الله يكشف كل أسراره للمؤمنين
ترانيم كتير ووعظات فيها فكرة حلقتنا النهاردة، “بما أنك ابن لربنا، فالله هيعلن ليك كل أسراره”! “احنا كمؤمنين لينا ميزة عن بقية الناس إننا نقدر نفحص أعماق الله، وده لأن علاقتنا ببعض خلاص مبقاش فيها أي فصل أو أسرار.. ده كفاية الرب قال “هو أنا هخبي عن إبراهيم إللي أنا هعمله”.
هل ده صحيح؟ هل واحدة من بركات تبريرنا إننا نقدر نفهم الله بالكامل؟
عشان نعرف إيه مشكلة الفكرة دي لازم نعرف مين هو الإنسان ومين هو الله؟
مين هو الإنسان؟
يقول بولس الرسول النص المشهور في 1كورنثوس 13 “الآنَ أَعْرِفُ بَعْضَ الْمَعْرِفَةِ“! الشخص إللي بيعلم عن إن المؤمن بفداء المسيح له بقى يقدر يعرف كل أسرار الله، بيجي جدًا على حق كلمة “الآن” في الآية اللي فاتت.. ربما مش بيكون قصده يقول إننا بقينا الله عارفين كل حاجة، لكن بينسى إننا ما زلنا في الجسد! الجسد إللي طبيعته إنه مش بيعرف كل حاجة!
وده ينقلنا بسرعة على نقطة تاني، مين هو الله؟ المرنم في مزمور 139 بيتكلم عن معرفة الله فيقول:
“يَا رَبُّ، قَدِ اخْتَبَرْتَنِي وَعَرَفْتَنِي. أَنْتَ عَرَفْتَ جُلُوسِي وَقِيَامِي. فَهِمْتَ فِكْرِي مِنْ بَعِيدٍ…. لأَنَّهُ لَيْسَ كَلِمَةٌ فِي لِسَانِي، إِلاَّ وَأَنْتَ يَا رَبُّ عَرَفْتَهَا كُلَّهَا“
ويتجاوب مع ده، إن ده الله كلي المعرفة، وإني أنا كإنسان مؤمن مش كده. يكمل ويقول:
“عَجِيبَةٌ هذِهِ الْمَعْرِفَةُ، فَوْقِي ارْتَفَعَتْ، لاَ أَسْتَطِيعُهَا.“
أيوه لا استطيعها.. الله أعلن لينا، ميزنا بإعلان خاص موجود في ابنه يسوع المسيح وكلمته، لكن بالرغم من الإعلان ده، إلا إن فيه أسرار ما زالت وهتفضل هي للرب! في تثنية 29: 29 مكتوب
“السَّرَائِرُ لِلرَّبِّ إِلهِنَا، وَالْمُعْلَنَاتُ لَنَا وَلِبَنِينَا إِلَى الأَبَدِ”.
في 2كورنثوس 2 بولس بيقول إن “الرُّوحَ يَفْحَصُ كُلَّ شَيْءٍ حَتَّى أَعْمَاقَ اللهِ.” ده لأنه الله! الله عنده القدرة على معرفة كيانه بالكامل، الله عنده القدرة على فحص أعماقنا بكل وضوح، لكن القدرة دي مش متبادلة.. إحنا معندناش نفس القدرة إننا نقتحم أسرار الله ونعرفها بالكامل، إلا للأمور إللي أراد هو إنه يعلنها لشعبه.
ساعات كتير كمؤمنين بسبب التعليم ده بنجري ورا السرائر وننسى المعلنات. نفني حياتنا الروحية في محاولة لاكتشاف كل ما أراد الله لينا إنه يبقى سر.. نحس بتقوى أكتر أو روحانية أكتر لو اتكلمنا كتير بلغة مليانة صعوبة أو مش مفهومة لأنها مليانة أسرار..
ربنا عايزنا فعلًا ننفق حياتنا لمجده، لكن مش ورا السرائر.. تكملة النص إللي قولناه في تثنية 29 يقول “السَّرَائِرُ لِلرَّبِّ إِلهِنَا، وَالْمُعْلَنَاتُ لَنَا وَلِبَنِينَا إِلَى الأَبَدِ، لِنَعْمَلَ بِجَمِيعِ كَلِمَاتِ هذِهِ الشَّرِيعَةِ“
قدامنا كتير من المعلنات مطلوب مننا إننا ننشغل بيها ونعملها، ووحنا بنعملها نفتكر إننا أواني خزفية، إننا لسه في هذا الدهر، الآن زي ما بولس قال.. ونمجد ربنا وإحنا بنقوله “ عَجِيبَةٌ هذِهِ الْمَعْرِفَةُ، فَوْقِي ارْتَفَعَتْ، لاَ أَسْتَطِيعُهَا.“