“لو كان المسيح عايش على أرضنا النهاردة كنت هتلاقيه كل يوم قاعد على القهوة مش في الكنيسة”.
سمعت قبل كده جُملة شبه دي؟ في الأغلب هتكون سمعتها. عادة الجملة دي بتردد في أوقات مختلفة. بس هل يا ترى الجملة دي لحد الأخر صحيحة؟
مشكلة العبارة دي إنها بتشوف خدمة المسيح بشكل واحد فقط، فقائل العبارة دي مستند على نصوص زي “لاَ يَحْتَاجُ الأَصِحَّاءُ إِلَى طَبِيبٍ بَلِ الْمَرْضَى. لَمْ آتِ لأَدْعُوَ أَبْرَارًا بَلْ خُطَاةً إِلَى التَّوْبَةِ” في مرقس 2.
وهو بالعبارة دي أو الجملة دي عايز يقول لنا إن المسيح مكنش بيرذل الخطاة لكن بيهتم بيهم. لكن وهو بيحاول يقدم ده تطرف على الأقل في حاجتين أساسيين:
1. إن المسيح مكنتش هتلاقيه في الكنيسة!
طول مسيرة المسيح على الأرض كنا بنلاقيه في أماكن العبادة بيعبد الرب مع شعب الله. في لوقا أصحاح 2 بنقرا عن قصة المسيح إللي قعد في الهيكل بين المعلمين يسألهم ويسمعهم، ولما غاب لمدة 3 أيام ومريم ويوسف قلقوا عليه وفتشوا عنه قالهم الآية المشهورة “يَنْبَغِي أَنْ أَكُونَ فِي مَا لأَبِي”
في لوقا 4 بنقرا عن المسيح إنه دخل المجمع وفتح السفر وقرا من إشعيا “رُوحُ الرَّبِّ عَلَيَّ، لأَنَّهُ مَسَحَنِي” بس الجزء الملفت هنا إنه يقول إن المسيح دخل المجمع “حَسَبَ عَادَتِهِ يَوْمَ السَّبْتِ“.
خلاصة نقطة 1: بالشاهدين دول بس نقدر نُجزم إن فكرة المسيح عمره ما كنت هتشوفه في الكنيسة هي فكرة غلط تمامًا. 2. لكن الفكرة التانية المتطرفة في الجملة هي:
2. كنت هتلاقيه كل يوم على قهوة:
اسأل نفسك لو بتكرر الجملة دي، يا ترى المسيح كنت هتلاقيه بيقعد ع القهوة يعمل إيه؟ عنده وقت فاضي؟ يضيع وقت؟ زهقان؟ عايز يشرب حاجة معينة؟ عايز ينم ويجيب في سيرة الناس..
صحيح المسيح مجاش لأجل الأصحاء لكن عشان الخطاة.. لكن النص بيقول إنه جاه عشان يدعوا الخطاة إلى التوبة.
لو حضرتك قصدك من الجملة دي مجرد تمرير إنك بتضيع وقت على القهوة فمتقولش إن المسيح كان هيعمل كده. هل حضرتك بتعمل ده لأجل مجد الله؟ هل حضرتك بتعمل ده لأجل امتداد الإنجيل.
المسيح لو كان عايش دلوقتي كان هيعمل نفس إللي كان بيعمله.. هيجول يصنع خير ويبشر ببشارة ملكوت الله.