أنا من هواة ركوب الخيل. وكان عندي حصان بحبه جدًا، وكان هادئ، ومطيع، ودائمًا تحسه فرحان، طول ما هو ماشي ومنطلق. لكن في اللحظة اللي كان لازم فيها أنه يقف مكانه وما يتحركش، كان يبتدي يهيج ويرفس برجله، ويفضل رايح جاي، ومش قادر يفضل واقف مكانه!
بصراحة، كنت حاسس بيه جدًا. فأنا كمان أصعب حاجة عليّ هي الانتظار، وأني أفضل واقف محلك سر. لو خيرتني، اختار أني أفضل أماشي لقدام. أمشي في أي اتجاه، المهم أني أفضل بتحرك. لكن أني أقعد كده وأهدأ وانتظر، صعب جدًا بالنسبة لي. لكن تعرف إيه اللي ربنا بيعمله معايا دلوقتي؟ مخليني أنتظر! فأنا دلوقتي في مرحلة منتظر فيها ربنا أنه يبين لي إيه الخطوة التالية اللي المفروض أخدها—أروح فين وأعمل ايه.
لكن مش بس أنا. ليّ كمان صاحب منتظر نتيجة تحاليل ورم عند زوجته. صديق ثاني منتظر في فترة نقاهة بعد صدمة عاطفية صعبة. واحدة صاحبتنا منتظرة على رجاء أنه يكون عندها طفل. كل دي أمور مش هينة أننا ننتظرها. بيقول لنا مزمور 7:37 “انتَظِرِ الرَّبَّ واصبِرْ لهُ.” بعكس الحصان بتاعي، عايز أتعلم أزاي أقدر أعمل ده—أزاي أقدر أصبر وأنا منتظر.
من فترة سمعت قسيس بيقول: “ممكن يكون الانتظار صعب، لكنه لا يخيب أبدًا!” في الحقيقة، صحة العبارة دي بيعتمد بالكامل على إيه اللي أحنا منتظرينه. أو خليني أقولها بشكل تاني، السؤال اللي المفروض نسأله لنفسنا مش مجرد إيه اللي أنا منتظره، لكن هو أنا رجائي فين؟ أنا في الوقت ده من حياتي بتعلّم إن الانتظار والرجاء مربوطين ببعض جدًا.
الانتظار مفهومه ببساطة إن أنا عندي رجاء منتظر إنه يحصل في نهاية فترة الانتظار. فممكن حد مثلًا يكون بينتظر وبيرجو وظيفة مناسبة. أصحابي منهم اللي منتظر وبيأمل إن التقرير الطبي يطمنهم، أو يكون عندهم طفل. طب ولو ما أخدوش الأمور اللي بيتمنوها دي؟ في الحقيقية، مفيش وعد من الله إن أوقات الانتظار هاتنتهي بأننا نأخد اللي أحنا عايزينه بالضبط. فحتى مع المؤمنين، مش كل حالات العُقم بتنتهي بطفل، ولا كل أنواع السرطان بتنتهي بالشفاء، ولا كل انتظار لشريك حاة بينتهي بالزواج. وده معناه إن مش ممكن رجاءنا يكون متعلّق على الحاجة اللي بننتظرها. لكن لازم إنه يكون بيرتكز على حاجة أعظم وأثبت بكثير—على شخص الله ووعوده.
رجاء في وعوده
بالصدفة وقعت عيني النهارده الصبح على بوست بيقول: “يسوع بيشفي من السرطان. مش لازم تموت!” بس فين في الكتاب المقدس بنشوف ده؟! كاتب البوست ده بيدّعي وعد عُمر ما الله قاله، وبيدي من نفسه أمل ما نقدرش نمسك فيه. لكن المرنم قال: “انتَظَرتُكَ يا رَبُّ. انتَظَرَتْ نَفسي، وبكلامِهِ رَجَوْتُ” (مزمور 5:130). لازم إن رجاءنا يكون بيرتكز على وعود الله الواضحة اللي اداهالنا في الكتاب المقدس. زي مثلًا:
- “لاَ أُهْمِلُكَ وَلاَ أَتْرُكُكَ” (عبرانيين 5:13)
- وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ [الله يجعل] كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعًا لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ، الَّذِينَ هُمْ مَدْعُوُّونَ حَسَبَ قَصْدِهِ. (رومية 28:8)
- وَكَذلِكَ الرُّوحُ أَيْضًا يُعِينُ ضَعَفَاتِنَا، لأَنَّنَا لَسْنَا نَعْلَمُ مَا نُصَلِّي لأَجْلِهِ كَمَا يَنْبَغِي. وَلكِنَّ الرُّوحَ نَفْسَهُ يَشْفَعُ فِينَا بِأَنَّاتٍ لاَ يُنْطَقُ بِهَا. (رومية 26:8)
- مَنْ هُوَ الَّذِي يَدِينُ؟ اَلْمَسِيحُ هُوَ الَّذِي مَاتَ، بَلْ بِالْحَرِيِّ قَامَ أَيْضًا، الَّذِي هُوَ أَيْضًا عَنْ يَمِينِ اللهِ، الَّذِي أَيْضًا يَشْفَعُ فِينَا. (رومية 34:8)
- مُلْقِينَ كُلَّ هَمِّكُمْ عَلَيْهِ، لأَنَّهُ هُوَ يَعْتَنِي بِكُمْ. (بطرس الأولى 7:5)
هي دي مرساة النفس الحقيقيّة. لما الخوف والقلق يحاولوا يسيطروا عليك، في وقت الانتظار، اجري على الوعود وفكّر نفسك بالرجاء اللي ليك في المسيح.
