العبادة في كنيسة يسوع المسيح ظاهرة اتسمت على الدوام بتنوّع هائل عبر الثقافات وعبر العالم اليوم. ويبدو أن العهد الجديد يسمح بهذا التنوُّع، وهو يعطينا معلومات قليلة لكنها ثمينة من حيث الخطوط الإرشادية المعيّنة لممارسة العبادة في الكنيسة – ولا يقدّم أمثلة كثيرة حول ممارستها. والتطبيق هنا هو أن الله يسمح لشعبه بحرية كبيرة في تطبيق حكمة متصفة بالتقوى في اختيار وتعديل أشكال للعبادة ملائمة لعصر معين ومكان معين وشعب معيّن. وهكذا نجد أن الله يُعبد بلغات وأشكال وأساليب وطقوس وأزياء وموسيقى مختلفة.
ومن اللائق، مع كل هذا التنوُّع، أن نسأل عمّا هو غير قابل للتغيُّر وغير قابل للتفاوض من بين خيارات العبادة الواسعة. فما هي القواسم المشتركة التي تصبح العبادة من دونها أدنى من المستوى المطلوب، إن لم تكن أدنى من المستوى المسيحي؟ ما هي الثوابت التي ترتبط وتوحّد العابدين الحقيقيين من كل عصر ومكان؟
لا شك أن هنالك حدوداً عقيدية معيّنة، وأسساً محدودة من الإيمان تحدد الذين هم حقاً في الإيمان وهم لهذا قادرون على أن يعبدوا “بالحق” كما أمر يسوع المسيح (يوحنّا ٤: ٢٣-٢٤). غير أنه بالإضافة إلى ضرورة وجود قاعدة مشتركة من العقائد، توجد بعض العناصر الحيوية الأخرى التي أعطاها لنا الله لكي يضمن الاستمرار والنقاوة في العبادة التي يولّدها ويشجّعها ويسرَّ بها والتي تقوم بها جماعة المؤمنين به. هذه هي الأمور التي يجب علينا أن نبحث عنها أينما توجّهنا في العالم، بغضّ النظر عن السياق الجغرافي أو العرقي أو الاقتصادي أو الثقافي. هذه أمور يجب أن نشجّعها بقوة في كنائسنا وفي حالات زراعة الكنائس.
١- دور كلمة الله في العبادة:
لا يجتمع شعب الله لكي يتبادلوا آراءهم الخاصّة حول هوية الله وصفاته. لكن العبادة هي استجابتنا لما أعلنه الله عن نفسه في الكتاب المقدس. نحن نجتمع تحت سلطة الكلمة، وبدعوة من الكلمة، وبإرشاد وهداية من الكلمة. نحن نجتمع لكي نتعلّم من الكلمة ونتجاوب معها.
يتوجب أن تخترق كلمة الله كل ما نفعله في اجتماعات العبادة – ولا بد أن ينطبق هذا على وعظ الكلمة، لكن يجب أن تكون هنالك أيضاً قراءة جمهورية للكلمة، ورفع صلوات معتمدة على الكلمة، والتأمل في الكلمة، وترنيم الكلمة (من خلال نصوص كتابية ومن خلال نصوص تمثّل الحق الكتابي تمثيلاً أميناً في نفس الوقت). ويجب أن يتجاوب شعب الله معه كما هو فعلاً – لكي يتلقّى المجد الذي يستحقّه. ويعني هذا أن كلمة الله يجب أن تأخذ مكاناً مركزياً من الكرامة والاستخدام في اجتماعات خدمتنا، ويجب أن تشكّل أساس كل اجتماعاتنا وتحمي وترشد وتهدي هذه الاجتماعات. فإذا أردنا أن نعبد “بالحق” (كما سبق أن ذكرنا)، يتوجب علينا أن نعبد حسب الكلمة.
