في الجزء الأول من حديثنا عن الخطايا التي يتعين علينا أن نميتها في حياتنا، أستهل مقالي هذا بسؤال أطرحه على كل خادم: “ما هي خطايا الخدمة التي تميتها اليوم؟”
وكما هو الحال، بعد أن أطرح سؤالي، أخصص دائمًا وقتًا للصمت والتأمل، ثم أعقب قائلًا: “لا أريد أن أعرف ما هي تلك الخطايا، فقط أريد أن أعرف أنك تقوم بفعل الإماتة.” غالبًا ما يسمح هذا التعليق باستكمال مجرى الحوار مع الخادم.
أطرح هذا السؤال، لأننا كثيرًا ما نفكر في الخدمة التي يجب علينا القيام بها، ونشغل كثيرًا بالقيام بذلك، لدرجة أننا نتجاهل الأسئلة الحاسمة، “كيف أقوم بهذه الخدمة؟ و”لماذا أقوم بهذه الخدمة؟” ومع ذلك، فإن الأسئلة التي تبدأ بـ “كيف؟” و “لماذا؟” ضروريان ومهمان بالنسبة إلى الله الذي يهمه كيفية القيام بالخدمة، ودوافع الخادم، وغالبًا ما تتضمن الإجابة عليهما كشف لخطايانا أثناء القيام بالخدمة.
فمثلًا، على سبيل المثال، قد أستمر في تتميم برنامج خدمة البناء / الكرازة / النمو / التدريب / الدراسة / جمع الدعم اللازم للخدمة. لكن ربما أفعل ذلك بطريقة تخلو من التقوى (كيفية القيام بالخدمة) ولأسباب لا تمجد الله (دوافع غير نقية).
هناك العديد من الخطايا الشائعة في حقل الخدمة والتي إما قد ارتكبتها جميعًا – أو كثيرًا ما اعتدت أن أرتكبها!
- الكسل وتجنب المهام أو الأشخاص أو المواقف الصعبة.
- الانشغال غير الفعال.
- القيام بالكثير من الإدارة أو القليل منها.
- الاندفاع.
- التنافسية.
- غياب الرؤية.
- عدم تفويض الإدارة الجزئية للآخرين.
- استخدام الأشخاص لتحقيق أغراضي.
- عدم قضاء الوقت الكافي للتحضير للخدمة.
- عدم كفاية الوقت للتفكير والتخطيط بحكمة للخدمة طويلة المدى.
- تجنب المقاطع والقضايا الصعبة في الكتاب المقدس.
- أفكار غير واقعية ، تخطيط غير عملي.
- الفشل في التواصل الفعال مع الآخرين وتعليمهم.
- تجاهل النصائح الجيدة أو التوبيخ من الآخرين.
- اختيار الخيار السهل في استمرار نفس أنماط الخدمة.
- تجاهل من هم خارج الكنيسة، وإدارة نادٍ لأعضاء الكنيسة.
- الفشل في المشاركة في خطة الكرازة العالمية.
- عدم دعم الخدام في خدماتهم.
- عدم تدريب الناس على خدماتهم الحالية.
- عدم الصلاة من أجل المساعدة في تدريب خدام للإنجيل لبلدي والعالم.
- عدم الاهتمام الكافي بدراسة الكتاب المقدس.
- إهمال تشكيل خدمتي حسب الأساسيات الكتابية.
- تجنب الصراع أو التسبب في الصراع.
- المطالبة بما هو أكثر من اللازم من الخدام الآخرين.
- الرياء.
- الشعور بأنني معصوم من الخطأ، أو أنني أعرف كل شيء، أو أنني لا يمكن تعويض غيابي في الخدمة.
- الحسد والغيرة من مواهب وفرص الآخرين في الخدمة.
- الرغبة في نيل رضى الآخرين في الخدمة، لا القيام بالخدمة لمجد الله.
- عدم كفاية المحبة والصبر والحقيقة والاستقامة والطاعة لوصايا الكتاب.