رجاء في شخصه
الرجاء بتاعنا كمان لازم يكون متعلّق بشخص الرب وصفاته. هو الأمانة والصلاح اللي مش ممكن يتزعزع أو يتغيّر. اللي ادانا الوعود، هو نفسه السيّد ضابط الكل. بقول لنا مزمور 46: “كُفُّوا وَاعْلَمُوا أَنِّي أَنَا اللهُ (اعرفوا مين أنا!)”. معرفتنا بطبيعة الله وشخصيته هي اللي بتخلينا نختبر الراحة، حتى وسط الاضطرابات والظروف الصعبة. ليه؟ لأن اللي الله بيعمله نابع في الأساس من مين هو الله. فلو هو صالح، هاتكون طرقه صالحة. ولو طرقه صالحة، هاتكون استجاباته هي كمان صالحة—حتى لو كانت صعبة.
للأسف، إحنا مش دائمًا بنبص للحياة بالطريقة دي، مش كده؟ أسهل حاجة أننا نبص على شخصيّة الله من خلال عدسة الحالة بتاعتنا. فلو بنمر بوقت صعب، يبقى ده معناه إن الله قاسي ومش بيحبنا. أو لو كنّا بنمر بتجربة صعبة، يبقى أكيد ربنا غضبان وزعلان مننا. أو لو ما أخذناش اللي احنا عايزينه، يبقى ربنا أكيد ظالم.
لكن تعال نقلب العدسة ونبص على الظروف من خلال عدسة شخصيّة الله. لو زي ما بيقول مزمور 9:56 “اللهَ لي”، يبقى هو في وقت التجربة بيعمل لخيري مش ضدي. لو الله زي ما بيقول عن نفسه ملجأنا، وقوتنا، وخلاصنا (مزمور 2:18، وإشعياء 2:12)، يبقى احنا في أمان. لو هو رحيم ورؤوف، بطيء الغضب وكثير الإحسان (خروج 6:34)، يبقى نقدر نطمئن ونستند على حقيقة أنه هايكون رؤوف ورحيم ومُحسن لينا. لو هو عظيم ومهوب (نحميا 5:1)، يبقى هو قادر أنه يعمل بقوة وسط أوقات الانتظار.
ممكن نقعد ندي أمثلة كثير، لكن أهم حاجة أننا نفتكر مين هو إلهنا، وبعد كده نبص على ظروفنا من خلال عدسة شخصيته وصفاته. محتاجين نقف ونثبت ونعلم مين هو الله.
ايه اللي احنا منتظرينه؟
في الوقت اللي شعب إسرائيل كان منتظر الرب أنه يرجعهم تاني لأرضهم، فكّرهم إشعياء النبيّ بأن: “مُنْتَظِرُو الرَّبِّ يُجَدِّدُونَ قُوَّةً. يَرْفَعُونَ أَجْنِحَةً كَالنُّسُورِ. يَرْكُضُونَ وَلاَ يَتْعَبُونَ. يَمْشُونَ وَلاَ يُعْيُونَ” (إشعياء 31:40). ونفس الشيء بالنسبة لنا. لو كنت منتظر حاجة، خليك دائمًا فاكر أن اللي أنت منتظره فعلًا هو الرب نفسه مش الحاجة اللي أنت منتظرها!
لو كنت حاطط كل رجائك وأملك في أنك تأخذ اللي أنت عايزه، فممكن قوي أنك تُحبط وتكتئب لو ما أتحققش. لكن، لو حطينا رجائنا في الرب اللي هو صالح وثابت ومعانا، واللي كلمته ثابتة، وطرقه كاملة، ساعتها رجائنا لن يُخزى.
علشان كده، لما تيجي عليك التجارب، وتلاقي نفسك مدعو للصبر والانتظار، انتظر صح وأنت حاطط رجائك في الرب نفسه، اللي وعوده أكيدة، واللي لا خزى منتظروه.