وكما قال جون ستوت:
فما الذي يعنيه إذاً أن نعبد الله؟ يعني أن نفتخر باسمه القدوس (مزمور ١٠٥: ٣)، أي أن نتلذّذ مبتهجين مسبيّين بهوية الله في طبيعته الأخلاقية المعلنة. لكن قبل أن نبتهج باسم الله، يتوجب علينا أن نعرف هذا الاسم. ومن هنا تأتي ملاءمة قراءة كلمة الله والوعظ بها في العبادة الجمهورية، وملاءمة التأمُّل الكتابي في خلوة العبادة الشخصية. ليست هذه الأمور تطفُّلاً على العبادة، بل إنها تشكّل الأساس الضروري لها. ويتوجب أن يتحدث الله إلينا قبل أن تكون لدينا أية حرية في التحدُّث إليه. يجب أن يعلن لنا هويته قبل أن يكون بمقدورنا أن نقدّم له أنفسنا أو هويتنا في عبادة مقبولة. وعبادة الله هي دائما ً في استجابة لكلمة الله. وتوجه كلمة الله بشكل رائع عبادتنا وتثريها.[1]
ومهما كان موقعنا، فإنه يتوجب علينا أن نتبرّأ من الظاهرة السائدة في اجتماعات العبادة في أمريكا الشمالية التي تبدأ بمجموعة من الترانيم الدينية المرتبة ترتيباً عشوائياً، بأول كلمة تُسمع من الكتاب المقدس (في أحسن الأحوال) عندما ينهض الواعظ. وبصفتنا إنجيليين نوقّر كلمة الله، يتوجب علينا أن نعمل على أن يكون لها مكان أكثر بروزاً في اجتماعات عبادتنا. يجب أن تتغلغل كلمة الله في عبادتنا لأنها تعلّمنا عن مجد الله.
٢- دور الروح القدس في العبادة:
الروح القدس مسؤول عن حدوث العبادة الحقيقة. فهو الذي يعمل في قلوبنا لكي يبيّن لنا حاجتنا إلى المسيح (يوحنا ١٦: ٨). وهو الذي يقنع قلوبنا بأن الله بديع إلى حد تختفي معه كل مقارنة، ومستحق لعبادتنا. وهو الذي يشغل كلاً من العقل والقلب بحيث تكون العبادة تعبيراً عن كليهما. ويقوم أيضاً بإحياء أرواحنا بحيث تكون عبادتنا مخْلّصة (“العبادة بالروح” – يوحنا ٤: ٢٤) وبصفته روح الحق (يوحنا ١٤: ١٧) فإنه ينير الحق الإلهي لنا (١ كورنثوس ٢: ١٤)، لكي نعرفه ونتجاوب معه كما هو فعلاً (“العبادة بالحق” – يوحنا ٤: ٢٣، ٢٦).
تقول لنا رومية ٨: ٢٦ إننا لا نعرف كيف نصلّي كما ينبغي، لكن الروح القدس يتشفع فينا بنعمة الله. وفي واقع الأمر، نحن لا نعرف كيف نعبد أيضاً! لكن الروح القدس يتدخل هنا أيضاً، ويذكّرنا بأهمّية العبادة ويساعدنا فيها.
٣- دور الرعيّة في العبادة:
بغضّ النظر عن نوع التخطيط والإعداد والتدريب المتضمن في خدمة العبادة، ومهما كان نوع القيادة والتقليد والطقوس الكنسية التي يصدف وجودها، فإن هذا كله لا ينتج عبادة جماعية حقيقية – فمشاركة الرعية هي ما يجعل العبادة جماعية.
