كليشيه | المتعة في الطريق مش الوصول

YouTube player

في أثناء محاولات البعض للتخفيف من قسوة الحياة إللي بنعيشها، ظهر لينا في مجتمعنا المسيحي كليشيه تم استيراده من خارج الكنيسة، وبعد ما استوردناه عمدناه وأصبح “تصريح مسيحي”.

بيقول إيه التصريح ده، “المتعة مش في الوصول لكن في الطريق”.. إيه الغلط في عبارة زي دي، وليه ممكن نعمل حلقة عنها وتضيع من عمرك دقيقتين تلاتة تسمعها؟

المسيحية دايمًا بتقول إن الطريق هو طريق لأجل هدف وهو الوصول:

لما بنقاسي ونتعب في حياتنا، مينفعش يكون رجاءنا إن الحياة دي هي مصدر استمتاعنا، صحيح إحنا مطلوب مننا إننا نفرح في الرب حتى في أوقات الضيق، بس نفرح وإحنا مليانين رجاء إن هدفنا النهائي هو في الوصول..

اتخيل كده معايا شخص قرر يسافر، هيروح مكان جميل جدًا جدًا، المكان ده هو وجهته الحقيقية إللي عايز يروحلها.. قابل تحديات في طريق السفر، العربية عطلت، مكنش فيه خدمات كويسة ع الطريق، الأكل مكنش كويس.. الشخص ده عارف إن في النهاية ده طريق، هيخلص هيخلص لكنه مثبت نظره على المكان الجميل!

طب نفس الشخص ده لو وهو مسافر للمكان الرائع إللي مستنيه لقى طريق مريح، وسيلة مواصلات سهلة، طريق كده تبص يمين تلاقي شجر وشمال تلاقي بحر.. هل الشخص ده هيقرر يقعد في الطريق ده وميروحش المكان النهائي!!

في رومية 8 بولس يقول “فَإِنِّي أَحْسِبُ أَنَّ آلاَمَ الزَّمَانِ الْحَاضِرِ لاَ تُقَاسُ بِالْمَجْدِ الْعَتِيدِ أَنْ يُسْتَعْلَنَ فِينَا.” ونفس الفكرة يقولها في 1كورنثوس 15 “إِنْ كَانَ لَنَا فِي هذِهِ الْحَيَاةِ فَقَطْ رَجَاءٌ فِي الْمَسِيحِ، فَإِنَّنَا أَشْقَى جَمِيعِ النَّاسِ.“.

رجاءنا إللي بيصبرنا على مشقات الرحلة مش إننا نحلي الرحلة في عنينا، مش إننا نصبر نفسنا بإن الرحلة إللي هي وسيلة للوصول أصبحت هي محطتنا الأخيرة. رجائنا مبني إننا لو عشنا في رحلة مليانة صعوبات، أو حتى مليانة بركة وخير، في الحالتين مينفعش أبدًا نقارنها بالوصول.

لو أنت بتقود شباب في مسيرة حياتهم، معاهم خطوة بخطوة في تلمذتهم للرب، مش كفاية إنك تستمتع بالرحلة دي.. مش كفاية أبدًا إن كل مرة يكون لسان حالك أديني موجود والدنيا كويسة وممتعة وماشية والشباب مبسوطين..

بولس بيقول في كولوسي الأصحاح 1 إنه ماشي في رحلة إنذار وتعليم للكنيسة، بس وهو عنده هدف عايز يوصله “لِكَيْ نُحْضِرَ كُلَّ إِنْسَانٍ كَامِلاً فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ.”.

ساعات كتير دعاوي الاستمتاع بالرحلة بتكون دعاوي ركود وقبول بالوضع، دعاوي بتقتل السعي والاجتهاد للوصول.. اتعب ليه وابني بيت لما ينفع اعمل خيمة مكاني هنا وأعيش فيها!

متعش أبدًا تعيس، استمتع بالرب أولًا وبخطته ليك في الحياة، بس افتكر إن الاستمتاع ده مينفعش يتقارن أبدًا بمحطة الوصول.. كل فرحة ومتعة هنا في الرب، هي عربون للفرحة الكبيرة وأحنا معاه في البيت الأبدي.

شارك مع أصدقائك

جوزيف أنطون

حاصل على ماجستير الدراسات الكتابية من كلية ناشيونال للاهوت، وماجستير اللاهوت من كلية نيوجنيفا. يخدم في في مجال التعليم والتدريس في أكثر من كلية لاهوت بمصر.