التعريف
الكتاب المقدَّس هو مكتبة فريدة من النصوص الدينيَّة. يثري اللاهوت الكتابيُّ فهمنا لهذه المكتبة من خلال استكشاف كيفيَّة إسهام الأسفار الكتابيَّة المختلفة في الرسالة اللاهوتيَّة الإجماليَّة للكتاب المقدَّس، وكيف تؤثِّر هذه الرسالة الإجماليَّة بدورها على تقديرنا لكلِّ سفر.
الموجَز
يؤكِّد نظام اللاهوت الكتابيِّ الوحدةَ اللاهوتيَّةَ بين العهدين القديم والجديد، مع الاعتراف بتنوُّع أسفار الكتاب المقدَّس من حيث المحتوى والنوع والمنشأ. ولتأكيد طبيعة الوحي الإلهيِّ للكتاب المقدَّس بأكمله، يحاول علم اللاهوت الكتابيِّ أن يشرح كيف تحمل هذه المختارات الرائعة من النصوص الدينيَّة رسالة لاهوتيَّة موحَّدة. وردًّا على أولئك الذين يرفضون فكرة أنَّ الكتاب المقدَّس بأكمله يتضمَّن لاهوتًا واحدًا، يركِّز دعاة علم اللاهوت الكتابيِّ على تماسك القصَّة الكتابيَّة لتاريخ الفداء. يستكشف اللاهوت الكتابيُّ العلاقة بين العهدين القديم والجديد بالاعتماد على مفاهيم مثل المثال أو الرمز (Typology) وبين تحقيق الوعد.
يُستخدم تعبير “علم اللاهوت الكتابيِّ” بعدَّة طرق. بينما يستخدمه بعض الكتَّاب المعاصرين للإشارة إلى أيِّ تفسير لاهوتيٍّ لنصٍّ كتابيٍّ، يشير “علم اللاهوت الكتابيِّ” بشكل كلاسيكيّ إلى “الرسالة اللاهوتيَّة الشاملة للكتاب المقدَّس بأكمله”.[1] يفترض هذا الفهم الأخير أنَّ الأسفار التي يتألَّف منها الكتاب المقدَّس موحَّدة بما فيه الكفاية بحيث توفِّر معًا لاهوتًا متماسكًا.
غالبًا ما نفكِّر في الكتاب المقدَّس على أنَّه كتاب واحد، ولكنَّه في الواقع عبارة عن أسفار كُتبت بلغات مختلفة، وبواسطة كتَّاب مختلفين، مُستخدمين في ذلك أنواع أدبيَّة مختلفة على مدى قرون عديدة. وفي الحقيقية، تمثِّل طبيعة الكتاب المقدَّس تحدِّيًا فوريًّا لأولئك الذين يؤكِّدون أنَّ له وجهة نظر لاهوتيَّة موحَّدة. ومع ذلك، فإنَّ شهادة الكتاب المقدَّس الخاصَّة هي أنَّه على الرغم من أنَّ الكتَّاب البشريِّين المختلفين قاموا بكتابة هذه الأسفار، فإنَّهم تأثَّروا بالله لدرجة أنَّ ما كتبوه بأكمله هو في انسجام وذو سُلطان ينبع من كاتبه الإلهيّ.
معارضة اللاهوت الكتابيِّ
تباينت ردود الأفعال على علم اللاهوت الكتابيّ. ففي القرنين السابع عشر والثامن عشر، ارتبط علم اللاهوت الكتابيِّ ارتباطًا وثيقًا بعلم اللاهوت العقائديِّ أو النظاميِّ. وتمَّ شرح لاهوت الكتاب المقدَّس في إطار مواضيع مختلفة، عادةً ما يكون عددها نحو 24،[2] وتمَّ جمع النصوص الإثباتيَّة من جميع أنحاء الكتاب المقدَّس لتوضيح كلِّ موضوع.