تعلّمنا رومية ١٢: ١ أن علينا أن نقدّم أجسادنا – أي حياتنا بأكملها – ذبيحة حية مقدسة مرْضيّة (مقبولة) عند الله، (التي هي خدمة) عبادتكم العقلية (الروحيّة). ولكي يحقق اجتماع كنيسة إمكاناته الكامنة كخدمة عبادة جماعية، يتوجب أن يأتي إليه شعب الله بعد أسبوع من السير مع الله وعبادته، بقلوب ممتلئة يمكن أن تفيض عندئذ في تعبير مشترك من التمجيد والتسبيح. (صحيح أن الله قادر على أن يخدم في نعمته أولئك الذين يأتون إلى العبادة جافين وناشفين روحياً، وهو يفعل ذلك، لكن ذلك لا يجب أن يكون القاعدة وإنما الاستثناء). يتوجب علينا أن نعلِّم شعبنا أن العبادة هي أسلوب حياة، طريقة حياة، لا حدث يتم في يوم الأحد فقط. ح
لا تحدث العبادة الجماعية حسب تعريفها، إلاّ عندما يكون الشعب متداخلاً حقاً في الخدمة. فهذا التعبير عن وحدة الجسد وكهنوت كل المؤمنين ليس أمراً اختيارياً. فنحن مأمورون أن يخدم أحدنا الآخر بمزامير وترانيم وأغانٍ روحية في الاجتماع (أفسس ٥: ١٩، كولوسي ٣: ١٦). تتطلب كلمة الله منا إشراك كل الشعب في العبادة، لا أن نكون مجرد متفرّجين على حدث أو أداء.
ننتقل الآن إلى حقيقة سامية حول العبادة، حقيقة تسمح لنا بأن ندرك وجود وحدة أساسية عبر كل العوائق الزمنية والجغرافية والثقافية التي تميل إلى جعل العبادة تبدو مختلفة في أشكالها الخارجة.
٤- دور يسوع المسيح في العبادة:
ربما كان العنصر الأكثر ثباتاً في كل عبادة حقيقية هو ذاك الذي يحظى بأقل قدر من إدراكه، ألا وهو دور المسيح الحي في قيادة عبادتنا. “ليست العبادة فقط… بسبب أعمال المسيح واستحقاقاته…، لكن… أيضاً من خلال شخص المسيح نفسه”.[2]
لكن أود أن أسأل: كم مرةً أقررنا بالحضور النشط للمسيح، لا في السماء عن يمين الآب فقط، لكن أيضاً في تحقيق وعده: “وَهَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ إِلَى انْقِضَاءِ الدَّهْرِ” (متى ٢٨: ٢٠)؟ وكم مرةً أقررنا بالخدمة التوسُّطية المستمرّة للرب، “الإِنْسَانُ يَسُوعُ الْمَسِيحُ” (١ تيموثاوس ٢: ٥)؟ تعلّمنا الرسالة إلى العبرانيين عن الخدمة الحالية للمسيح، كاهننا الأعلى: كهنوته الدائم (٤: ١٤؛ ٥: ٦؛ ٦: ٢٠؛ ٧: ١٧، ٢١؛ ١٠: ٢١-٢)، ذاك الذي من خلاله نقترب إلى عرش النعمة (٤: ١٦)، ذاك الذي يتعاطف مع ضعفاتنا (٢: ١٨؛ ٤: ١٠) ويتشفع فينا (٧: ٢٥)، ذاك الذي يستمر بصفته الله / الإنسان الفريد في دور الوسيط الوحيد الله والإنسان (٧: ٢٣-٨: ٢).
قدم جيمس تورانس ملاحظة لاذعة بأن معظم العبادة الإنجيلية توحيدية في الممارسة، يقول:
على الأرجح أن النظرة الأوسع شيوعاً وانتشاراً هي أن العبادة شيء نفعله نحن الأشخاص المتدينين بشكل رئيسي في الكنيسة يوم الأحد…. ولا شك أننا نحتاج إلى نعمة الله لمساعدتنا في القيام بذلك…. لكن العبادة (حسب هذه النظرة) هي ما نفعله نحن أمام الله. ويعني هذا في لغتنا اللاهوتية أن الكهنوت الوحيد هو كهنوتنا، والتقدمة أو الذبيحة الوحيدة هي تقدمتنا أو ذبيحتنا، والتشفُّع الوحيد هو تشفُّعنا.
