رومية ٥: ٢٠–٦: ٤
٢٠وَأَمَّا النَّامُوسُ فَدَخَلَ لِكَيْ تَكْثُرَ الْخَطِيَّةُ. وَلكِنْ حَيْثُ كَثُرَتِ الْخَطِيَّةُ ازْدَادَتِ النِّعْمَةُ جِدًّا. ٢١حَتَّى كَمَا مَلَكَتِ الْخَطِيَّةُ فِي الْمَوْتِ، هكَذَا تَمْلِكُ النِّعْمَةُ بِالْبِرِّ، لِلْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ، بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ رَبِّنَا.
١فَمَاذَا نَقُولُ؟ أَنَبْقَى فِي الْخَطِيَّةِ لِكَيْ تَكْثُرَ النِّعْمَةُ؟ ٢حَاشَا! نَحْنُ الَّذِينَ مُتْنَا عَنِ الْخَطِيَّةِ، كَيْفَ نَعِيشُ بَعْدُ فِيهَا؟ ٣أَمْ تَجْهَلُونَ أَنَّنَا كُلَّ مَنِ اعْتَمَدَ لِيَسُوعَ الْمَسِيحِ اعْتَمَدْنَا لِمَوْتِهِ، ٤فَدُفِنَّا مَعَهُ بِالْمَعْمُودِيَّةِ لِلْمَوْتِ، حَتَّى كَمَا أُقِيمَ الْمَسِيحُ مِنَ الأَمْوَاتِ، بِمَجْدِ الآبِ، هكَذَا نَسْلُكُ نَحْنُ أَيْضًا فِي جِدَّةِ الْحَيَاةِ؟
رسالة اليوم هي الأخيرة في هذه السلسلة القصيرة عن المعموديّة. أعرف أن هناك الكثير يمكن قوله. وأنا أعتذر إن كنت قد تركت بعض أسئلتك دون إجابة. ولكن سيكون لدينا المزيد من الفرص في أماكن مختلفة لمناقشة هذه الأمور.
تذكر أن أحد الدوافع الرئيسية لدينا لطرح هذه السلسلة هنا هو أننا نؤمن أن العهد الجديد يدعو الناس للمجيء إلى المسيح علانية وبشجاعة. نريد أن نرى أشخاصا مؤمنين يصلوا إلى مرحلة الشهادة العامة، ونريد أن نرى أشخاصا يصبحوا مؤمنين من خلال شهادتكم ومن خلال خدمة الكلمة.
لماذا عيّن المسيح فعل المعموديّة؟
أحيانا قد نتساءل لماذا عين المسيح فعل المعموديّة. لماذا يوجد شيء كالمعموديّة؟ إن كان الخلاص بالنعمة من خلال الإيمان، لماذا أُسِّسَ هذا الطقس إلالزامي أو هذا الرمز لاعلان الإيمان؟ هذا السؤال لا يجيب عليه الكتاب المقدس. لكن التجربة تعلمنا بعض الأشياء المثيرة للاهتمام.
على سبيل المثال، قبل فترة جاءت إلى مرسلة سابقة للفلبين، وأعربت عن تقديرها لهذه السلسلة من الدراسات ثم قالت لماذا في الفلبين، حيث هناك قدرا كبيرا من الكاثوليكيّة الاسميّة، يتم التسامح مع المتحولين ونادرا ما يلاحظهم عائلاتهم – إلى أن يأتوا لكي يتعمدوا. عندها تتحقق النبوات الكتابيّة للعداء والانفصال. هناك شيئا حول هذا الطقس المتعلق بإيمان جديد يوجد في الإنسان يوضح أين يقف الشخص وماذا يفعل. وبعبارة أخرى، الوضع في العديد من الثقافات اليوم يشبه إلى حد كبير الوضع مع يوحنا المعمدان. حيث جاء يكرز بمعمودية التوبة، وأولئك الذين كانوا يظنون أنه بالفعل لديهم كل ما يحتاجون إليه كانوا في كثير من الأحيان يغضبون. نحن ببساطة لا نعرف كل أسباب حكمة الله واسبابه لوصف المعمودية كوسيلة معيارية للتعبير عن الإيمان في المسيح والاتحاد به وبشعبه. يمكننا أن نفكر في أسباب عديدة وراء كونها أمر جيد، لكن لا يمكننا على الارجح أن نأتي بالقرب من التفكير في كل الآثار الجيدة التي يقصدها الله. في نهاية المطاف إنها عمل من الثقة في أبينا أنه يعرف ما يقوم به، ونحن سعداء أن نطيع وصيته.
