لوقا ٤: ١٦-٣٠
١٦وَجَاءَ إِلَى النَّاصِرَةِ حَيْثُ كَانَ قَدْ تَرَبَّى. وَدَخَلَ الْمَجْمَعَ حَسَبَ عَادَتِهِ يَوْمَ السَّبْتِ وَقَامَ لِيَقْرَأَ، ١٧فَدُفِعَ إِلَيْهِ سِفْرُ إِشَعْيَاءَ النَّبِيِّ. وَلَمَّا فَتَحَ السِّفْرَ وَجَدَ الْمَوْضِعَ الَّذِي كَانَ مَكْتُوبًا فِيهِ: ١٨«رُوحُ الرَّبِّ عَلَيَّ، لأَنَّهُ مَسَحَنِي لأُبَشِّرَ الْمَسَاكِينَ، أَرْسَلَنِي لأَشْفِيَ الْمُنْكَسِرِي الْقُلُوبِ، لأُنَادِيَ لِلْمَأْسُورِينَ بِالإِطْلاَقِ ولِلْعُمْيِ بِالْبَصَرِ، وَأُرْسِلَ الْمُنْسَحِقِينَ فِي الْحُرِّيَّةِ، ١٩وَأَكْرِزَ بِسَنَةِ الرَّبِّ الْمَقْبُولَةِ». ٢٠ثُمَّ طَوَى السِّفْرَ وَسَلَّمَهُ إِلَى الْخَادِمِ، وَجَلَسَ. وَجَمِيعُ الَّذِينَ فِي الْمَجْمَعِ كَانَتْ عُيُونُهُمْ شَاخِصَةً إِلَيْهِ. ٢١فَابْتَدَأَ يَقُولُ لَهُمْ:«إِنَّهُ الْيَوْمَ قَدْ تَمَّ هذَا الْمَكْتُوبُ فِي مَسَامِعِكُمْ». ٢٢وَكَانَ الْجَمِيعُ يَشْهَدُونَ لَهُ وَيَتَعَجَّبُونَ مِنْ كَلِمَاتِ النِّعْمَةِ الْخَارِجَةِ مِنْ فَمِهِ، وَيَقُولُونَ: «أَلَيْسَ هذَا ابْنَ يُوسُفَ؟» ٢٣فَقَالَ لَهُمْ:«عَلَى كُلِّ حَال تَقُولُونَ لِي هذَا الْمَثَلَ: أَيُّهَا الطَّبِيبُ اشْفِ نَفْسَكَ! كَمْ سَمِعْنَا أَنَّهُ جَرَى فِي كَفْرِنَاحُومَ، فَافْعَلْ ذلِكَ هُنَا أَيْضًا فِي وَطَنِكَ» ٢٤وَقَالَ: «الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ لَيْسَ نَبِيٌّ مَقْبُولاً فِي وَطَنِهِ. ٢٥وَبِالْحَقِّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ أَرَامِلَ كَثِيرَةً كُنَّ فِي إِسْرَائِيلَ فِي أَيَّامِ إِيلِيَّا حِينَ أُغْلِقَتِ السَّمَاءُ مُدَّةَ ثَلاَثِ سِنِينَ وَسِتَّةِ أَشْهُرٍ، لَمَّا كَانَ جُوعٌ عَظِيمٌ فِي الأَرْضِ كُلِّهَا، ٢٦وَلَمْ يُرْسَلْ إِيلِيَّا إِلَى وَاحِدَةٍ مِنْهَا، إِلاَّ إِلَى امْرَأَةٍ أَرْمَلَةٍ، إِلَى صَرْفَةِ صَيْدَاءَ. ٢٧وَبُرْصٌ كَثِيرُونَ كَانُوا فِي إِسْرَائِيلَ فِي زَمَانِ أَلِيشَعَ النَّبِيِّ، وَلَمْ يُطَهَّرْ وَاحِدٌ مِنْهُمْ إِلاَّ نُعْمَانُ السُّرْيَانِيُّ». ٢٨فَامْتَلأَ غَضَبًا جَمِيعُ الَّذِينَ فِي الْمَجْمَعِ حِينَ سَمِعُوا هذَا، ٢٩فَقَامُوا وَأَخْرَجُوهُ خَارِجَ الْمَدِينَةِ، وَجَاءُوا بِهِ إِلَى حَافَّةَِ الْجَبَلِ الَّذِي كَانَتْ مَدِينَتُهُمْ مَبْنِيَّةً عَلَيْهِ حَتَّى يَطْرَحُوهُ إِلَى أَسْفَلٍ. ٣٠أَمَّا هُوَ فَجَازَ فِي وَسْطِهِمْ وَمَضَى.