- محبة الأشخاص الذين يجب علي خدمتهم، مع افتقاري للصبر مع عائلتي. إلخ.
المزيد من الخدمة، يعني المزيد من الخطية!
يقول لي الناس أحيانًا: “من الرائع أن تكون الخدمة المسيحية هي وظيفتك، لأن ذلك يسهم في المحافظة على سلامتك الروحية، وتجنبك للخطية فَأَطْلُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا ٱلْإِخْوَةُ بِرَأْفَةِ ٱللّٰهِ أَنْ تُقَدِّمُوا أَجْسَادَكُمْ ذَبِيحَةً حَيَّةً مُقَدَّسَةً مَرْضِيَّةً عِنْدَ ٱللّٰهِ”. (رومية ١:١٢)
” ٱسْلُكُوا بِـٱلرُّوحِ فَلاَ تـُكَمِّلُوا شَهْوَةَ ٱلْجَسَدِ.” (غلاطية ١٦:٥)
أجيب: “في الواقع، إن ذلك يزيد من تعرضي للإغواء بالتجربة وفرص ارتكابي للخطية، ويفتح المجال للمزيد من الخطايا المحتمل ارتكابها. كما أنه يضع على عاتقي مسئولية أكبر ألا أقع في الخطية… لاَ تَكُونـُوا مُعَلِّمِينَ كَثِيرِينَ يَا إِخْوَتِي، عَالِمِينَ أَنـَّنَا نَأْخُذُ دَيْنُونَةً أَعْظَمَ!” (يعقوب 3: 1)!
الخطايا المحتملة
لديك موهبة التنظيم والإدارة. رائع! احترس من خطية نفاد الصبر مع الآخرين، وأيضًا من تخصيص وقت أكثر من اللازم للتخطيط والثقة في التنظيم، وبالتالي عدم تخصيص الوقت الكافي للخدمة وجهًا لوجه، أو عدم قضاء وقت كافي للصلاة ووضع الثقة في الله.
أنت شخص اجتماعي محبوب من الآخرين. رائع! احترس من خطايا استخدام الآخرين لتسديد احتياجاتك، وتقدير استحسانهم أكثر من اللازم، والبحث عن الثناء والتقدير من الناس وليس من الله.
أنت شخص متميز لاهوتياً. رائع! احترس من خطايا ازدراء أولئك الذين ليسوا كذلك، وتقييم الناس فقط على أساس فكرهم اللاهوتي، وبالتالي إعطاء الناس خدمات تتجاوز قدراتهم الشخصية في الاستيعاب، واحذر من نمط الخدمة الذي يعتقد أن الحصول على لاهوت الناس بشكل صحيح يضمن تقديسهم.
لديك موهبة الوعظ. رائع! احذر من استخدام هذه الموهبة لتحقيق الذات، فاحذر من التركيز أكثر من اللازم على أدائك في الوعظ، ونسيان خدمة الأشخاص الذين تخدمهم. يقول لي بعض الوعاظ “أحب الكرازة”. فأسألهم، “هل تحبون الناس؟” لأن الخدمة بدون حب غير مثمرة وغير مجدية.
لديك موهبة تواصل رائعة! لكن احذر من الوثوق في موهبة التواصل ذاتها وإهمال المحتوى الذي توصله للآخرين، أو محبة العطية وعدم إكرام المُعطي والثقة فيه كما ينبغي، لذلك لا تنس أن تصلي بجدية ، بحماس ولوقت كافي!
مرة أخرى أتساءل: “ما هي خطايا الخدمة التي تميتها اليوم؟”
تغيير حياتك؟
كسؤال مرتبط بحديثنا عن خطايا الخدمة، أحيانًا أسأل القساوسة والرعاة والخدام بشكل عام: “منذ متى غيرت الطريقة التي تعيش بها أو الطريقة التي تقوم بها بالخدمة بسبب شيء قرأته في الكتاب المقدس؟”
من اللافت للنظر أن تتوقع من الآخرين أن يتغيروا، دون أن تتغير أنت نفسك!
