الإيمان عُكَّاز الضعيف

كلُّنا سمعنا هذه العبارات:

“يسوع ليس للضعفاء”؛ و”يتطلَّب الأمر قوَّة لتكون مؤمنًا حقًّا”.

فبشتَّى الطرائق والأساليب قد استشرى الاستهزاء بالإيمان المسيحيِّ والتشنيع به في ثقافتنا، تارة بالتقليل به ومنه إلى مجرَّد فِكر معطوب، وتارة أخرى بِعَدِّهِ سببًا للإساءة الشخصيَّة. لكن على نحو لا مناص منه بين هاتين التارتين تبرز الملاحظة المُستَهزِئة التالية: “الإيمان ليس سوى عُكَّازٍ للضعيف!”؛ فيَهُبُّ الجسد مدافعًا عن قوَّتنا وقيمتنا واستحقاقنا ملتجئين إلى ومسترجعين كلَّ آيات كِنايات القوَّة من الأسفار المقدَّسة.

لكنَّ استمراريَّة البقاء قويًّا أمرٌ مُرهِقٌ، وقد أتعبني.

اليوم، فَرَّ ابني المتأخِّر ذهنيًّا للمرَّة التي يصعب عليَّ إحصاؤها من كثرة تكرار ذلك؛

ركعت بجانب ابنتي المُصابة بأمراض خطيرة، وقد تقيَّأت على يدي مرَّة أخرى؛

لم أستطع التحكُّم في انفجار غضبي بكلمات قاسية؛

شعرت بأنِّي أنسحب لأنعزل عن الذين يحبُّونني بالأكثر؛

انتابني شعور بالفشل أبًا وراعيًا تعيسًا لكنيستي.

أنا مُتعَب. أنا ضعيف.

فتوجَّه إليَّ بحديثك، وأخبرني بأنَّ الإيمان عُكَّاز الضعيف.

رَدِّي؟ “بالصواب قُلت!”

هذا بيت القصيد. هذا ما احتجت إلى تذكُّرِهِ اليوم.

فالإنجيل هو الخبر السارُّ من أجل الضعيف والمُتعَب ومَن ضاقت به نفسه حتَّى الموت.

الإنجيل من أجلي.

فهو ليس كما يُعتقَد مجرَّد إنجيل نافعٍ في الأوقات العصيبة، فالضعف لُبُّ رسالة الإنجيل.

في عرجي، من دون الإنجيل، سأحيا مفلوجًا.

في عماي، من دون الإنجيل، سأحيا ضريرًا.

في صممي، من دون الإنجيل، سأحيا أبكم جهولاً.

في بكمي، من دون الإنجيل، سأحيا متلعثمًا متخبِّطًا.

الإنجيل هو الخبر السارُّ لكلِّ يوم. لكن إن ظلَّ إيماني متَّكئًا على قدرتي للوقوف على قدماي، فقد نحيت إنجيل النعمة جانبًا واختلفت إلى الاتِّكال على البرِّ الذاتيِّ.

لكن إن لم أستسلم وأعترف بأنَّ الإنجيل احتياج مُلِحٌّ وضروريٌّ لمعونة ضعفي، فلن أتشدَّد بقوَّة المسيح التي هي من ثمار النعمة.

 فَقَالَ لِي: «تَكْفِيكَ نِعْمَتِي، لأَنَّ قُوَّتِي فِي الضَّعْفِ تُكْمَلُ». فَبِكُلِّ سُرُورٍ أَفْتَخِرُ بِالْحَرِيِّ فِي ضَعَفَاتِي، لِكَيْ تَحِلَّ عَلَيَّ قُوَّةُ الْمَسِيحِ. لِذلِكَ أُسَرُّ بِالضَّعَفَاتِ وَالشَّتَائِمِ وَالضَّرُورَاتِ وَالاضْطِهَادَاتِ وَالضِّيقَاتِ لأَجْلِ الْمَسِيحِ. لأَنِّي حِينَمَا أَنَا ضَعِيفٌ فَحِينَئِذٍ أَنَا قَوِيٌّ. (2 كورنثوس 12: 9-10).

شارك مع أصدقائك

يخدم كراعٍ للتعليم في كنيسة مجتمع ريموند تيراس، بوادي هنتر في ولاية نيو ساوث ويلز، أستراليا.