١- العلاقة الجنسية من خليقة الله الحسنة:
اختار الله بحكمته العظيمة، ولمجده ولخيرنا، أن يضعنا في عالم تحتل العلاقة الجنسية فيه جزءًا مهمًا من الحياة البشرية. فالعلاقة الجنسية مسألة مهمة ولا يمكن تخطيها لأن الله، من حكمته ومحبته، أرادها أن تُوجَد.
ولأن العلاقة الجنسية من خليقة يد الله وقائمة تحت سلطان سيادته، فينبغي تناولها بإجلال ورهبة، لا بخجل ووجَل. فهي من صنعه وملكه وتستمر في الوجود من خلاله — له كل المجد.
٢- العلاقة الجنسية قد تتسم بالخطورة:
للأسف، تعمل العلاقة الجنسية، خليقة الله الجميلة، اليوم في ثقافتنا المُحيطة كمذيب روحي يُفَسِّخ نسيج المجتمع البشري. تحتفظ بقدرة على التسيد على قلبك، وبذلك، وتوجيه دفة حياتك. توهمك بأنك المُتسيد، في حين، وفي الوقت ذاته، تغدو هي السيد الذي يقيدك تدريجيًا تحت سلطانه. تمنحك شعورًا داخليًا بأنك أفضل في حين أنك لا تمتلك أي مقدرة على إشباع قلبك.
تغويك العلاقة الجنسية بالمُتعة المحتملة الناتجة عن الاكتفاء، لكنها تتركك خاويًا تتوق للمزيد. تتظاهر بإمكانية اكتفائك في النهاية، لكن على العكس تُثير حنقك على من يملك أكثر وأفضل مما بحوزتك. تبيع لك كذبة أن المتعة الجسدانية طريق السلام الروحي. العلاقة الجنسية من صنع يد الله، ولا تمنح سوى ما عينه الخالق لها. العلاقة الجنسية رائعة في جوهرها، لكنها تشوهت وأضحت خطرًا جراء السقوط.
٣- الألم يؤثر على حياتك الجنسية:
إذا كان الألم حياة الجميع، فعليك توقع أنه سيؤثر في حياتك الجنسية. ستعاني من واقع، الآن وهنا، انحراف العلاقة الجنسية عما قصده الله بها. سترى إعادة تعريفها وتشويهها وشر ممارستها. ستعاني من غواية انحراف حياتك الجنسية خارج أُطُر الله الواضحة.
ستعاني من الإغراءات الجنسية المفاجئة في الأماكن العامة أو حاسوبك الشخصي أو التلفاز أو، للأسف، أثناء بحثك على الشبكة العنكبوتية عبر جوالك. ستعاني مِمَّن يعرضن أجسادهن علنًا أو مِمَّن يعاملون النساء كما لو أنهن مجرد ألعاب جسدية لمتعتهم. ستعاني من صعوبة حماية أبناءك من المخاطر الجنسية الخارجية، بينما تحاول أنت الحفاظ على قلبك طاهرًا نقيًا.
لأنك على دراية بجميع تجارب الإغواء، ستعاني من أزمات ثقة بين أحبائك. بعضنا سيتعرض لإيذاء جنسي، وآخرون سيعانون من الإرهاق الناتج عن محاولة الحفاظ على قلوبهم طاهرة نقية. ستعاني من سوء الفهم والاستهزاء لمحاولتك البقاء داخل أُطر الله من ثقافة تسخر من فكرة الحدود الجنسية. أقر بولس إننا سنعاني، وإذا كان على صواب (وهو كذلك)، فهذه المعاناة تتضمن المعاناة في حياتنا الجنسية.
٤- العلاقة الجنسية لا يمكنها إشباع قلبك:
تتسم العلاقة الجنسية بأعلى مقدار من المتعة، لكن لا يمكنها إشباع قلبك. ملامسة شخص آخر تحفز جسدك وقلبك، لكن يستحيل أن تتركك متشبعًا وراضيًا. تربطك العلاقة الجنسية مع شخص آخر بطرق قوية ومثيرة، لكنها تفتقر إلى أدنى قدرة على جعلك إنسانًا أفضل.
سواء تعلم هذا أم لا، يعيش كل إنسان باحثُا عن مخلص. يندفع جميعنا بمبحث الهوية والسلام الداخلي والمعنى والهدف. فجميعنا نبحث عن العلاقة الجنسية في مكان آخر. وهنا بيت القصيد: التطلع إلى الخليقة للحصول على ما يمنحه الخالق وحده لك ينتج عنه دائمًا تَعوُّدٌ من نوع ما. فالأمر الذي تأمل أن يسدد رغباتك يدفعك لخدمته. ما بدا كأنه حرية انتهي بعبودية. فالأمر في حد ذاته ليس المشكلة؛ بل ما ترجوه منه هو المشكلة.