كنت أعظ بشكل دوري في الكنيسة قبل بضع سنوات، وقد تفضل الشخص الذي يقود الخدمة أن يصلي من أجلي بعد أن كنت قد وعظت. سألني، “ما الذي ترغب في الصلاة من أجله؟” كان يعلم أنني على وشك الذهاب إلى الخارج في رحلة تعليمية لألقي عدد من المحاضرات، وافترضت أنه توقع مني أن أطلب الصلاة من أجل تلك الخدمة. لكن، وبدلاً من ذلك، قلت له، “عندما كنت أكثر حداثة، كانت لدي الطاقة للقيام بالخطايا التي يتضايق منها الآخرون. أنا الآن عجوز، كل ما يمكنني فعله هو الحسد وعدم التسامح والغضب والشفقة على الذات. لقد سئمت جدًا من هذه الخطايا. أرجوك صلي لله أن أتوقف عن فعل ذلك.
يا له من أمر مرعب أن نكرز ونتغنى بموت وقيامة يسوع المسيح، دون أن تتغير حياتنا وخدمتنا بقوة ذلك الموت والقيامة! كم هو مؤلم أن تكون الكفارة في صميم فكرنا اللاهوتي دون أن نموت عن الخطية!
فيما يلي بعض التشجيعات الكتابية للعمل بها
لا أشارك بهذه التشجيعات كأنني بالفعل أتبعها، أو أنني وصلت بالفعل إلى هدفي … “أَنَا أَنـْسَى مَا هُوَ وَرَاءُ وَأَمْتَدُّ إِلَى مَا هُوَ قُدَّامُ. أَسْعَى نَحْوَ ٱلْغَرَضِ لأَجْلِ جَعَالَةِ دَعْوَةِ ٱللّٰهِ ٱلْعُلْيَا فِي ٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ.” (فيلبي 3: 12-14).
“فَإِذْ لَنَا هَذِهِ ٱلْمَوَاعِيدُ أَيُّهَا ٱلْأَحِبَّاءُ لِنـُطَهِّرْ ذَوَاتِنَا مِنْ كُلِّ دَنَسِ ٱلْجَسَدِ وَٱلرُّوحِ، مُكَمِّلِينَ ٱلْقَدَاسَةَ فِي خَوْفِ ٱللّٰهِ.” (كورنثوس الثانية 7: 1).
“لأَنـَّهُ قَدْ ظَهَرَتْ نِعْمَةُ ٱللّٰهِ ٱلْمُخَلِّصَةُ لِجَمِيعِ ٱلنَّاسِ، مُعَلِّمَةً إِيَّانَا أَنْ نـُنْكِرَ ٱلْفُجُورَ وَٱلشَّهَوَاتِ ٱلْعَالَمِيَّةَ، وَنَعِيشَ بِـٱلتَّعَقُّلِ وَٱلْبِرِّ وَٱلتَّقْوَى فِي ٱلْعَالَمِ ٱلْحَاضِرِ، مُنْتَظِرِينَ ٱلرَّجَاءَ ٱلْمُبَارَكَ وَظُهُورَ مَجْدِ ٱللّٰهِ ٱلْعَظِيمِ وَمُخَلِّصِنَا يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ، ٱلَّذِي بَذَلَ نَفْسَهُ لأَجْلِنَا، لِكَيْ يَفْدِيَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ، وَيُطَهِّرَ لِنَفْسِهِ شَعْباً خَاصّاً غَيُوراً فِي أَعْمَالٍ حَسَنَةٍ.” (تيطس 2: 1١-14).
لماذا تكون خطايانا أحيانًا مخفية عن أعيننا؟
سبب آخر لفشلنا في رؤية خطايانا هو أننا نميل إلى إبقاء أعيننا نصف مغمضة عن خطايانا. لدينا نظرة ضيقة جدًا للخطية. وهنا بعض الأمثلة:
فمن جانب، يكون لدينا وجهة نظر ذاتية للخطية، مما يدفعنا للتركيز كليًا على ما نفشل في تحقيقه، أو ما نفعله بشكل خاطئ، أو كيف تضرنا خطايانا، ولا ندرك كيف تؤثر خطايانا على الآخرين.
