كليشيه | العهد القديم مفيهوش نعمة

YouTube player

العهد القديم بلا نعمة

واحدة من الجُمل إللي لسنين كتير كنا بنسمعها في كنايسنا هي “العهد القديم عهد ناموس، والعهد الجديد عهد نعمة”!

الجملة دي اتسببت بقصد أو بغير قصد في نشر تعليم بيقول إن نعمة ربنا ظهرت فقط في العهد الجديد، وكل تعاملات الله مع شعبه في العهد القديم كانت خالية من النعمة!

هل كلمة الله بتدعم الفكر ده؟ هل كلمة الله بتقول إن العهد القديم مكنش فيه نعمة؟

في أول الكتاب المقدس نلاقي الله بيخلق، بنشوفه في 6 أيام بيخلق ويدي حياة لكل المخلوقات، إللي على رأسهم الإنسان إللي ربنا خلقه ونفخ في أفنه نسمة حياة. بدون عمل، بدون استحقاق الله وهب الإنسان الحياة..

ومع أول خطية، بعد سقوط الإنسان، يتحقق فيه حكم ربنا بإنه يموت روحيًا، ويتم طرده من الجنة، ده العدل إللي يستحقه الإنسان. بس كلمة الله تقول لنا إن واحدة من نتايج السقوط إن الإنسان شعر بإنه “عريان”، ويقول الوحي المبارك “وَصَنَعَ الرَّبُّ الإِلهُ لآدَمَ وَامْرَأَتِهِ أَقْمِصَةً مِنْ جِلْدٍ وَأَلْبَسَهُمَا”، وده نشوفه مرة تاني مع ابن أدم وحواء قايين بعد ما قتل أخوه، الرب عاقبه بإنه هيكون تايه وهارب في الأرض، ومع العقاب ده أعطاه نعمة، يقول الروح القدس “وَجَعَلَ الرَّبُّ لِقَايِينَ عَلاَمَةً لِكَيْ لاَ يَقْتُلَهُ كُلُّ مَنْ وَجَدَهُ”.

في أصحاح 6 من سفر التكوين يقول لنا الوحي المبارك عن شر الإنسان إللي زاد، زاد للدرجة إللي كانت تتوجب إن ربنا يعاقب البشرية بعقاب زي الطوفان. لكن ربنا يختار نوح بإنه يكون سبب نجاه للعالم، وإنه هو نفسه ميهلكش، ليه؟ هتقولي عشان الكتاب بيقول عنه إنه رجل بار وتقي! بس خلي بالك، بره وتقوته برضه مكنتش ترحمه.. الكتاب يقول إنه في وسط شر البشرية نوح وجد نعمة في عين الرب!

ربما تسمع كل ده وتقولي أنا ممكن أوافق إن فيه ناس اتقابلوا مع نعمة الله في العهد القديم، لكن مشكلتي مع الناموس، الناموس مفيهوش نعمة!

أرجوك متتسرعش.. ناموس الرب مليان نعمة.. أيوه مليان نعمة..

قبل ما الرب يدي لشعبه الوصايا -وصايا الناموس- الله قال لشعبه كده “أَنْتُمْ رَأَيْتُمْ مَا صَنَعْتُ بِالْمِصْرِيِّينَ. وَأَنَا حَمَلْتُكُمْ عَلَى أَجْنِحَةِ النُّسُورِ وَجِئْتُ بِكُمْ إِلَيَّ” هل بتسمع النص ده وتقول إن ربنا مكنش بيتعامل مع شعبه بالنعمة!

الله بيقول، قبل ما أديكم وصاياه تنفذوها، أنا بنفسي خرجتكم من أرض مصر واخترتكم شعب ليا من بين كل الشعوب.. طب عملنا إيه؟ طب ايه استحقاقنا في الموضوع؟ ولا حاجة!!

ده مش غريب موسى نفسه وسيط الناموس أكتر من مرة يقول إنه وجد نعمة في عين الرب. ففي أصحاح 33 من سفر الخروج يقول موسى للرب “وَأَنْتَ قَدْ قُلْتَ: عَرَفْتُكَ بِاسْمِكَ، وَوَجَدْتَ أَيْضًا نِعْمَةً فِي عَيْنَيَّ”.

مش بس كده، وصايا الناموس نفسها كانت فيها نعمة.. الناموس بيقول للشعب قدموا ذبايح، صح؟ هي إيه الذبايح دي؟ الذبايح هي نعمة.. انت تستحق الموت، الناموس بيقول لما تغلط تموت، لكن الناموس نفسه بيقولك لما تغلط هيكون فيه نعمة من الله مقدمة في شكل ذبيحة بتشاور على نعمة الرب يسوع.

بكل تأكيد مع تجسد المسيح وموته وقيامته إحنا شوفنا ذروة النعمة، النعمة اتجلت بكل وضوح، بس ده مش معناه أبدًا إن الله مكنش بيتعامل بالنعمة وفجأة بدأ يتعامل بيها.

الله إله كل نعمة من الأزل، في القديم والجديد كان بيتعامل مع شعبه بكل نعمة. في القديم بالنعمة قاد شعبه لاستقبال ذروة نعمة في الرب يسوع المسيح.

شارك مع أصدقائك

جوزيف أنطون

حاصل على ماجستير الدراسات الكتابية من كلية ناشيونال للاهوت، وماجستير اللاهوت من كلية نيوجنيفا. يخدم في في مجال التعليم والتدريس في أكثر من كلية لاهوت بمصر.