تغطيس أم رش؟
ولكن اليوم سوف أحاول أن أبين من رومية ٥: ٢٠-٦: ٤ أكثر قليلا عن معنى عمل المعموديّة. وهذا أيضا سيجاوب على السؤال لدى البعض منكم بشأن طريقة التعميد – أي، التغطيس بدلا من الرش. في الواقع، اسمحوا لي أن أبدأ بكلمة عامة حول طريقة التغطيس بدلا من الرش. هناك على الأقل ثلاثة أنواع من الأدلة للاعتقاد بأن معنى العهد الجديد للمعمودية وممارستها كان بالتغطيس. ١) معنى الكلمة في اللغة اليونانيّة baptizo هو أساسا “تغطيس” أو “غمر”، وليس رش. ٢) أوصاف المعموديات في العهد الجديد تشير إلى أن الأشخاص نزلوا في الماء ليغطسوا بدلا من إحضار الماء لهم في وعاء لسكبه أو رشه (متى ٣: ٦، “فِي الأُرْدُنِّ؛” ٣: ١٦، “صَعِدَ لِلْوَقْتِ مِنَ مَاءِ”؛ يوحنا ٣: ٢٣، “كَانَ هُنَاكَ مِيَاهٌ كَثِيرَةٌ،؛” أعمال ٨: ٣٨ “فَنَزَلاَ كِلاَهُمَا إِلَى الْمَاءِ”). ٣) التغطيس يتناسب رمزيا اليالدفن مع المسيح (رومية ٦: ١-٤؛ كولوسي ٢: ١٢).
اكتفي بهذا القدر من الادلة، ولكن اسمحوا لي أن أقول كلمة واحدة حول حقيقة أن كنيستنا وطائفتنا تجعل المعموديّة بالتغطيس جزءً محددا للعضوية في جماعة العهد المحليّة (وليس في جسد المسيح العالمي). نحن لا نؤمن أن طريقة التعميد هي فعل أساسي للخلاص. لذلك نحن لا نشكك في الموقف المسيحي للشخص فقط على أساس طريقة التعميد. قد يتساءل المرء بعد ذلك: ألا يجب إذن أن تضم للعضوية أولئك الذين وُلودا ثانية حقا ولكن الذين تم معموديتهم بالرش كمؤمنين؟ هناك طريقتان لتقرير لماذا لا نفعل ذلك.
١) هل يمكن تسمية طريقة بصنع الإنسان للمعموديّة “معموديّة”، إن كنا نؤمن على أساس ادلة جيدة أن ذلك ينحرف عن النموذج الذي جاء به المسيح؟ ألا يخاطر ذلك بالتقليل من الدلالة التي وضعها المسيح نفسه في الفريضة؟
٢) المجتمعات المسيحية المحليّة، التي تُدعى كنائس، تؤسس حول قناعات كتابية مشتركة، بعضها جوهري للخلاص، وبعضها غير جوهري. نحن لا نحدد حياتنا العهدية معا فقط من خلال مجموعة من المعتقدات الضيقة حيث يجب للفرد أن يمتلكها ليخلص. بل بالحري نؤمن أن أهمية الحق وسلطان الكتاب المقدس يتم اكرامهم بشكل أفضل عندما تحدد مجتمعات الإيمان المسيحي أنفسها من خلال مجموعة من القناعات الكتابية والوقوف إلى جانبها، بدلا من إعادة تعريف معنى العضويّة في كل مرة يتم فيها التشكيك في إحدى قناعاتهم. عندما تستطيع المجتمعات المسيحيّة المختلفة أن تقوم بذلك بينما يعبرون عن المحبة والمودة الأخوية للمؤمنين الآخرين، فإن كلا من الحق والمحبة يتم خدمتم بشكل جيد. على سبيل المثال، حقيقة أن العديد من المتحدثين الذين ندعوهم إلى مؤتمر كنيسة بيت لحم للرعاة ليسوا أعضاءً في هذه الكنيسة تقول أننا نأخذ على محمل الجد المحبة والوحدة ونأخذ الحق على محمل الجد.
وأية غير ضروريات تدرج من جيل إلى جيل في تعريف المجتمعات المختلفة يعتمد بشكل كبير على اختلاف الظروف وتباين التقييم بشأن أية حقائق يجب التأكيد عليها.