وعلى الجانب الآخر، قد يكون لدينا منظور أفقي للخطية، لذلك نحن ندرك جيدًا كيف تؤثر خطايانا وحياتنا على الآخرين، وننسى أن التأثير الرئيسي لخطايانا هو تأثيرها على علاقتنا بإلهنا القدوس. قد نُقيم أنفسنا من خلال ما يعتقده الآخرون، وننسى تقييم أنفسنا وفقًا لما يتطلبه الله وما يتوقعه منا. (هذا بالتبعية يشوه وجهة نظرنا عن موت المسيح الكفاري؛ وكإن صليب المسيح يهدف لإحداث تأثيرًا أفقيًا، ونفشل في رؤية أنه أولاً عمل موجه نحو الله). علاقتنا الأساسية مع الله. الوصية الأولى والعظمى هي ” وَتـُحِبُّ ٱلرَّبَّ إِلٰهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ، وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ، وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ، وَمِنْ كُلِّ قُدْرَتِكَ. هَذِهِ هِيَ ٱلْوَصِيَّةُ ٱلْأُولَى.” (مرقس 12 :30).
قد نحكم على خطايانا وحالة الخطية من خلال ما نشعر به تجاه أنفسنا. من المحتمل أن يكون هذا مشوهًا: سنشعر بالاستياء تجاه أنفسنا بشكل مناسب، أو نشعر أننا أفضل مما نحن عليه!
كما رأينا، قد نركز كثيرًا على الأشياء الخاطئة التي ارتكبناها، ولا نرى الأشياء الجيدة التي كان يجب علينا القيام بها ولم نفعلها.
ننسى أنه يجب علينا جميعًا الظهور أمام كرسي المسيح في اليوم الأخير، وأن خدمتنا إما ستبقى أو تحترق (كورنثوس الثانية 5 :10، كورنثوس الأولى 3 :14، 15). نميل إلى الاعتقاد بأننا إن أفلتنا من خطايانا في هذه الحياة، سنكون بخير.
بالحديث عن نفسي، فإن هناك بعض الخطايا – بما في ذلك بعض خطايا الخدمة – يمنعني من ارتكابها مواجهة دينونة المسيح والظهور أمام كرسيه.
نفشل في التعرف على خطايا التواطؤ. هذه خطايا لا نفعلها بأنفسنا، بل خطايا الآخرين، أو مجتمعنا، أو عائلتنا، أو أصدقائنا، أو شعبنا، أو عالمنا، التي نشارك فيها بأفعالنا أو أقوالنا، وفشلنا في الاحتجاج والاعتراض عليها و العمل على تغييرها.
المثال الأخير لهذا يحتاج إلى حد ما إلى شرح أطول! يجب أن تتضمن النظرة الكتابية الواقعية للخطية ثلاثة عناصر أساسية:
أولًا: الشخص الذي يقوم بالعمل (أو لا يفعله): ما هي الدوافع أو النوايا التي حركتنا للفعل؟
ثانيًا: فعل الخطية نفسه: هل كان موضوعيًا جيدًا أم سيئًا؟
ثالثًا: سياق ونتائج الفعل: ما هي الآثار قصيرة الأمد وطويلة الأمد على الآخرين؟
الدوافع والنتائج
يميل الأشخاص المحافظون لاهوتيًا إلى التركيز على الشخص الذي يقوم بفعل الخطية. هل كانت لديه نوايا أو دوافع حسنة؟ كذلك نميل إلى التركيز على الفعل نفسه. هل كان ذلك شيئًا جيدًا وصحيحًا؟ بينما نميل إلى إهمال تحمل المسؤولية عن عواقب الفعل. ماذا كانت تأثيرات الفعل على الآخرين؟
لكن علينا واجب أخلاقي في اتخاذ جميع الخطوات المعقولة لضمان أن تكون أقوالنا وأفعالنا وصمتنا وتقاعسنا لها نتائج غير مدمرة. لأن الوصية الثانية هي “تـُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ.” (مرقس 12 :31). إذا لم نفكر في السياق والعواقب المترتبة على الخطية، فهذا يعني أننا فشلنا في الحب. قد يكون ما نقوم به صحيحًا في سياق آخر أو في وقت آخر، أو مع شخص آخر أو جمهور مختلف. لكن في السياق الذي فعلناه فيه، كان ذلك هدّامًا وليس بنّاءً. لم نكن نحب التفكير في الكيفية التي سيسمع بها الناس أو يفهموا كلماتنا أو أفعالنا، وما هو التأثير الذي ستحدثه تلك الأفعال والكلمات.