يوم الأحد الماضي حاولت أن انفخ بوقا عن رؤية دعوتها زرع الحماس. هل نستطيع أن نأتي معا ككنيسة بأكلمها، ونشعل اجهزة إنذار حول حلم ونزرع كنيسة في عام ٢٠٠٢ في مكان آخر في توين سيتيز – أو حتى إلى ما أبعد من هذا (مثل شارلوت، نورث كارولاينا ليتزامن مع خطوة BGEA هناك)؟ دعوت ذلك زرع الحماس بحيث يكون من الواضح أن هذا تركز محدد لبيان إرسالية كنيستنا: نحن موجودون لنشر الحماس لسيادة الله في كل شيء من أجل فرح جميع الشعوب من خلال يسوع المسيح. ولكني أوضح أن الهدف ليس هو ليس مجرد زرع أي نوع من الكنيسة. بل وضعت بعض أوصاف محددة لها: متمركزة حول الله، ممجدة للمسيح، مشبعة بالكتاب المقدس، معبئة للإرساليات، رابحة للنفوس، ساعية للعدالة، الخ.
السعي لتحقيق العدالة:
عندما استخدمت مصطلح “ساعية للعدالة،” كان في ذهني على الأقل مسألتين: محور هذا الأحد عن الانسجام العرقي وتركيز يوم الأحد المقبل على قدسية الحياة. إن اثنين من القضايا الكبرى لبلادنا هنا في بداية القرن 21 هي قضايا العدالة العرقية وعدالة ما لم يُولد بعد. وأعتقد أن هناك علاقة بين كون الكنيسة ساعية للعدالة وكونها كنيسة متمركزة حول الله، وممجدة للمسيح، ومشبعة بالكتاب المقدس.
نحن بحاجة إلى أن نكون أكثر تمركزا حول الله، وتمجيدا للمسيح، وإشباعا بالكتاب المقدس:
أحد الأسباب أن الكنيسة الانجيلية – وخاصة الكنيسة الإنجيلية البيضاء (حتى هذا الوصف هو أمر مؤسف، كما هو الحال في “الكنيسة السوداء”) – واحدة من الأسباب أننا لم نسعى للعدالة العرقية والعدالة من أجل الذين لم يولدوا بقدر كبير من الحماس كما يجب علينا هو أننا لم نكن متمركزين حول الله، وممجدين للمسيح ومشبعين بالكتاب المقدس كما نظن.