وهذه النظرة في العبادة توحيدية في الممارسة، ولا تتضمّن عقيدة المسيح الوسيط أو الكهنوت الوحيد له، وهي متمحورة على البشر، ولا توجد فيها عقيدة سليمة للروح القدس، وهي في مرّات كثيرة جدّاً غير سرّانية، ويمكن أن تولّد التعب. فنحن نجلس في مقاعدنا نراقب الخادم “يقوم بوظيفته” مشجّعاً إيّانا على أن نقوم “بوظيفتنا” إلى أن نذهب إلى بيوتنا معتقدين أننا قد قمنا بواجبنا لأسبوع آخر! وهذا النوع من العبادة – الذي نقوم به بأنفسنا بمساعدة الخادم – هو ما كان يمكن أن تطلق عليه الكنيسة الأولى عبادة آريوسية أو بيلاجيوسية… وليست ثالوثية.
والنظرة الثانية إلى العبادة هي أنها هبة المشاركة من خلال الروح في تواصُل أو شركة الابن المتجسّد مع الآب. ويعني هذا المشاركة في الاتحاد مع المسيح، في ما عمله من أجلنا مرة واحدة حاسمة نهائية، في تقديم نفسه إلى الآب، في حياته وموته على الصليب… ولا يوجد إلا كاهن واحد حقيقي يمكننا أن نقترب من خلاله إلى الله أبينا. ولا يوجد إلا وسيط واحد بين الله والبشر. ولا توجد إلا ذبيحة واحدة مقبولة حقاً لدى الله، وهي ليست ذبيحتنا. إنها الذبيحة التي بها مرة واحدة حاسمة نهائية كل الذين يأتون إلى الله من خلاله (عبرانيين ٢: ١١١؛ ١٠: ١٠، ١٤).
لا توجد إلا طريقة واحدة نأتي بها إلى الآب، ألا وهي يسوع المسيح من خلال شركة الروح، في شركة القدّيسين، مهما كان الشكل الخارجي الذي تأخذه عبادتنا…. والمسيح الحي موجود في وسطنا، يقود عبادتنا وصلواتنا وتسابيحنا.[3]
نجد في عبرانيين ٢: ١٢ تلخيصاً رائعاً لدور يسوع المسيح في قيادة عبادتنا. وحسب ما يقوله كاتب الوحي، يتحدث المسيح إلى أبيه (بالكلمات النبوية في مزمور ٢٢: ٢٢). ويقول: يا أبي، “أُخْبِرْ بِاسْمِكَ إِخْوَتِي”. ويعني هذا أن الابن الحي الممجّد يتولّى بصفته الكاهن الأعلى والشفيع مهمة كشف الحق عن الله وعظمته وتعليمه لإخوته (انظر عبرانيين ٢: ١١). ويعطي هذا أهمية هائلة لخدمة الوعظ في الكنيسة ولكل الطرق التي يعلن بها حق الكلمة ويعلّم للشعب – لأن الذي يقوم بالتعليم يمثّل المسيح بطريقة حقيقية جداً في خدمة توصيل الحق عن أبيه السماوي إلى شعبه. وخدمة الكلمة هي خدمة المسيح لشعبه.
ويبيّن لنا القسم الثاني من عبرانيين ٢: ١٢ حقيقة على نفس الدرجة من الأهمية: إذ يمضي يسوع ليقول للآب: “فِي وَسَطِ الْكَنِيسَةِ أُسَبِّحُكَ”. عندما نأتي إلى العبادة، يكون يسوع المسيح في وسطنا ويقودنا في ترنيم التسابيح لله.
