يعترف د. أ. كارسون بأنَّ تعريفه للعبادة “طويل جدًّا ومعقَّد للغاية”، لكنَّه في كتابه “العبادة بحسب الكتاب” (Worship by the Book) يفرد 36 صفحة لكي يشرح كلَّ أبعاد هذا التعريف.
إنَّ العبادة هي الاستجابة المناسبة من جميع الكائنات الأخلاقيَّة الواعية نحو الله، وهي تُعيد بابتهاج كلَّ الكرامة والاحترام لخالقها، لأنَّه مستحقٌّ.
في هذا الجانب من السقوط، تستجيب عبادة الإنسان لله بشكل مناسب مع تدابير الفداء التي صنعها الله بفضل نعمته.
وبينما تتمركز كلُّ العبادة الحقيقيَّة حول الله، فإنَّ العبادة المسيحيَّة ليست أقلَّ تمركزًا حول المسيح. فإنَّها تتجلَّى في كلِّ حياتنا مدعومة بالروح القدس ومتماشية مع نصوص العهد الجديد. فهي تجد دافعها في الإنجيل، الذي يستعيد علاقتنا مع الله فادينا، وبالتالي أيضًا مع المشتركين معنا في العبادة، الحاملين لصورة الله.
لذلك تعلن مثل هذه العبادة عن نفسها في كلٍّ من التعبُّد أو السلوك، سواء في عبادة المؤمن منفردًا أو في العبادة الجماعيَّة، التي تُقدَّم في سياق جسد المؤمنين، الذين يسعون جاهدين لكي تكون جميع أشكال تكريسهم لله، متماشية مع عظمة وصايا العهد الجديد والأمثلة التي تُحقِّق أمجاد الوحي السابق وتتوقَّع تتميمه.