عندما نقول: “نحن موجودون لنشر الحماس لسيادة الله في كل شيء من أجل فرح جميع الشعوب،” هل فكرنا حقا بعمق إزاء الطريقة التي يتم بها جعل الله أعلى في العلاقات العرقية؟ لقد فكرنا بشأن كيفية أن يكون المسيح ممجدا في العلاقات العرقية؟ هل سألنا كيف يشبع الكتاب المقدس تفكيرنا وشعورنا وسلوكنا بشأن العلاقات العرقية وقضايا العرق في مجال التعليم، والسكن، والاقتصاد، وتكوين جسد المسيح؟ هل تشكل سيادة الله، ومجد المسيح والرسالة الراديكالية للكتاب المقدس تفكيرنا وشعورنا وسلوكنا في “كل شيء من أجل فرح جميع الشعوب”؟
شلل النقص:
لذلك عندما نفكر في زرع الكنائس، هذا ليس لأننا قد وصلنا، وبالتالي على استعداد لإعادة إنتاج أنفسنا. إن كنا ننتظر حتى نصل للتجرؤ على مثل هذا الشيء، فلن نفعل ذلك – ولن تتزوج، أو تظل متزوجا، أو تحصل على أول وظيفة أو الاحتفاظ بها، أو الخوض في الإرساليات أو البقاء فيها، أو اقرار أن يكون لك أطفال أو بداية خدمة. عدد قليل من الأشياء تشل أناسا جيدين أكثر من نقصانهم. كم أتمنى أن يقيم الله شعبا يريد الاستماع والتعلم، وترك الانتقادات التي تشل الحركة من القائلون لا وكلا. نحن لا نهدف إلى زرع كنيسة لأن لدينا الكمال، ولكن لأن لدينا حلم: أن كنيسة جديدة في مكان جديد مع قادة مختلفين سوف تفعل بعض الأشياء بشكل أفضل بكثير مما نفعله هنا، مجتذبة بنفس الرؤية الكتابية.
عش من أجل قضية عظمى، وليس راحة عظمى:
واحدة من الطرق التي أفكر بها في في زرع الحماس هو أننا نزرع شعبا يلتزم بأن يحيا من أجل قضية عظمى، وليس راحة عظمى. لقد وعظت قبل تحت شعار: أن تكون مسيحيا هو أن تتحرك في اتجاه الاحتياج وليس الراحة. أن استيقظ في الصباح واذهب إلى الفراش ليلا حالما ليس بكيفية تحقيق تقدم في وسائل الراحة لدي، ولكن بكيفية تحقيق تقدم كبير نحو قضية متمركزة حول الله. زرع الحماس يعني زرع أشخاصا لا ينفقون أنفسهم ليلا ونهارا في السعي وراء المحافظة على الذات، وتمجيد الذات، وترفيه الذات، ولكن يسعون وراء شيئا أكبر وأعظم من أنفسهم أو عائلاتهم أو كنيستهم.
ما هي القضية الأعظم التي تحيا لأجلها؟ هذا الأحد ويوم الأحد القادم سأسأل، هل يكون هناك بعض منكم – مئات منكم – يقولون، “هذه هي القضية العظمى لحياتي أن أمجد يسوع المسيح من خلال عدالة عرقية وتناغم عرقي محوره الله، ومشبع بالكتاب المقدس”؟ أو يقولون، “هذه هي القضية الكبرى في حياتي أن أمجد يسوع المسيح من خلال عدالة من لم يولد بعد محورها الله ومشبعة بالكتاب المقدس.” كم أتمنى أن يقيم الله، ضد كل تمركز حول الذات وولاءات مؤقتة وتكريس غير منضبط، رجالا ونساءً يحملون قضية عظمى، ليست بطريقة عمل الأدرينالين ولكن بطريقة عمل القلب! ينتج الأدرينالين نشاط مفاجئ من الطاقة اللازمة يتيح ثم يجعل الجسم يسقط. لكن قلب لا يكف عن ضخ الحياة في الجسم في الأوقات الحسنة والأوقات الصعبة، في الشتاء والصيف، والسعادة والحزن، والقوة والضعف، والمرض والصحة! كم أتمنى أن يكون هنا مسيحيين مثل الشريان التاجي في قضية العدالة العرقية، وليس فقط مسيحيين مثل الكظرية!