فيا لها من حقيقة رائعة! فهي ترينا أولاً أن خدمة الموسيقى في الكنيسة ليست مجرّد إضافة جميلة أو تمهيد ممتع، لكنها تعطى أهمية مذهلة من نفس الرب يسوع المسيح الذي تشكّل هذه خدمته فعلاً! وترينا هذه الآية أيضاً أن يسوع المسيح هو قائد عبادتنا. (تصفه عبرانيين ٨: ٢ بصفته “خادماً”، وهو باللغة اليونانية ذلك الذي يقود المؤمنين في العبادة، في المَقْدِس السماوي – كما كان الكهنة في المَقْدِس الأرضي.) ويعني هذا أن قائد العبادة، أو قائد الجوقة، أن ذاك الذي يقود في هذا الجزء من الخدمة يمثّل المسيح أيضاً في خدمته في قيادة تسبيح الإخوة.
وقد لخّص توماس تورانس، وهو أخو جيمس تورانس هذه الحقيقة بشكل رائع:
لا تحيا وتعمل الكنيسة الموجودة على الأرض إلا كما يوجّهها ربّها السماوي، ولا يحدث هذا إلا بطريقة تنعكس فيها خدمته في وسط خدمتها وعبادتها. ولهذا يجب أن تكون عبادة الكنيسة وخدمتها على الأرض من أولها إلى آخرها محكومة بحقيقة أن المسيح يضع نفسه في مكاننا بديلاً عنّا، وبأن بشريتنا وأعمال عبادتنا تزاح لتحل محلَّها بشريته وأعمال عبادته، لكي لا نظهر أمام الله باسمنا نحن، أو بأهميتنا، أو بفضل أعمال اعترافنا، وانسحاقنا، وعبادتنا، وتقديم شكرنا وحمدنا، لكن تظهر فقط باسم المسيح وحده وبفضل ما فعله باسمنا ومن أجلنا ونيابةً عنّا. ويعني التبرير بالمسيح وحده أن المسيح، من بداية عبادتنا لله وفي خدمة الإنجيل حتى نهايتها، يأخذ دوراً مركزياً في أهميته، وأننا لا نقترب إلى الله في العبادة والخدمة إلا من خلال السماح له بأخذ مكاننا. فهو وحده الكاهن. وهو وحده يمثّل البشرية. وهو وحده الذي لديه ذبيحة يمكنه أن يظهر بها أمام الله تكون مقبولة تماماً لديه. وهو لا يقدّم صلواتنا أمام الله، ولا يكون هو تسبيحنا وحمدنا وعبادتنا إلا ونحن نظهر أمام الآب. فنحن لا نحضر شيئاً في أيدينا – لكننا ببساطة نتعلّق بالصليب.[4]
لقد سعِد الله بقبول تنوُّع هائل من تعابير العبادة على مدى القرون حول أنحاء العالم، لا بسبب أي استحقاق متأصل فيها أو تفوُّق تتميز به، وإنما لأن يسوع المسيح (الذي “هُوَ هُوَ أَمْسًا وَالْيَوْمَ وَإِلَى الأَبَدِ” – عبرانيين ١٣: ٨) هو في الوسط يقدّم ذبيحة تسبيح كاملة في وسط شعبه. وعبادتنا مقبولة لأننا نأتي فيه ومن خلاله.
وهكذا عندما نواجه مدى تعابير العبادة الآخذ في الاتساع على الدوام في عالمنا، دعونا نقيّمها وفق مقاييس الله، لا حسب أذواقنا وميولنا ووفق ما نتحيّز له – ودعونا نصر على أن تتبع العبادة في كنائسنا كلمة الله بكل أمانة، وتعطي مكاناً ملائماً لها، بمباركة الروح القدس الذي يعطي القوة، وباشتراك الرعية الكامل، وبإقرار أننا نأتي إلى الآب بقيادة المسيح الذي نلبسه والذي يقودنا في تسبيحنا.
[1] John Stott, The Contemporary Christian, (Downers Grove: InterVarsity, 1992), p. 174.
[2] James P. Torrance, “Christ in Our Place,” in A Passion for Christ, Handsel Press, 1999, p. 43.
[3] James Torrance, Worship and the Triune God of Grace, InterVarsity Press, 1996, p. 20.
[4] Thomas Torrance, Theology in Reconstruction, SCM Press, 1965, p. 167.