ومنذ أواخر القرن الثامن عشر فصاعدًا، تأثَّرت الدراسة الأكاديميَّة للكتاب المقدَّس بشدَّة بالأفكار التي هدمت مفهوم أن هناك “لاهوت واحد” يشمل كلاًّ من العهدين القديم والجديد. فقيل إنَّ أسفار الكتاب المقدَّس المختلفة، التي كتبها أشخاص متنوِّعون على مدى فترة طويلة من الزمن، تعكس أنواعًا مختلفة وغير متناغمة من اللاهوت.[3] وقد جادلت مدارس النقد، منذ أوائل القرن التاسع عشر فصاعدًا، بأنَّ أفضل طريقة هي أن نتعامل مع الكتاب المقدَّس على أنَّه مرجع يُظهر كيف تطوَّر الدين في إسرائيل وتغيَّر على مرِّ القرون.[4] حتَّى العهد الجديد كان يُرى على أنَّه بعيد عن الترابط اللاهوتيِّ. وفي ضوء هذا، لا يمكن للكتاب المقدَّس أن يقدِّم لاهوتًا واحدًا شاملاً.
في ضوء هذه الخلفيَّة، لينا أن نؤكد على أنَّ ممارسة “علم اللاهوت الكتابيِّ” هو نشاط يعترف بالسلطة الفريدة للكتاب المقدَّس باعتباره كلمة الله الموحى بها. إنَّ فهم الكتاب على أنَّه كتاب مقدَّس موحى به (2 تيموثاوس 3: 16) يوفِّر القاعدة الشرعيَّة لفكرة أنَّ لاهوتًا واحدًا يشمل الكتاب المقدَّس بأكمله.
مُكمِّل أم مُناقض؟
غالبًا ما يُقال إنَّ اختلاف الأساليب الأدبيّة للأسفار المُقدسة يهدِّد إمكانية وجود لاهوت واحد للكتاب المقدَّس بأكمله. فمع أنَّه صحيح أنَّ أسفار الكتاب المقدَّس ليست متماثلة، لكنَّ البحث النقديَّ قام بتشريح النصوص الكتابيَّة الموحَّدة بغرض نشر فكرة وجود لاهوتيات مُتباينة. فإنَّ ما يمكن أن يُفهم على أنَّه تناغم وتكامل، غالبًا ما ينظُر إليه البحث النقدي على أنَّه تناقض وعدم توافق.
نجد مثالاً على ذلك في الأصحاحات الافتتاحيَّة من سفر التكوين. فبينما يقدِّم الأصحاح الأوَّل صورة لكون الله متساميًا، وأن هناك مسافة بينه وبين الخليقة، يُسلِّط الأصحاح الثاني الضوء على فكرة الحضور أو القُرب الإلهيِّ؛ حيث يقابل الله الزوجين البشريَّين عن قرب في جنَّة عدن. تنعكس فكرة كون الله متساميًا وقريبًا في الاسم المُستخدم لله في هذين الأصحاحين. ففي الأصحاح الأوَّل، تمَّ استخدام المصطلح العبريِّ العامِّ إلوهيم، والمُترجَم “الله”، في حين أنَّ الاسم الشخصيَّ يهوه -الذي غالبًا ما يُترجم “الربُّ”– هو المفضَّل عند الحديث عن جنَّة عدن في تكوين 2. وبوضع، فإن الأصحاحين معًا، يقدِّمان صورًا متكاملة عن الله، مع التركيز على جوانب مختلفة ولكن متوافقة من طبيعته. وبينما يجادل البعض بأنَّ وصفي الخلق في تكوين 1-2 يعكسان صورًا أو لاهوتًا متناقضًا، فمن الواضح أنَّ كاتب سفر التكوين كان غرضه أن يرى قرَّاؤه الروايتين على أنَّهما مكمِّلتان بعضهما لبعض. فهما معًا يقدِّمان لاهوتًا واحدًا أكثر ثراءً وتعقيدًا ممَّا يمكن أن يقدِّمه كلٌّ منها على حدة. لذا، يجب على دارسي اللاهوت الكتابيِّ مقاومة الميول الاختزاليَّة التي كثيرًا ما تفشل في إنصاف الصورة التي تصف بها النصوص الكتابيَّة تعقيد طبيعة الله وأفعاله.