نحن بحاجة إلى وليام ويلبرفورس:
من منكم يكون وليام ويلبرفورس لعصرنا؟ لقد كان مسيحيا عميقا، وإنجيليا حيويا، ومتحمسا على المدى الطويل في قضية العدالة العنصرية في انكلترا. في ٢٨ أكتوبر ١٧٨٧ كتب في مذكراته عن عمر يناهز ال ٢٨، “لقد وضع الله القدير أمامي هدفين عظيمين، قمع تجارة الرقيق والاصلاح [الأخلاقي]” (جون بولوك، ويلبرفورس، ص. ٦٩). هُزم في البرلمان معركة بعد معركة بسبب أن تجارة الرقيق الأفريقي كانت متداخلة بشكل أكثر من اللازم في المصالح المالية للدولة. لكنه لم يستسلم أبدا، ولم يجلس. لم يكن مسيحيا كالأدرينالين، ولكنه كان مسيحيا مثل الشريان التاجي. في ٢٤ فبراير ١٨٠٧ الساعة الرابعة صباحا، وبعد عشرين عاما من كتابته في سجله، ثم التصويت الحاسم على جعل تجارة الرقيق غير قانونية. بعد ٢٠ عاما من المثابرة لا يزال العمل غير مكتمل. فماذا عن الاحتفاظ بالعبيد في حد ذاته؟ في ٢٦ يوليو ١٨٣٣، بعد ١٦ سنة، وقبل ثلاثة أيام من وفاته، تم التصويت بجعل الرق غير قانوني في بريطانيا ومستعمراتها.
لذلك عندما أفكر في زرع الحماس، أفكر في زرع كنيسة تربي هذا النوع من الحماس – حماس مثل الشريان التاجي، وليس حماس مثل الكظري. التزام متمركز حول الله، وممجدا للمسيح، ومشبع بالكتاب المقدس، وساع للعدالة، ولا يخشى الموت أبدا، لقضية عظيمة وليس للراحة.
لذلك إذا كنا نريد أن نضع الله في المركز ونمجد المسيح ونكون مشبعين بالكتاب المقدس، دعونا نذهب إلى الإنجيل ونستمع إلى المسيح وننظر للمسيح وهو يضع حدا للتعصب العرقي. النعرة العرقية – أي القناعة أو الشعور بأن تصنيفي العرقي ينبغي أن يُعامل بتعالي أو بتميز.
إن الملكوت مختلف عرقياً عما تعتقد ، لوقا ٤:١٦-٣٠
نبدأ في لوقا ٤: ١٦-٣٠. هنا صبيا محلي يعود إلى مسقط رأسه، مدينة الناصرة، بعدما اشتهر في كفرناحوم. ذهب إلى المجمع في يوم السبت وجاء حشد ليستمع إليه. وماذا قدمه في هذه الرسالة هو تقريبا لا يصدق. تقريبا حرض على الشغب. وفعل ذلك عمدا. أولا أعطوه سفر إشعياء النبي لكي يقرأ منه، واختار الإصحاح ٦١. وهو عن المخلص الآتي الذي يطلق المأسورين أحرارا ويعلن سنة الرب المقبولة (الآيات ١٨ب-١٩)، ثم ادعى أن ذلك تم في مسامعهم. الآية ٢١: “فَابْتَدَأَ يَقُولُ لَهُمْ:«إِنَّهُ الْيَوْمَ قَدْ تَمَّ هذَا الْمَكْتُوبُ فِي مَسَامِعِكُمْ».” كان هذا مذهلا. عناوين الصحف: “صبي محلي يدّعي أنه المسيا”. لكن هذا لم يتسبب في احداث شغب. الآية 22: “وَكَانَ الْجَمِيعُ يَشْهَدُونَ لَهُ وَيَتَعَجَّبُونَ مِنْ كَلِمَاتِ النِّعْمَةِ الْخَارِجَةِ مِنْ فَمِهِ.” إلى الآن الأمر جيد.
