كل معضلات الهويّة تُحَلُّ في المسيح. فما يحدّدنا كمسيحيّين ليس مواهبنا ولا خلفياتنا، على أهميتها، بل حقيقة كوننا في المسيح بالإيمان، وبالتالي نكون خليقة جديدة (٢ كورنثوس ٥: ١٧). إن هويّة مخلصنا هي التي تحدّد معنى هذا كلّه. فشخصه وعمله يحدّدان إطار خلاصنا. هو البرج الحصين التي نحتمي فيه من غضب الله. وهو سيردّ كل شيء تحت سلطة خالقنا.
منذ بداية الكنيسة المسيحيّة، أقرّ المؤمنون بالعلاقة المتلازمة بين هويّة المسيح وعمل المسيح. فماهيّة المسيح تجعلنا نفهم عمله، وما عَمِلَهُ يلقي الضوء على فهمنا لشخصه. وبالتالي، فإن أي مسٍّ بمفهوم الكنيسة عن شخص المسيح يؤثّر على مفهوم الكنيسة بشأن عمله والعكس صحيح. كل جدل متعلّق بخلاصنا وما يعنيه أن نكون في المسيح يجعلنا في مواجهة مع فهمنا لهويّة المسيح، لأن فهمنا لشخصه ولعمله يحدّدان إطار لاهوتنا وممارستنا بالكامل.
لذا فمن الضروري أن نمتلك فهمًا جيّدًا لما يقوله الكتاب المقدّس عن شخص وعمل المسيح. فإذا أَجَدنا فَهمَ هذا كما ينبغي، فإن كل المسائل الأخرى في لاهوتنا سَتَؤول إلى مكانها الصحيح. هذا البيان مُقدمٌ ليساعد الناس على معرفة من هو المسيح وما فعلَهُ، حتى نفهمَ مجد بشارة الإنجيل ومكانتنا في المسيح.
شارك مع أصدقائك