الوحدة في التنوُّع
عند تقييم التنوع بين الأسفار الكتابيّة، قد يكون من المفيد مقارنة الكتاب المقدَّس بجسم الإنسان. فجسم الإنسان الحيّ يُظهِر بوضوح مبدأ “الوحدة في التنوُّع”. إذ تختلف اليد كثيرًا عن العين، لكنَّ كليهما مكوِّنان مهمَّان في الجسم. وظيفة أحدهما هي حاسَّة اللمس، والآخر هي حاسَّة البصر. والجسم يحتاج أن يكون كلاهما كاملاً. وبنفس الطريقة، يزخر لاهوت الكتاب المقدَّس بالتنوُّع التكميليِّ. في بعض الأحيان، تبدو النصوص الكتابيَّة وكأنَّها تتحرَّك في اتِّجاهين متعاكسين، مثل التروس المسنَّنة التي في الساعة. فمثلًا، يشير سفر الأمثال بقوَّة إلى أنَّ الله سيكافئ السلوك الصالح. وفي تناقض ملحوظ، يقدِّم سفر أيُّوب تذكيرًا صارخًا بأن حتَّى أكثر الرجال صلاحًا قد يتألمون بشكل رهيب. يبدو للوهلة الأولى أنَّ تعاليم سفر أيُّوب تتناقض مع تعاليم سفر الأمثال، إلاَّ أنَّ وجهات النظر المختلفة التي يقدِّمها كلا السفرين توازن بعضها بعضًا.[5] على الرغم من الادِّعاءات بعكس ذلك، فعندما يُفسَّر الكتاب المقدَّس بشكل صحيح فإنَّه يوفِّر لاهوتًا واحدًا مذهلاً.
القصَّة الشاملة
في السنوات الأخيرة، ازداد الاهتمام بعلم اللاهوت الكتابيِّ مع الإقرار بأنَّه يلعب دورًا حيويًّا في مساعدة المؤمنين على فهم الكتاب المقدَّس بأكمله بشكل أفضل باعتباره كلمة الله. بينما يقدِّم علم اللاهوت النظاميِّ تلخيصًا للحقِّ الكتابيِّ مرتَّبًا ضمن موضوعات محدَّدة، يركِّز اللاهوت الكتابيُّ على القصَّة الكبيرة التي تتكشَّف من سفر التكوين إلى سفر الرؤيا، في محاولة لشرح أفضل طريقة لفهم الكتاب المقدَّس في ضوء تنوُّعه الأدبيِّ والتطوُّرات التاريخيَّة التي يسجِّلها. فبينما يعطي علم اللاهوت النظاميِّ أهمِّيَّة للتأكيدات العقائديَّة أو الحقائق المقرَّرة، يتبنَّى اللاهوت الكتابيُّ نهجًا قصصيًّا إذ يسعى إلى وصف ملامح الوحي الكتابيِّ، كاشفًا عن كيفيَّة تفاعل الله مع البشر في الماضي وكيف سيتصرَّف في المستقبل. هذا النهج القصصيُّ له فائدة في شرح التنوُّع داخل الكتاب المقدَّس من خلال إظهار كيف تتطوَّر الأشياء وتتغيَّر عبر الزمن. فهو يوفِّر فهمًا لتاريخ الفداء.[6] إنَّه تفسير للتاريخ يفترض مسبَّقًا حقيقة الأحداث التاريخيَّة المسجَّلة في جميع أنحاء الكتاب المقدَّس.