ما تمثله المعموديّة:
بهذه الخلفية دعونا ننظر إلى رومية ٥: ٢٠-٦: ٤ لمعرفة ما تمثله المعموديّة، وفقط بشكل ثانوي ما يعني ذلك بشأن طريقة التعميد. هدفي هنا هو مساعدتك على معرفة الحقيقة المجيدة التي تشير إليها المعموديّة، لكي تسيطر عليك الحقيقة بشكل أساسي، وبشكل ثانوي، ينهض جمال وأهمية الفعل في ذهنك وقلبك. نقرأ في رومية ٥: ٢٠-٦: ٤:
٢٠وَأَمَّا النَّامُوسُ فَدَخَلَ لِكَيْ تَكْثُرَ الْخَطِيَّةُ. وَلكِنْ حَيْثُ كَثُرَتِ الْخَطِيَّةُ ازْدَادَتِ النِّعْمَةُ جِدًّا. ٢١حَتَّى كَمَا مَلَكَتِ الْخَطِيَّةُ فِي الْمَوْتِ، هكَذَا تَمْلِكُ النِّعْمَةُ بِالْبِرِّ، لِلْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ، بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ رَبِّنَا.
١فَمَاذَا نَقُولُ؟ أَنَبْقَى فِي الْخَطِيَّةِ لِكَيْ تَكْثُرَ النِّعْمَةُ؟ ٢حَاشَا! نَحْنُ الَّذِينَ مُتْنَا عَنِ الْخَطِيَّةِ، كَيْفَ نَعِيشُ بَعْدُ فِيهَا؟ ٣أَمْ تَجْهَلُونَ أَنَّنَا كُلَّ مَنِ اعْتَمَدَ لِيَسُوعَ الْمَسِيحِ اعْتَمَدْنَا لِمَوْتِهِ، ٤فَدُفِنَّا مَعَهُ بِالْمَعْمُودِيَّةِ لِلْمَوْتِ، حَتَّى كَمَا أُقِيمَ الْمَسِيحُ مِنَ الأَمْوَاتِ، بِمَجْدِ الآبِ، هكَذَا نَسْلُكُ نَحْنُ أَيْضًا فِي جِدَّةِ الْحَيَاةِ؟
من أحد الأمور العظيمة لهذا النص هو أنه يبين أنه إن فهمت ما تمثله المعمودية، ستفهم حقيقة ما حدث لك عندما أصبحت مسيحيا. كثير منا جاء إلى الإيمان وتعمّد في مرحلة ما عندما لم نكن نعرف الكثير جدا. هذا أمر جيد. ومن المتوقع أن تحدث المعمودية في وقت مبكر من الحياة المسيحية حيث لا تعرف الكثير جدا. بالتالي فمن المتوقع أيضا أن تتعلم في وقت لاحق أكثر وأكثر عما تعنيه.
لا تظن اوتقول في نفسك ” لا بد لي أن أعود مرة أخرى واتعمّد، فأنا لم أكن أعلم أن لها كل هذا المعنى” فهذا يعني أنك ستعيد المعمودية مع كل مادة جديدة تدرسها في اللاهوت الكتابي. بدلا من ذلك، افرح أنك تعبر عن إيمانك البسيط في طاعة للمسيح، والآن تتعلم المزيد والمزيد عما يعنيه كل الأمر. هذا ما يفعله بولس هنا: فهو يأمل أن قراءه يعرفون ما تعنيه معموديتهم، لكنه يتقدم ويعلمهم على أي حال، في حالة أنهم لا يعرفون أو قد نسوا. تعلم من هذه الآيات ما صورته معموديتك في نظر الله، وما حدث لك حقا عندما اصبحت مسيحيا.
سوف اتعامل مع اثنين فقط من الأشياء التي تمثلها المعمودية، وفقا لهذه الآيات.
