فيروس كورونا والمسيح


ألَّفتُ هذا الكتاب الصغير في الأيَّام الأخيرة من شهر آذار/مارس من عام ٢٠٢٠ م، في بدايات تفشِّي الوباء العالميِّ المعروف بِاسْم فيروس كورونا، أو الشهير باختصار “COVID-19” (مرض فيروس كورونا ٢٠١٩).

ليس هذا أمرًا غير مسبوق- سواءٌ على الصعيد العالميِّ أم في أمريكا. فبسبب وباء الإنفلونزا العالميِّ الذي انتشر في عام ١٩١٨ م (بحسب تقديرات مراكز مكافحة الأمراض السارية)، تُوُفِّيَ خمسون مليون شخص حول العالم، من بينهم أكثر من خمس مئة ألف شخص من الولايات المتَّحدة. كان الناس يشعرون بأعراض المرض في الصباح، ويموتون بحلول المساء. كانت الجثامين تؤخَذ من الشرفات الأماميَّة للمنازل، وتُنقَل إلى قبور حفرتها الجرَّافات. وقد أُطلِق الرصاص ذات مرَّة على أحد الأشخاص لعدم ارتدائه قناعًا واقيًا. أُغلِقت المدارس، وبدأ الخدَّام ورعاة الكنائس يتحدَّثون بشأن معركة هرمجدُّون.

قطعًا، لا تُثبِت السوابق شيئًا. فالماضي هو أشبه بتحذير، وليس قَدَرًا محتومًا. ورغم ذلك، فإنَّنا نشعر في هذا الوقت بهشاشة هيئة هذا العالم. فالأساسات التي كانت تبدو متينة آخذةٌ بالاهتزاز. والسؤال الذي ينبغي أن نطرحه الآن هو:

هل تقفُ أقدامنا على صخرة- صخرةٍ لا يمكن أن تتزعزعَ بتاتًا؟

بإذن من خدمة الصورة

 

شارك مع أصدقائك