كليشيه | ما توعظش متألم

YouTube player

في مرة كان لينا صاحب مر بموقف أليم وهو موت فرد من أفراد أسرته، واتجمعنا عشان نروح نزوره. كنا كلنا أصدقاء من الخدمة، وكان فيه شخص لسه جديد، الشخص ده وهو جاي معانا قالنا:

“أنا عايز أشارككم بحاجة أنا درستها قريب في دورة معينة بدرسها، واعتقد هتفرق جدًا مع صديقنا إللي عنده حالة وفاة. الحاجة دي هي بلاش توعظ حد متألم.”

لما سألناه تقصد إيه بالظبط، بالرغم من إننا كنا عارفين الفكر ده، قالنا: “المتألم مش عايز يسمع كلام، المتألم مش عايز يقرا حاجة من كلمة الله، هو فقط محتاج وجودك وحضنك.”

متوعظش متألم!

أي وعظ للمتألم هيندرج تحت فئة “معزون متعبون”!

أنا بطلت وعظ الحمد لله!

ده كليشيه مشهور جدًا بقينا نسمعها الوقت ده كتير، بتوصل رسالة إن الوعظ شيء مش مُحبب وإن الله بيرفض إننا نوعظ المتألمين.

هل الوعظ شيء مش كويس؟

الله كلمنا إحنا ولاده من خلال كلمته، كلمته مدون فيها إعلانه الوحيد المعصوم من أي خطأ. والله أعلن لينا في كلمته إن الوعظ مش شيء كريه أو غلط.

في رومية 12 وهو بيتكلم عن المواهب الروحية إللي روح الله بيقسمها على كنيسته لأجل فايدة بقية الجسد، وخلي بالك من إن هدفها فايدة بقية الجسد، يقول:

أَمِ الْوَاعِظُ فَفِي الْوَعْظِ“.

وفي عبرانيين 10 النص المشهور:

“غَيْرَ تَارِكِينَ اجْتِمَاعَنَا كَمَا لِقَوْمٍ عَادَةٌ، بَلْ وَاعِظِينَ بَعْضُنَا بَعْضًا، وَبِالأَكْثَرِ عَلَى قَدْرِ مَا تَرَوْنَ الْيَوْمَ يَقْرُبُ،”

مش حاجة قديمة، بل بالأكثر على قدر ما ترون اليوم اقترب.

في تيموثاوس الثانية 4 بولس يقول: اكْرِزْ بِالْكَلِمَةِ. اعْكُفْ عَلَى ذلِكَ فِي وَقْتٍ مُنَاسِبٍ وَغَيْرِ مُنَاسِبٍ. وَبِّخِ، انْتَهِرْ، عِظْ بِكُلِّ أَنَاةٍ وَتَعْلِيمٍ.

الوعظ وصية!

بس ممكن تقولي مش في كل الأوقات. أمال يعني إيه اكرز بالكلمة في وقت مناسب وغير مناسب؟

هل الوعظ فعلًا مينفعش مع المتألمين؟

يقول مزمور 19 “وَصَايَا الرَّبِّ مُسْتَقِيمَةٌ تُفَرِّحُ الْقَلْبَ.

وصايا الرب هي كلماته إللي لما بيسمعها الحزين وتلمس قلبه بتفرحه.. مش بس في العهد القديم لكن في رومية 4 بولس يقول:

أَنَّ كُلَّ مَا سَبَقَ فَكُتِبَ كُتِبَ لأَجْلِ تَعْلِيمِنَا، حَتَّى بِالصَّبْرِ وَالتَّعْزِيَةِ بِمَا فِي الْكُتُبِ يَكُونُ لَنَا رَجَاءٌ.

شوف التعزية بما في الكتب! عندنا شواهد كتير إن رسل الرب يسوع وعظوا المتألمين! رسالة بطرس الأولى على سبيل المثال هي عظة للكنيسة المتألمة بسبب الاضطهاد من نيرون! قالهم ايه بطرس؟

مُبَارَكٌ اللهُ أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي حَسَبَ رَحْمَتِهِ الْكَثِيرَةِ وَلَدَنَا ثَانِيَةً لِرَجَاءٍ حَيٍّ، بِقِيَامَةِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ مِنَ الأَمْوَاتِ، لِمِيرَاثٍ لاَ يَفْنَى وَلاَ يَتَدَنَّسُ وَلاَ يَضْمَحِلُّ، مَحْفُوظٌ فِي السَّمَاوَاتِ لأَجْلِكُمْ.

إحنا مش بس عندنا متألمين بيتم الوعظ ليهم، إحنا عندنا متألمين بيوعظوا! بولس في السجن محبوس والناس بتتكلم عليه بالظلم في رسالة فيلبي ووعظ الناس عن الفرح!

بكل تأكيد الله مش عايزنا نكون معزون متعبون.. هو مش عايزنا نكون متعبون، لكنه أكيد مش بيرفض إننا نعزي الناس من كلمة الله. إحنا محتاجين توازن، عشان ربما الناس إللي بتقول كده بتقصد إننا منتعبش الناس بكلام قاسي، بس كلمة الله مش قاسية، إحنا ممكن نكون قساة أحيانًا. صلي وأطلب حكمة من الرب، إزاي تقدم كلمته المريحة للتعبانين بشكل لائق وكتابي.

شارك مع أصدقائك

جوزيف أنطون

حاصل على ماجستير الدراسات الكتابية من كلية ناشيونال للاهوت، وماجستير اللاهوت من كلية نيوجنيفا. يخدم في في مجال التعليم والتدريس في أكثر من كلية لاهوت بمصر.