ولكن انظر ما قاله بعد ذلك. غير متوقع على الإطلاق! لا يمكن تفسيره إن كان ما تريده هو مجموعة أتباع. لا يمكن تفسيره إن كنت تريد فقط نمو الكنيسة. اختار أن يروي قصتين من العهد القديم تحلقان تماما في وجه التعصب العرقي في مسقط رأسه. بالكاد يستطيع أن يكون أكثر هجوميا. وكان يعلم ماذا ستكون استجابتهم لأنه يقول في الآية ٢٤ “الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ لَيْسَ نَبِيٌّ مَقْبُولاً فِي وَطَنِهِ.” وبعبارة أخرى، نعم أنتم تتحدثون حسنا عني الآن (الآية ٢٢ )، بينما لديكم تصوركم الخاص عما سيفعل المسيا، وعما ستكون عليه مملكته. ولكن انتظروا حتى أقول لكم ما أنا على وشك القيام به وما ستكون عليه مملكتي.
ثم روى القصة الأولى. الآيات ٢٥-٢٦، مأخوذة من ١ ملوك ١٧: “وَبِالْحَقِّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ أَرَامِلَ كَثِيرَةً كُنَّ فِي إِسْرَائِيلَ فِي أَيَّامِ إِيلِيَّا حِينَ أُغْلِقَتِ السَّمَاءُ مُدَّةَ ثَلاَثِ سِنِينَ وَسِتَّةِ أَشْهُرٍ، لَمَّا كَانَ جُوعٌ عَظِيمٌ فِي الأَرْضِ كُلِّهَا، ٢٦وَلَمْ يُرْسَلْ إِيلِيَّا إِلَى وَاحِدَةٍ مِنْهَا، إِلاَّ إِلَى امْرَأَةٍ أَرْمَلَةٍ، إِلَى صَرْفَةِ صَيْدَاءَ.” من الفراغ يروي قصة عن تخطي الله لكل اليهود العرقيين لتحقيق بركة معجزية لغريب وغير يهودي في أرض صيدا (فينيقيا). وفعل ذلك بشكل صارخ وبقوة وبدون تليين أو تفسير: كان هناك العديد من الأرامل في إسرائيل، وبارك الله أجنبية.
وإن لم يكن ذلك كافيا فروى قصة الثانية في الآية ٢٧ من ٢ ملوك ٥: “وَبُرْصٌ كَثِيرُونَ كَانُوا فِي إِسْرَائِيلَ فِي زَمَانِ أَلِيشَعَ النَّبِيِّ، وَلَمْ يُطَهَّرْ وَاحِدٌ مِنْهُمْ إِلاَّ نُعْمَانُ السُّرْيَانِيُّ.” مرة أخرى الفكرة هي: من بين جميع الناس الذين كان من الممكن أن يختار من بينهم الله ليشفيهم من مرض البرص اختار الله ملك أجنبيا، سريانيا، وليس يهوديا.
لم تضيع القصتين في التعصب العرقي في الناصرة. الآية ٢٨ “فَامْتَلأَ غَضَبًا جَمِيعُ الَّذِينَ فِي الْمَجْمَعِ حِينَ سَمِعُوا هذَا، 29فَقَامُوا وَأَخْرَجُوهُ خَارِجَ الْمَدِينَةِ، وَجَاءُوا بِهِ إِلَى حَافَّةَ الْجَبَلِ الَّذِي كَانَتْ مَدِينَتُهُمْ مَبْنِيَّةً عَلَيْهِ حَتَّى يَطْرَحُوهُ إِلَى أَسْفَلٍ. ٣٠أَمَّا هُوَ فَجَازَ فِي وَسْطِهِمْ وَمَضَى.” فهموا الموضوع، ولم يعجبهم.
الآن ما هو الهدف من هذه القصة؟ الهدف هو: الملكوت الذي أتي به، يقول المسيح، هو مختلف عرقيا عما تظنون. المكان الذي اخترتموه إسرائيل لم يسفر عن التواضع والرحمة، ولكن الكبرياء والازدراء. المسيح هو نهاية التعصب العرقي. انظروا إلي. تعلموا مني، يقول المسيح: لقد جئت لفداء أشخاصا من كل مجموعة عرقية، وليس فقط واحدة أو عدد قليل. ويل لكم لعدم رؤيتكم في عدل ورحمة الله غيرته أن يجمع من جميع الشعوب مملكة كهنة وأحباء.
