يؤيد فكر ما بعد الحداثة سلطة الفرد الفطريّة الداخليّة، ويضعها في تضاد ومناقضة مع ادّعاءات الفكر التنويري العقلاني التي هي في الحقيقة استبداد خارجي، وفي مناقضة أيضًا مع السلطة الدينيّة السابقة لعصر الحداثة. وفي مقابل ذلك، تعزز رسالة الكتاب المقدس سلطان النعمة وليس السيادة الذاتيّة. فإن السلطان ينتمي في المقام الأول لله ولتقديمه لذاته بالنعمة لنا. بكلمات أخرى، إن زيادة الحميميّة التي يتمتّع بها الأفراد في علاقة ما، بالطبيعة، وحتميًا، وفي الوقت ذاته، تتنقص من مستوى استقلالهم.
ويقدم لنا الكتاب المقدس حقيقة سلطان الله، وسلطان كلمته، وسلطان الحق الذي أعلنه، تلك الحقيقة التي لا نزاع عليها. ولهذا، تعد فكرة ملك الله أحد الموضوعات المركزيّة والمفتاحيّة في كل الكتاب المقدس. ويناقش هذا الفصل لاهوتًا، وهويّة، ومجتمعًا قد شكّله هذا الملكوت.
شارك مع أصدقائك