تصور المعمودية هي موتنا في موت المسيح:
الآيات ٣ – ٤أ: “أَمْ تَجْهَلُونَ أَنَّنَا كُلَّ مَنِ اعْتَمَدَ لِيَسُوعَ الْمَسِيحِ اعْتَمَدْنَا لِمَوْتِهِ، فَدُفِنَّا مَعَهُ بِالْمَعْمُودِيَّةِ لِلْمَوْتِ”، وهنا حقيقة عظيمة عنا نحن المسيحيين. نحن قد متنا. عندما مات المسيح مات موتنا. وهذا يعني أمرين على الأقل. ١) أولا هو أننا لسنا نفس الأشخاص كما كنا ذات مرة من قبل؛ فإنساننا العتيق قد مات. نحن لسنا كما كنا. ٢) ثانيا هو أن موتنا المادي في المستقبل لن يكون لها نفس المعنى بالنسبة لنا الذي سيكونه لو أن المسيح لم يمت موتنا. بما أننا متنا مع المسيح، وهو مات موتنا لأجلنا، فموتنا لن يكون شيئا فظيعا كما كان يمكن أن يكون. “أَيْنَ شَوْكَتُكَ يَا مَوْتُ؟ أَيْنَ غَلَبَتُكِ يَا هَاوِيَةُ؟” (١ كورنثوس ١٥: ٥٥). الجواب هو أن شوكة وغلبة الموت قد احتواهم المسيح. تذكر أنه شرب الكأس.
لاحظ تكرار حرف الجر “لِ” في الآيات ٣ و٤. اعْتَمَدَ “لِيَسُوعَ الْمَسِيحِ”، واعْتَمَدْنَا “لِمَوْتِهِ” (الآية ٣)، وبِالْمَعْمُودِيَّةِ “لِلْمَوْتِ” (الآية ٤أ). ما يقوله هذا هو أن المعمودية تصور اتحادنا بالمسيح، وهذا يعني، أننا متحدون روحيا به لذا يصبح موته موتنا وحياته ستصبح حياتنا. كيف نختبر هذا؟ كيف يمكنك أن تعرف إن كان هذا قد حدث لك؟ الجواب هو أن ذلك يتم اختباره بالإيمان. يمكنك سماع ذلك في الآيات الموازية. تجعل غلاطية ٢: ٢٠ الارتباط بالإيمان: “مَعَ الْمَسِيحِ صُلِبْتُ، فَأَحْيَا لاَ أَنَا، بَلِ الْمَسِيحُ يَحْيَا فِيَّ. فَمَا أَحْيَاهُ الآنَ فِي الْجَسَدِ، فَإِنَّمَا أَحْيَاهُ فِي الإِيمَانِ، إِيمَانِ ابْنِ اللهِ…” وبعبارة أخرى، الـ “أنا” الذي مات هو العتيق في عدم الإيمان، الـ “أنا” المتمرد والـ “أنا” الذي جاء إلى الحياة هو “أنا” الإيمان – “فَمَا أَحْيَاهُ الآنَ فِي الْجَسَدِ، فَإِنَّمَا أَحْيَاهُ فِي الإِيمَانِ، إِيمَانِ ابْنِ اللهِ”. وأساس هذا كله هو الاتحاد بالمسيح – “الْمَسِيحُ يَحْيَا فِيَّ.” وأنا أحيا فيه – في اتحاد روحي معه. موته هو موتي وحياته تستعلن في حياتي.
ومثال آخر على ذلك هو في كولوسي ٢: ٦ – ٧أ: “فَكَمَا قَبِلْتُمُ الْمَسِيحَ يَسُوعَ الرَّبَّ اسْلُكُوا فِيهِ، مُتَأَصِّلِينَ وَمَبْنِيِّينَ فِيهِ، وَمُوَطَّدِينَ فِي الإِيمَانِ.” هنا مرة أخرى يمكنك أن ترى أن الإيمان بالمسيح هو طريقة اختبارك للاتحاد بالمسيح. تقبله ربا ومخلصا وفي هذا الإيمان تتحد به وتسلك “فِيهِ” وتُبنى “فِيهِ”.
لذلك عندما تقول رومية ٦: ٣ – ٤أ أننا اعتمدنا للمسيح ولموته، أعتبر ذلك أن المعموديّة تعني تصور الإيمان الذي فيه نختبر الاتحاد بالمسيح. لهذا لماذا صمم الله طريقة التعميد لتصور عملية الدفن. إنها تمثل الموت الذي نختبره عندما نتحد بالمسيح. لهذا السبب نحن يتم تغطيسنا: إنه دفن رمزي.
إعلم أيها المؤمن، أنك قد مت. فقد صُلب الـ “أنا” المتمرد، عديم الإيمان، مع المسيح. هذا هو المقصود من معموديك وما تعنيه.