يؤكِّد كريستوفر رايت في كتابه “إرساليَّة الله“[7] أهمِّيَّة الكتاب المقدَّس كقصَّة. لقد لاحظ أنَّنا نعيش في “عالم قصصيٍّ”. إذ تشكِّل القصص التي نرويها فهمنا للعالم من حولنا. والحقيقة تأتي من خلال القصص. ومع ذلك، فإنَّ القصص تدور حول ما هو أكثر بكثير من الحقائق المجرَّدة. إنَّها تؤثِّر على عواطفنا وتشكِّل خيالنا. فيمكن للقصص أن تؤثِّر على سلوكنا. في ضوء ذلك، ليس من الغريب أن يكون أغلب الكتاب المقدَّس في شكل قصص وأن يروي الكتاب المقدَّس في مجمله قصَّة مقنعة أو رواية وصفيَّة عن علاقة البشريَّة بالله. والأهمُّ من ذلك، أنَّ هذه القصَّة الشاملة تؤسِّس وجهة نظر مسيحيَّة للعالم، وتتناول أسئلة أساسيَّة مثل: أين نحن؟ مَن نحن؟ ما الخطأ الذي حدث؟ وما هو الحلُّ؟[8]
وإدراكًا للبعد القصصيِّ (السرديّ) لعلم اللاهوت الكتابيِّ، سعى العديد من العلماء إلى تحديد موضوعات مناسبة تربط نصوص الكتاب المقدَّس معًا. يتجادل البعض لصالح وجود موضوع واحد شامل،[9] بينما يفضِّل البعض الآخر الاعتراف بوجود موضوعات متوازية.[10] وبالنظر إلى الطبيعة متعدِّدة الموضوعات للقصَّة الكتابيَّة، فقد وضع عديد من العلماء دراسات بخصوص موضوعات معيَّنة تدعم الوحدة اللاهوتيَّة للكتاب المقدَّس، دون الادِّعاء بأنَّ أيَّ موضوع واحد يجب أن يُنظر إليه على أنَّ له مكانة فوق كلِّ الموضوعات الأخرى.[11]
الوعد والتحقيق
كلُّ قصَّة لها بداية. والأصحاحات الافتتاحيَّة من سفر التكوين هيَّأت المشهد. إذ تصف كيف تحطَّمت العلاقة الإلهيَّة-البشريَّة التي أسَّسها الله عند الخلق؛ وكيف كانت لخيانة آدم وحوَّاء لله في جنَّة عدن عواقب على العالم بأسره. لقد فشلا في ممارسة السلطة على الحيَّة الغامضة، التي تقف معارضة لله، وأنصتا إلى المخلوق وليس إلى الخالق. ولقد عوقبا بسبب عصيانهما لله، كذلك تمَّ عقاب من حرَّضهما على العصيان. ويلا السخرية، فإن الحيّة–التي تمَّ تحديدها في مكان آخر على أنَّها الشيطان أو إبليس– يعلن الله أنها ستُهزَم في النهاية على يد نسل المرأة (تكوين 3: 15). يمثِّل هذا الوعد الرسميُّ بداية قصَّة سفر التكوين، والتي تتتبَّع نسلاً فريدًا، سيأتي في النهاية بالذي سيهزم الحيَّة. ومع اتِّباع خطِّ نسل حوَّاء، يتمُّ تقديم مزيد من الوعود الإلهيَّة، ممَّا يخلق توقُّعات مستقبليَّة عن ملك فريد يكون محور بركة الله للأمم. يربط السرد المستمرُّ في الأسفار من التكوين إلى صموئيل هذه الوعود بنسل داود؛ وفي النهاية يجدون اكتمالهم في يسوع المسيح. وبهذه الطريقة، فإنَّ العهد القديم والعهد الجديد مرتبطان معًا بمفهوم تحقيق الوعد.
الرمز أو المثال (Typology)
من منظور آخر، لدى القصَّة الكتابيَّة الشاملة بُعدًا تيبولوجيًا. يقدِّم جريميه جولدثواي مقدِّمة مفيدة للبعد التيبولوجي للقصَّة الكبيرة في كتابه “اللاهوت الكتابيُّ المتمركز حول المسيح: أسس ومبادئ التفسير.”[12] ووفقًا لجولدثواي، يبدأ التاريخ الكتابيُّ بالخلق، وبعد العواقب المأساويَّة لطرد آدم وحوَّاء من جنَّة عدن، بدأت بداية جديدة مع دعوة إبراهيم والعهد الذي قطعه الله معه. يدعم هذا العهد خروج العبرانيِّين من العبوديَّة في مصر وإلزام المفديِّين بتعليمات العهد التي أعطاها الله من خلال موسى على جبل سيناء. وهذا بدوره يدعم مسؤوليَّة شعب إسرائيل تجاه إلههم عندما يأتي بهم إلى أرض الموعد، ويمنحهم ملكيَّتها، ويقيم لهم ملكًا ويؤسِّس صهيون وهيكلها كنقطة مركزيَّة لحضور الله بين شعبه.