متى ٨: ٥-١٣: الإيمان بالمسيح يفوق العرقية:
هل ذهبت بعيدا جدا في نطق الويل لهؤلاء الناس في الناصرة؟ عليك أن تقرر حين تنظر إلى قصة أخرى، وهذه المرة من متى ٨: ٥-١٣. أنهى المسيح الموعظة على الجبل في متى ٥-٧ و بعد ذلك، في متى ٨: ١-٤، مس أبرصا، وهو الأكثر احتقارا ونبذا لجميع السكان في إسرائيل، وشفاه. ثم في متى ٨: ٥ دخل كفرناحوم، واجتمع مع النوع الثاني الأكثر احتقارا وهجوما من البشر – وهو قائد المئة الروماني. مثل لقاء مشاة البحرية الأمريكية مع مناضلا من أجل الحرية في حركة طالبان. حقيقة أن قائد المئة هذا لديه شهرة بين اليهود لم يعلنها متى (لوقا ٧:٣-٥). فهي ليست ذات الصلة من وجهة نظره. الرجل أجنبي، وهو غير يهودي. هذا هو تركيز متى.
ماذا ستكون فكرة هذه القصة؟ توسل قائد المئة من المسيح، وقال: “يَا سَيِّدُ، غُلاَمِي مَطْرُوحٌ فِي الْبَيْتِ مَفْلُوجًا مُتَعَذِّبًا جِدًّا.” بدون أدنى تردد أو استعلام قال المسيح في الآية ٧ “أَنَا آتِي وَأَشْفِيهِ.” ثم قال قائد المئة شيئا تعجب منه المسيح. الآية ٨: ” يَا سَيِّدُ، لَسْتُ مُسْتَحِقًّا أَنْ تَدْخُلَ تَحْتَ سَقْفِي، لكِنْ قُلْ كَلِمَةً فَقَطْ فَيَبْرَأَ غُلاَمِي. لأَنِّي أَنَا أَيْضًا إِنْسَانٌ تَحْتَ سُلْطَانٍ. لِي جُنْدٌ تَحْتَ يَدِي. أَقُولُ لِهذَا: اذْهَبْ! فَيَذْهَبُ، وَلآخَرَ: ائتِ! فَيَأْتِي، وَلِعَبْدِيَ: افْعَلْ هذَا! فَيَفْعَلُ.”
عندما سمع المسيح هذا، الآية ١٠، تعجب. ثم أخذ هذا الوضع برمته الذي اعتقد الجميع أنه عن الشفاء والقوة والسلطان، وحوله إلى شيء مختلف تماما، أي موقفا عن تكوين الملكوت من أجانب وعن مخاطر الاتكال على الهوية العرقية للبركة. الآية ١٠ب: “اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَمْ أَجِدْ وَلاَ فِي إِسْرَائِيلَ إِيمَانًا بِمِقْدَارِ هذَا! وَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كَثِيرِينَ سَيَأْتُونَ مِنَ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِب…” المشارق والمغارب! ما هذا؟ هذا هو فينيقيا (قطاع غزة)، ومصر، واليونان، والسعودية، وبلاد فارس (الأردن، إيران، العراق، أفغانستان، باكستان، الهند، الصين). وماذا سيحدث عندما يأتون – هؤلاء الأجنبيين غير المختونين وأغربا عن الشريعة اليهودية بمظهر أجنبي؟ الآية ١١ب: “[هم سوف] يَتَّكِئُونَ مَعَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ، وَأَمَّا بَنُو الْمَلَكُوتِ فَيُطْرَحُونَ إِلَى الظُّلْمَةِ الْخَارِجِيَّةِ. هُنَاكَ يَكُونُ الْبُكَاءُ وَصَرِيرُ الأَسْنَانِ.”
