطط لذلك. متى ستتقابل مع الهك وابيك بانتظام؟ ما هي الفترة التي ستخصصها؟ أشجعك أن تبدأ كل يوم بهذه الطريقة. هل أنت على استعداد للتخطيط لنصف يوم واحد أو اثنين أو أيام بعيدا مع نفسك أو مع صديق أو زوجتك – ليس لقراءة كتاب ولكن للصلاة لمدة ٤ ساعات أو ثماني ساعات. كيف؟ من خلال قراءة كتابك المقدس ببساطة وتحويله كله إلى صلاة.  أغنى أيامنا أنا وزوجتي هي عن طريق اتخاذ سفر قصير من الكتاب المقدس وقراءة أصحاح ثم التوقف والصلاة من خلال هذا الأصحاح من أجل عائلتنا والكنيسة. ثم قراءة أصحاح آخر والصلاة، وهلم جرا. ولكن هذا لا يحدث بشكل عشوائي. يجب التخطيط له. فهو ليس عفويا. بل منظم. ومجيد.

وهذا هو الأمر كله. كلمة الله لنا اليوم “واظبوا على الصلاة”. كن ثابتا فيها. كن أمينا في ذلك. لماذا؟ لأن الله يأمرنا، والاحتياجات كبيرة، والأبدية في كفة الميزان، والله يسمع ويعمل في خمس ثوان أكثر مما يمكن أن نفعله في خمس سنوات.

وكيف نواظب على الصلاة؟ هذه الأشياء. بدونها تتلاشى الصلاة. دع صلاتك تكون …

١- حرة وبشكل

٢- منفردا وجماعية

٣- يائسة ومسرورة

٤- متفجرة وطويلة

٥- عفوية ومجدول

ليعطيك الرب روح النعمة والتضرعات في كل أسبوع صلاة وعلى مدار السنة.

شارك مع أصدقائك

جون بايبر

جون بايبر (دكتوراه في اللاهوت DTheol، جامعة ميونيخ) هو مؤسس ومعلم في هيئة desiringGod.org وعميد جامعة وكلية لاهوت بيت لحم. وقد خدم لمدة ٣٣ عامًا كالراعي الرئيسي لكنيسة بيت لحم المعمدانية في مدينة مينيابوليس، بولاية مينيسوتا، وهو مؤلف لأكثر من ٥٠ كتابًا، بما في ذلك "الاشتياق إلى الله"، "لا تضيع حياتك"، "هذا الزواج السريع"، و"هل يرغب الله أن يخلص الجميع؟"