من المهمِّ أنَّ جولدثواي لاحظ كيف أنَّ الأحداث من الخلق إلى بناء الهيكل في أورشليم توفِّر نموذجًا للآمال الأخرويَّة للأنبياء. فقد توقع الأنبياء خروجًا ثانيًا سيقود في النهاية إلى أناس يعيشون مع الله في حالة استثنائيَّة في أورشليم الجديدة. ومع وضع هذا في الاعتبار، يفسِّر جولدثواي كتابات ما بعد السبي على أنَّها تدلِّل على أنَّ العودة من بابل في نهاية القرن السادس قبل الميلاد لم تحقِّق التوقُّعات المثاليَّة للأنبياء. وتشير التوقُّعات النبويَّة إلى مجيء ملك فريد من نسل داود، والذي سيحكم نيابةً عن الله كآدم الثاني. سيحكم هذا الملك في النهاية على جميع الأمم، ويحقِّق خطَّة الله الفدائيَّة. كلُّ هذا سيبلغ ذروته في إعادة خلق الأرض، ممَّا سيؤدِّي إلى أن يسكن الله مع البشر المفديِّين من جميع الأمم.
يمكِّن نهج جولدثواي التيبولوجي قرَّاء الكتاب المقدَّس من رؤية كيف أنَّ الأحداث المرتبطة بإنقاذ الله لبني إسرائيل من العبوديَّة في مصر وامتلاكهم اللاحق لأرض كنعان توفِّر تيبولوجي للخلاص الأعظم الذي يأتي من خلال يسوع المسيح. وباستخدام التيبولوجي، يقارن كاتب رسالة العبرانيِّين العهد الجديد الذي أطلقه يسوع بالعهد القديم على جبل سيناء. إنَّه يؤكِّد، مع أمور أخرى، أنَّ يسوع هو رئيس كهنة أفضل مقارنةً برئيس الكهنة اللاويِّ، لأنَّ يسوع قد دخل الهيكل السماويَّ، وأنَّ الهيكل الأرضيَّ ليس سوى “شبه وظلٍّ” للهيكل السماويِّ (عبرانيِّين 8: 1-13).
الخلاصة
إنَّ دراسة اللاهوت الكتابيِّ ليست غاية في حدِّ ذاتها. إنَّها بالأحرى أداة لفهم الكتاب المقدَّس بشكل أفضل باعتباره كلمة الله الموحى بها. يساعدنا علم اللاهوت الكتابيِّ على رؤية الصورة الكبرى، وتقدير الموضوعات التي تجمع الكتاب المقدَّس معًا، وفهم كيفيَّة تطوُّر القصَّة، وأن نرى كيف أنَّ وعود العهد القديم، والتي تمَّ التعبير عنها أحيانًا من خلال العهود، التي تتحقَّق في يسوع المسيح، كما هو مكتوب في العهد الجديد، ونقدِّر كيف يقدِّم العهد القديم أنماطًا أو أنواعًا تشرح التطوُّرات اللاحقة في القصَّة.
تدور دراسة اللاهوت الكتابيِّ حول فهم كيفيَّة إسهام كلِّ جزء من الكتاب المقدَّس بطريقة مميَّزة في القصَّة الشاملة للكتاب المقدَّس، وكيف أنَّ إدراكنا لهذه القصَّة يعلن عن فهمنا لكلِّ جزء من أجزاء الكتاب المقدَّس. عندما يتحقَّق ذلك، يصبح اللاهوت الكتابيُّ متمحورًا حول المسيح.
[1] Brian S. Rosner, “Biblical Theology,” in The New Dictionary of Biblical Theology, ed. T. Desmond Alexander and B. S. Rosner (Leicester: IVP, 2000), 3.
[2] في عام 1644 نشر هنريكوس من ديست عملاً بعنوان “اللاهوت الكتابيُّ” (دافينتري: جون يانسون، 1644) حيث رتَّب فيه مجموعات من النصوص الكتابيَّة تحت 23 موضوعًا عقائديًّا.