كيف تقتل الخطية ونحيا للبر؟
إليك بعض العادات التي نحتاج تبنيها:
- عندما تقرأ الكتاب المقدس، اطلب من الله أن يظهر لك خطاياك.
- عندما تقرأ الكتاب المقدس، اطلب من الله أن يظهر لك خطاياك.
- اطلب من الله أن يعينك على التوبة.
- رحب بتوبيخ الآخرين، وانظر إليه بتمعن، واطلب من الله أن يُريك خطاياك.
- ذكّر نفسك أن قوة التغيير لا تأتي منك، بل من قوة موت يسوع وقيامته، قوة الروح القدس.
- تب عن خطيتك، واعترف بأنها خطية، واسأل الله أن يغفر لك.
- تب عن اللذة أو الراحة التي جلبتها لك الخطية.
- صدق أن “دَمُ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ ٱبْنِهِ يُطَهِّرُنَا مِنْ كُلِّ خَطِيَّةٍ” (يوحنا الأولى 1: 7).
- قدم الشكر لله على مغفرته وتطهيره مجانا.
- اطلب من الله أن ينبهك في المرة القادمة التي تكون فيها على وشك ارتكاب هذه الخطية، واطلب مساعدته لإماتتها، وصمم على القيام بذلك.
- عندما تُجرب، قم بإماتة الخطية: لا تطيعها: اهرب منها، اطعنها.
- إذا فشلت في القيام بذلك، فلا تيأس. أطلب الغفران من الله وسوف يغفر لك مرة أخرى.
- اعزل نفسك عن المواقف التي من المُحتمل أن تقع فيها في الخطية. على سبيل المثال، الوصول إلى الكمبيوتر منفردًا في العمل فقط؛ لا تعقد جلسات مشورة لا يعلم بها أحد.
- جهز نفسك للمواقف التي من المُحتمل أن تقع فيها في الخطية ولا يمكن أن تعزل نفسك عنها. صل من أجل من أساءوا إليك واشكر الله من أجلهم قبل أن تقابلهم. جهز الأشياء الإيجابية لقولها بدلاً من الثرثرة أو التذمر. استعد لتكون منفتحًا وصادقًا بدلاً من التنافسية. اشكر الله على رحمته بالمسيح بدلاً من البحث عن الموافقة والمديح البشري.
- قدم التشجيع لنفسك. اطلب من الناس أن يصلوا لكي تميت الخطايا التي تكافح ضدها وتتوب، قدم الصلاة من أجل النمو في القداسة. لا تطلب فقط الصلاة من أجل خدمتك أو سعادتك. اطلب من الناس الصلاة من أجل نموك في القداسة.
- ابحث عن التقدم التدريجي على مدار أسبوع أو شهر أو أكثر. كلما كانت الخطية أكثر اعتيادًا، كلما كانت شخصية أكثر، وبالتالي كان من الصعب كسر نمط السلوك الذي ينطوي على الخطية.
