كليشيه | مرض الملكوت

YouTube player

– يا إخوة خلونا نصلي لأجل الأخ فلان لأنه عمل بعض الفحوصات والنتيجة طلعت إيجابية.

– لو سمحت، طلع إيه المرض اللي عنده؟

– طلع للأسف عنده (كذا)

– يااه، يا بخته، ده مرض الملكوت، بيجي بس لولاد ربنا اللي بيحبهم!

“مرض الملكوت، مرض الفردوس!” يعني إيه الكلام ده؟


دي جملة مشهورة تانية بنسمعها في أوساطنا المسيحية، إن فيه بعض الأمراض، وفي الأغلب بتكون إللي حتى الآن نسب الشفاء منها قليلة، الأمراض دي ربنا بيجيبها لولاده اللي بيحبهم، واللي بيجيله بيروح السما!

أنا مش هعلق على فكرة “ولاد ربنا إللي بيحبهم” وكأن فيه ولاد لربنا مش بيحبهم، أو إن دول الصفوة.. لكن خلينا نشوف هل الله بيقول في إعلانه الكامل، كلمته المقدسة، إن فيه مرض بيدخل السما!

مفيش طريقين للسما، مفيش طريق حتى وتفريعه، مفيش طريق مختصر! الطريق الوحيد للسما هو الإيمان بإنجيل المسيح، عمله لأجل فداءنا!

يقول بولس الرسول في النص المشهور في أفسس 2

لأَنَّكُمْ بِالنِّعْمَةِ مُخَلَّصُونَ، بِالإِيمَانِ، وَذلِكَ لَيْسَ مِنْكُمْ. هُوَ عَطِيَّةُ اللهِ. لَيْسَ مِنْ أَعْمَال كَيْلاَ يَفْتَخِرَ أَحَدٌ.

ونفس الكلام ده يقوله في رومية 3

مُتَبَرِّرِينَ مَجَّانًا بِنِعْمَتِهِ بِالْفِدَاءِ الَّذِي بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ” وقبلها على طول بيقول على البر ده إنه “ بِرُّ اللهِ بِالإِيمَانِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، إِلَى كُلِّ وَعَلَى كُلِّ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ.

وبطرس في أعمال 4 بيقول “وَلَيْسَ بِأَحَدٍ غَيْرِهِ الْخَلاَصُ. لأَنْ لَيْسَ اسْمٌ آخَرُ تَحْتَ السَّمَاءِ، قَدْ أُعْطِيَ بَيْنَ النَّاسِ، بِهِ يَنْبَغِي أَنْ نَخْلُصَ“.

والرب يسوع نفسه قال في كلامه الشهير مع نيقوديموس في يوحنا 3 “الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنَ الْمَاءِ وَالرُّوحِ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَدْخُلَ مَلَكُوتَ اللهِ.”.

وبعدها في أصحاح 6 يقول للناس “اِعْمَلُوا لاَ لِلطَّعَامِ الْبَائِدِ، بَلْ لِلطَّعَامِ الْبَاقِي لِلْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ” فراحت الناس قالتله “أيه هو عمل الله إللي يودينا الحياة الأبدية ده؟” رد المسيح وقال “هذَا هُوَ عَمَلُ اللهِ: أَنْ تُؤْمِنُوا بِالَّذِي هُوَ أَرْسَلَهُ”.

إحنا بنتبرر بالإيمان بالمسيح، بالنعمة بالكامل مش بأي عمل، وده بيتم لما بنسمع الإنجيل ونؤمن! يقول يعقوب:

شَاءَ فَوَلَدَنَا بِكَلِمَةِ الْحَقِّ”، وبطرس يقول “مَوْلُودِينَ ثَانِيَةً، لاَ مِنْ زَرْعٍ يَفْنَى، بَلْ مِمَّا لاَ يَفْنَى، بِكَلِمَةِ اللهِ الْحَيَّةِ الْبَاقِيَةِ إِلَى الأَبَدِ.

وده نفس كلام بولس في رومية 10:

إِذًا الإِيمَانُ بِالْخَبَرِ، وَالْخَبَرُ بِكَلِمَةِ اللهِ.

صحيح ربنا ساعات بيستخدم الأتعاب عشان ينقينا ويقربنا ليه.. لكن في الأخر محدش هيروح السما أبدًا لأن جاله مرض!

المرض مش خطية، المؤمن بكل تأكيد ممكن يمرض، لازم نتعامل مع القديسين الأفاضل المرضى كجزء من كنيسة الله، لكن في النهاية، متقولش تصريح يقلل من عمل المسيح.. خلي كرازتك دايمًا مبنية على تعليم كلمة الله، وكلمة الله بتقولنا “ليس بأحد غيره الخلاص”.

شارك مع أصدقائك

جوزيف أنطون

حاصل على ماجستير الدراسات الكتابية من كلية ناشيونال للاهوت، وماجستير اللاهوت من كلية نيوجنيفا. يخدم في في مجال التعليم والتدريس في أكثر من كلية لاهوت بمصر.