تمثل المعمودية جدة الحياة في المسيح:
الآية ٤: “فَدُفِنَّا مَعَهُ بِالْمَعْمُودِيَّةِ لِلْمَوْتِ، حَتَّى كَمَا أُقِيمَ الْمَسِيحُ مِنَ الأَمْوَاتِ، بِمَجْدِ الآبِ، هكَذَا نَسْلُكُ نَحْنُ أَيْضًا فِي جِدَّةِ الْحَيَاةِ؟” لا أحد يظل تحت الماء من المعمودية. بل نصعد من الماء. وبعد الموت تأتي حياة جديدة. مات الـ “أنا” العتيق من عدم الإيمان والتمرد عندما تم اتحادي بالمسيح من خلال الإيمان. ولكن لحظة موت الـ “أنا” العتيق، الله يعطينا “أناً” جديدة للحياة – كما لو أن شخصا روحيا جديدا قام من بين الأموات.
التفسير الأكثر أهمية لهذه الحقيقة هي كولوسي ٢: ١٢. يقول بولس “مَدْفُونِينَ مَعَهُ فِي الْمَعْمُودِيَّةِ، الَّتِي فِيهَا أُقِمْتُمْ أَيْضًا مَعَهُ بِإِيمَانِ عَمَلِ اللهِ، الَّذِي أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ.” لاحظ: نحن أُقيمنا مع المسيح تماما مثلما تقول رومية ٦: ٤ أننا نسلك في جدة الحياة. وهناك عمل الله الذي أقامه من بين الأموات تماما مثلما تقول رومية ٦: ٤ إنه أقام المسيح بمجد الآب. وهذا يحدث من خلال الإيمان بعمل الله الذي أقام المسيح من بين الأموات.
لذلك كولوسي ٢: ١٢ صراحةً ما تتركه رومية ٦: ٤ ضمنيا – أن المعمودية تعبر عن إيماننا في عمل الله لإقامة المسيح من بين الأموات. نحن نؤمن بأن المسيح قام حيا من القبر ويملك اليوم في عن يمين الآب في السماء وسيأتي مرة أخرى من هناك بقوة ومجد. وهذا الإيمان في عمل الله – أو مجد الله كما يسميه بولس – هو: كيفية أن يكون لنا نصيب في جدة الحياة التي للمسيح في ذاته.
في الواقع، جدة الحياة هي حياة الإيمان في مجد وعمل الله. “مَعَ الْمَسِيحِ صُلِبْتُ، فَأَحْيَا لاَ أَنَا… فَمَا أَحْيَاهُ الآنَ فِي الْجَسَدِ، فَإِنَّمَا أَحْيَاهُ فِي الإِيمَانِ، إِيمَانِ ابْنِ اللهِ.” جدة الحياة هي حياة الثقة يوما بعد يوم في عمل الله – مجد الله.
تمثل المعمودية ما حدث لنا عندما أصبحنا مسيحيين:
لذلك دعونا نلخص ونأتي إلى الاستنتاج. تمثل المعمودية ما حدث لنا عندما أصبحنا مسيحيين. هذا ما حدث لنا: لقد اتحدنا بالمسيح. موته أصبح موتنا. فقد متنا معه. وفي نفس اللحظة، أصبحت حياته حياتنا. نحن نستعلن الآن في حياتنا حياة المسيح فينا. وكل هذا يتم اختباره من خلال الإيمان.
هذا هو المقصود أن يكون المرء مسيحيا – أن يحيا في واقع ما تصوره المعمودية: ننظر يوما بعد يوم لله بعيدا عن أنفسنا ونقول: “بسبب المسيح، ابنك، أنا آتي إليك. ففيه، أنا ملك لك. وأنا معك في بيتك يالله. فهو رجائي الوحيد لقبولي عندك. أنا أتلقى هذا القبول مجددا كل يوم. يستند رجائي على موته لأجلي وموتي فيه. حياتي فيه هي حياة الإيمان فيك، أيها الآب. وبسببه أنا على ثقة من عملك في، ولأجلي. وبنفس القوة والمجد الذين استخدمتهما لإقامته من بين الأموات ستستخدمهما لمساعدتي. وفي وعد النعمة للمستقبل هذا أنا أؤمن، وفي هذا أرتجي. وهذا ما يجعل حياتي جديدة. أيها المسيح، كم أفتخر فيما تمثله معموديتي! شكرا لأنك مت موتي لأجلي واعطيتَ لي حياة جديدة. آمين”.