[3] حتَّى الكتب الفرديَّة قد تكون مؤلَّفة من وثائق سابقة تعكس وجهات نظر مختلفة عن الله.
[4] على سبيل المثال، وفقًا لكتاب جورج إل باور “لاهوت العهد القديم، أو المخطَّط الكتابيُّ للآراء الدينيَّة للعبرانيِّين القدماء من الأزمنة الأولى إلى بداية العصر المسيحيِّ” (لندن: تشارلز فوكس، 1838)، في زمن إبراهيم، كان الله إله عائلة، واحدًا من عديد من الآلهة. وفي زمن موسى، تمَّت ترقية إله العائلة، إله آبائهم، إلى مرتبة إله قوميٍّ. وفي وقت لاحق، وسَّع الأنبياء الإيمان بالإله القوميِّ إلى إيمان توحيديٍّ، إذ آمنوا أنَّ الله هو “خالق كلِّ البشر”.
[5] يجب عدم المبالغة في التناقض بين سفر الأمثال وسفر أيُّوب. الأمثال نفسها تحتوي على تعليقات كافية لتبديد الاعتقاد بأنَّ الصالحين دائمًا ما ينجحون مادِّيًّا أكثر من الأشرار (انظر أمثال 19: 1؛ 28: 6، 11؛ 30: 8-9).
[6] Graeme Goldsworthy, According to Plan: The Unfolding Revelation of God in the Bible (Leicester: Inter-Varsity, 1991); Willem A. VanGemeren, The Progress of Redemption: From Creation to the New Jerusalem (Carlisle: Paternoster, 1995).
[7] Christopher J. H. Wright, The Mission of God: Unlocking the Bible’s Grand Narrative (Nottingham: IVP, 2006).
للحصول على نهج مماثل، انظر:
Vaughan Roberts, God’s Big Picture: Tracing the Story-Line of the Bible (Leicester: IVP, 2003); Craig G. Bartholomew and Michael W. Goheen, The Drama of Scripture: Finding Our Place in the Biblical Story (Grand Rapids, Mich.: Baker Academic, 2004).
[8] Wright, The Mission of God: Unlocking the Bible’s Grand Narrative, 55; cf. N. T. Wright, The New Testament and the People of God, vol. 1, Christian Origins and the Question of God, (London: SPCK, 1993).
[9] على سبيل المثال:
Wright, The Mission of God: Unlocking the Bible’s Grand Narrative; James M. Hamilton, God’s Glory in Salvation through Judgment: A Biblical Theology (Wheaton: Crossway, 2010); Peter John Gentry and Stephen J. Wellum, Kingdom through Covenant: A Biblical-Theological Understanding of the Covenants (Wheaton: Crossway, 2012); J. Scott Duvall and J. Daniel Hays, God’s Relational Presence: The Cohesive Center of Biblical Theology (Grand Rapids: Baker Academic, 2019).
[10] على سبيل المثال:
Charles H. H. Scobie, The Ways of Our God: An Approach to Biblical Theology (Grand Rapids/Cambridge: Eerdmans, 2003); Scott J. Hafemann and Paul R. House, eds., Central Themes in Biblical Theology: Mapping Unity in Diversity (Grand Rapids: Baker Academic, 2007); T. Desmond Alexander, From Eden to the New Jerusalem: An Introduction to Biblical Theology (Grand Rapids: Kregel, 2009).
[11] على سبيل المثال:
Gregory K. Beale, The Temple and the Church’s Mission: A Biblical Theology of the Dwelling Place of God, New Studies in Biblical Theology, (Leicester: Apollos, 2004); Richard M. Davidson, Flame of Yahweh: Sexuality in the Old Testament (Peabody: Hendrickson Publishers, 2007); Thomas R. Schreiner, The King in His Beauty: A Biblical Theology of the Old and New Testaments (Grand Rapids: Baker, 2013); Thomas R. Schreiner, Covenant and God’s Purpose for the World, Short Studies in Biblical Theology, (Wheaton: Crossway, 2017); T. Desmond Alexander, The City of God and the Goal of Creation (Wheaton: Crossway, 2018).
[12] Nottingham: Apollos, 2012.