“بينما يتحاور اللاهوتيون يتسلل البسطاء إلى الملكوت.”
كليشيه ناس كتير بتستخدمه، عشان تريح دماغها، وما تديش نفسها فرصة أنها تفكر بعمق، وتفحص كتير من الأفكار والتعاليم اللي بتتقال. فبقوا حاطين على دماغهم ورقة مكتوب عليها: أهم حاجة البساطة. وبيسخدموا كلمات الرسل بولس لما قال: أخاف أنه كما خدعت الحية حواء… هكذا تفسد أذهانكم عن البساطة التي في المسيح، بنفس المنطق بتاع لا تناقش ولا تجادل.
ورغم أن كلمات بولس هنا مش موضوعنا، لكن كلمة بساطة في اليوناني مش معناها إطلاقًا أننا ما نفكرش ونتعمق في الحق الكتابي. لكن معناها الإخلاص والطهارة تجاه المسيح.
لكن تعال فكر معايا في كليشيه: بينما يتحاور اللاهوتيين…
الكليشيه ده بيخلينا نقيس إذا كنا هنقبل عقيدة أو تعليم، ولا هنرفضه، بمقياس خطير جدًا: وهو التعليم ده بسيط ولا لاء. فبنشوف ناس بتقبل بحماس عقائد زي محبة الله والعلاقة معاه، لأنها سهلة وبسيطة. لكنهم مش قادرين يقبلوا عقائد زي الثالوث والخطية الأصلية، لأنها مش بسيطة.
بس أنا عايز أقول لك إن كتير من الأمور اللي حوالينا معقدة لأنها حقيقية. والعكس، كتير من الأمور البسيطة، بسيطة لأنها مش حقيقية. زي الفرق بين العربية الحقيقية والعربية اللعبة.
افتح العربية اللعبة وشوف مدى بساطتها: مجرد موتور وبطارية. لكن العربية الحقيقية، لأنها حقيقية، مليانة تفاصيل وتعقيدات دقيقة.
الكليشيه ده ضد القدرات العقلية والذهنية اللي الله حطها فينا، عشان نقدر نستوعب أصعب النظريات الفيزيائية والعلمية. فليه بنبخل أننا نستخدم نفس القدرات في التفكير في الأمور الروحية؟ فالكتاب بيدعونا أننا نحب الرب بكل قلبنا وكل فكرنا. فالفحص والاجتهاد والتفتيش هو جزء من عبادتنا ومحبتنا للرب. وهو تعبير عن إننا بنحب الرب، مش بس بمشاعر حماسية ملتهبة، لكن كمان بعقلنا وفكرنا.
الكليشيه ده كمان متناقض مع حياتنا العملية. تخيل لو انت قررت في مجال شغلك، إنك ما تطورش نفسك، ولا تتعمق في مجال شغلك ودراستك. هتلاقي نفسك بعد شوية، خارج المنافسة في سوق العمل.
صحيح الكتاب بيشجعنا يكون لينا إيمان الأطفال في بساطته، وجوع الأطفال للتعليم الكتابي الصحيح. لكنه كمان بيحذرنا من أننا نفضل أطفال، غير ناضجين، محمولين بكل ريح تعليم.
أي أب في الدنيا بيحب ابنه، وبيستمتع بيه وهو طفل، لكن ايه شعور الأب ده، لو ابنه ده فضل طفل.