الآن هذا أمر مثير للصدمة جدا! عليك أن تشعر بقوة هذا. هنا يقول المسيح لشعب الله المختار من إسرائيل أن أولا الرومان، مثل قائد المئة المؤمن هذا، وبعد ذلك كل أنواع الأجناس الأممية النجسة، سوف تدخل ملكوت السماوات، ولكن أنت، “أبناء الملكوت،” سوف تُطرحون إلى الظلمة الخارجية. هذا أمر لم يسمع به أن تتحدث عن الجنس المختار بهذه الطريقة. ماذا يقول؟ يقول: المسيح هو نهاية التعصب العرقي.
أو لوضعها على نحو أكثر إيجابية: يقول المسيح أنه مع مجيئه جاءت طريقة جديدة وراديكالية لتعريف شعب الله، أي الإيمان به. الإيمان بالمسيح يفوق التميز العرقي. مرارا وتكرارا في الأناجيل يحدث هذا:
١. قصة السامري الصالح – الأجنبي هو بطل الرحمة (لوقا ١٠: ٣٣)
٢. شفاء العشرة البرص، عاد واحد فقط، ومن هو؟ السامري، أضاء الأجنبي بامتنان متواضع (لوقا ١٧: ١٦).
٣. شفاء ابنة المرأة الفينيقية السورية في (مرقس ٧: ٢٦).
٤. سجود حكماء المشرق، ربما من بلاد فارس أو العربية (متى ٢: ١).
٥. وأخيرا موت وقيامة المسيح الذي فسره هو نفسه مقدما في مثل المستأجرين (متى ٢١: ٣٣-٤٣). حيث أرسل صاحب الكرم ابنه لجمع الأثمار من شعبه. فقتلوه. وسأل المسيح: “مَاذَا يَفْعَلُ بِأُولَئِكَ الْكَرَّامِينَ؟” ماذا يفعل الله عندما رُفض ابنه من قبل شعبه المختار؟ الآية ٤٣ تعطي الجواب: “إِنَّ مَلَكُوتَ اللهِ يُنْزَعُ مِنْكُمْ وَيُعْطَى لأُمَّةٍ تَعْمَلُ أَثْمَارَهُ.”
ليس اللون، ولكن الإيمان في المسيح:
كان هذا ما يشير إليه مارتن لوثر كينغ في خطابه الشهيرة عندما قال: “لدي حلم أن يحيا أطفالي الأربعة في يوم من الأيام في أمة لا تحكم بحسب لون بشرتهم ولكن بحسب أخلاقهم وشخصيتهم.”
يسوع هو نهاية التعصب العرقي. ليس اللون لكن الإيمان في المسيح، هو علامة الملكوت. نويل وأنا كنا نستغرق في الذكريات على الهاتف يوم أمس، عندما كنا نتحدث مع بنيامين ابننا في شيكاغو. تذكرنا أوربانا ١٩٦٧. عندما سُئل وارين ويبستر أمام ١٥٠٠٠ طالب، ماذا لو ابنتك قررت أن تتزوج من باكستانيا، بينما أنت تخدم هناك؟ جوابه لا يزال يرن في آذاننا إلى اليوم، كما آمل أن تكون هذه الرسالة في آذانكم: أفضل باكستاني فقير مسيحي عن أبيض، غني، غير مؤمن، صاحب بنك، أمريكي. وبعبارة أخرى، المسيح، وليس اللون هو القضية. المسيح هو نهاية التعصب العرقي.
إذا أردنا أن نزرع كنيسة متمركزة حول الله، وممجدة للمسيح، ومشبعة بالكتاب المقدس، وساعية للعدالة، فيجب أن تنتهي هنا أيضا. ويا له من شيء جميل عندما تنتهي وكل قبيلة وجنس وشعب يمجد المسيح. يا رب، حقق ذلك!