٥- الله في مركز حياتك الجنسية:
لا تبدأ مشكلتنا مع الجنس بالشهوة أو سوء الاختيارات أو سوء السلوك الجنسي. تبدأ مشكلتنا مع الجنس حين ننسى أن الله لا بد أن يكون في مركز هذا الجزء من حياتنا مثل أي آمر آخر لا بد أن يكون في مركزه. حين لا تملك أي دافع أقوى من اشباعك جنسيًا، فأنت في مشكلة جنسية بكل تأكيد، حتى وإن لم تدرك ذلك بعد. إلى أي مدى تحبذ وضع نفسك في مركز حياتك الجنسية؟
سواء كنت مدركًا لذلك أم لا، يكمن في بؤرة مركز حياتك الجنسية إله ذو قدرة ومجد ونعمة مذهلة. دائمًا ما يبدأ وضع العلاقة الجنسية في مكانها السليم داخل قلبك وحياتك بإدراك أن الله في مركزهما.
٦- العلاقة الجنسية علاقة روحية في جوهرها:
العلاقة الجنسية ليست بالأمر اللا ديني. بل أمر روحي في جوهرها. علاقتك بحياتك الجنسية وحياة الآخرين الجنسية دائمًا ما تكشف قلبك. حياتك الجنسية دائمًا ما تعد تعبيرًا عما حقًا تعبده. العلاقة الجنسية أمر إيماني. في العلاقة الجنسية إما أن تخضع طواعية وبوعي لله، أو تنصب نفسك إلهًا. بكلمات أخرى، لم تكن العلاقة الجنسية مجرد علاقة أفقية قط. دائمًا ما تربطك العلاقة الجنسية بالله خالق جسدك، ومانحك عينين لتنظر وقلبًا لتشتاق، ويخبرك كيف تقود وتتحكم في الجانب هذا من كيانك.
٧- الخطية الجنسية تبدأ من قلبك:
إليكم أين تقودنا كلمات المسيح: صراعنا مع الخطية الجنسية ليس في المقام الأول صراعًا مع البيئة التي نحيا فيها أو مع من حولنا من بشر. يكشف صراعنا مع الخطية الجنسية حالة عوز قلوبنا وظلمتها. ذواتنا هي أكبر مشكلاتنا.
حين يتعلق الأمر بالخطية الجنسية، تكمن أعظم مخاطرها على أي إنسان وفي أي مكان داخل الإنسان ذاته وليس خارجه. فالانعزال أو الانتقال وإنهاء العلاقات أو التحكم في السلوك لا ينفعون أبدًا لأنهم لا يستهدفون حيث تقبع المشكلة — في القلب.
٨- المتعة في تمجيد الله:
تمثل القصد المُبدع لله في تمجيد ذاته عبر الملذات التي خلقها. فكل متعة خُلقت وصممت في كمال لتعكس وتُشير إلى المجد العظيم لخالقها. فقد صُممت الملذات لتجلب المُتعة، لكن أيضًا من أجل قصد روحي أعمق.
صُممت لتذكرك به؛ ولتُذهلك لا لوجودها فحسب، بل بحكمة خالقها وقدرته ومجده. خلقت في الأرض لتكون إحدى وسائل الله لجذب انتباهك وأسر قلبك. فالغرض من متعة العلاقة الجنسية تذكيري بمجد اتحادي الوثيق بالمسيح، المجد الذي لا يتحقق سوى بالنعمة.
٩- المتعة الجنسية ليست بديلًا عن نعمة الله:
يحق الفرح بإحسان الله بعطيته لك مُتعًا طيبة لتستمع بها، ولا ينبغي أن تشعر بالذنب بهذا، طالما تستمتع بها داخل حدوده ولمجده. من الرائع التمتع بلذة الطعام أو الجمال الآخاذ لقطعة فنية أو العلاقة الحميمية أو لمقطوعة موسيقية مثيرة. لكن وأنت تفرح بالمتعة، لا تنسى أن تفرح بالنعمة.
تمتلك نعمة الله المقدرة على حمايتك من طلب مُتع لا ينبغي سؤالها. تسلحك نعمة الله بالمقدرة على رفض نداء اللذة المغوية حين يتحتم الرفض. كما تمنحك غفرانًا حين تخفق وتخطئ. وتقودك نعمة الله أيضًا إلى محضر الوحيد الذي يستطيع منحك الشبع والفرح الأبديين اللذين يسعى خلفهما قلبك. لذا وأنت تفرح بالمتعة الجسدية لهذا العالم المخلوق، افرح أيضًا بمتع الفداء الأبدية.
١٠- القصد من الجنس توجيهنا إلى الله ذاته:
بما أن الله هو خالقكما، أنت والجنس، فيستحيل فهم العلاقة الجنسية على نحو سليم وممارستها صحيًا إذا كنت تتجاهل فعليًا الله ووجوده. فبالخلق أنت بشخصك وحياتك الجنسية ملكًا له.
فالعلاقة الجنسية التي تتخذ في حسبانها وجود الله، تصير عمل عبادة جميل وحميمي وعلائقي، أي القصد الذي وجدت له. ووسط جميع ملذاتها الجسدية، لا تنسى الله. بل تدرك العلاقة الجنسية أن كل الأشياء التي تُبهج وتُسِر داخلها تعود له. علاقة تخضع لسلطانه وتفرح بعنايته وسط أقوى الروابط الإنسانية حميمية.
تم ترجمة هذه المقالة بعد الحصول على الإذن من مؤسسة (Crossway).