- ابحث عن فرص للقيام بفعل مضاد ومعاكس الخطية. إذا استخدمت الناس، فقرر أن تقوم بخدمتهم. إذا قمت بإهمالهم جانباً، قم ببنائهم. إذا كنت تكره الناس، فتعلم أن تحبهم. إذا كنت جشعًا، كن كريمًا. إذا كنت تحاول الحصول على كل سعادتك في هذه الحياة، فابدأ في التفكير في وجودك الأبدي مع المسيح.
- إذا كنت تجد التغيير بطيئًا ومحبطًا، فابحث عن شخص موثوق به واجعل نفسك مسؤولاً أمامه. حدثه عن تقدمك، وحدثه عن إخفاقاتك، واطلب منه التحقق منك بانتظام.
- تذكر أنك ستحتاج إلى اليقظة اليومية والإماتة اليومية والتوبة اليومية والمغفرة اليومية لبقية حياتك. لا تثبط عزيمتك: في هذه الحياة علينا أن نتعامل مع خطايانا، وقوة خطايانا، وقوة الشيطان. لن يتم التعامل مع هذه الأمور أخيرًا إلا بموتنا وقيامتنا الأخيرة مع المسيح.
- اشكر الله باستمرار على نعمته اليومية ولطفه وحنانه وإخلاصه ومثابرته وقدرته على التغيير.
كتب چون أوين John Owen:
الروح وحده يحضر صليب المسيح في قلوبنا بقوته المميتة للخطية. فإننا بالروح اعتمدنا لموت المسيح.
لأن بولس الرسول أيضًا كتب:
“دُفِنَّا مَعَهُ بِـٱلْمَعْمُودِيَّةِ لِلْمَوْتِ، حَتَّى كَمَا أُقِيمَ ٱلْمَسِيحُ مِنَ ٱلْأَمْوَاتِ، بِمَجْدِ ٱلْآبِ، هَكَذَا نَسْلُكُ نَحْنُ أَيْضاً فِي جِدَّةِ ٱلْحَيَاةِ…عَالِمِينَ هَذَا: أَنَّ إِنـْسَانَنَا ٱلْعَتِيقَ قَدْ صُلِبَ مَعَهُ لِيُبْطَلَ جَسَدُ ٱلْخَطِيَّةِ، كَيْ لاَ نَعُودَ نـُسْتَعْبَدُ أَيْضاً لِلْخَطِيَّةِ.” (رومية 6: ٤، 6).
يعلق أوين على عبارة ” قَدْ صُلِبَ مَعَهُ (أي مع المسيح)”:
“لا يتعلق الأمر بالترتيب بين الصلب والقيامة، بل بالسببية: لقد صُلبنا معه حسب استحقاقه هو، حتى يمنحنا الروح القدس لإماتة الخطية (بهذه الكيفية)، وبالتالي بقوة موته نُصلب عن الخطية. ومن خلال التماثل واتباعه كنموذج لنا؛ نصلب للخطية كما كان هو مصلوبًا من أجل خطايانا.
لنقرأ هذه الآيات من الروح القدس في الكتاب المقدس
“نَقُّوا أَيْدِيَكُمْ أَيُّهَا ٱلْخُطَاةُ، وَطَهِّرُوا قُلُوبَكُمْ يَا ذَوِي ٱلرَّأْيَيْنِ.. اِتَّضِعُوا قُدَّامَ ٱلرَّبِّ فَيَرْفَعَكُمْ.” (يعقوب 4: 8، 10).
“ٱلْبَسُوا ٱلرَّبَّ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحَ، وَلاَ تَصْنَعُوا تَدْبِيراً لِلْجَسَدِ لأَجْلِ ٱلشَّهَوَاتِ.” (رومية 14:13).
وهذه صلاة نتجاوب فيها مع عمل الرب المُخلص والمقدس لنا:
صخر الدهور، المسحوق لأجلي، دعني اختبئ فيك
دع الماء والدم ينساب من جنبك المطعون الذي فاض
ليكونا علاجًا مزدوجًا من الخطية لأجلي
خلصني من ذنبها وقوتها.