كليشيه | المسيح مجاش ينادي بعقيدة

YouTube player

بتخيل هارون الكاهن، لما عمل للشعب العجل الذهبي في سفر الخروج، عشان يعبدوه؛ إنه قالهم كلمات شبه:

إحنا بنعبد شخص مش بنعبد عقيدة… بطلوا تحطوا ربنا في قوالب. العجل ده هو يهوه. هو ده الرب اللي أخرجكم من أرض مصر.

بنسمع كتير كليشيهات زي المسيح مجاش ينادي بعقيدة. والحقيقة كليشيه جميل وخطير في نفس الوقت.

هو جميل، لأن فعلًا المسيحية أكتر من مجرد عقيدة وتعليم، لكنها مش أقل من كده. واحنا مش مُطالبين أننا نختار ما بين المسيح والعقيدة، أو بين المسيح والكتاب المقدس.

فلما بتيجي تتكلم عن المسيح، أنت تقصد أنهي مسيح. هل بتقصد مسيح الإسلام؟ ولا مسيح شهود يهوه؟ ولا المسيح ابن الله اللي تجسد ومات وقام؟

هنا إيماننا بشخص المسيح اتحدد من خلال العقيدة، واللي بتقوله كلمة الله عنه. العقيدة بالنسبة للمؤمن الحقيقي هي زي الأسوار اللي دورها أن متخليش ذهنك مُستباح لكل ريح تعليم.

إحنا ما نقدرش نعرف الله معرفة حقيقية، لو كان لينا معرفة خاطئة أو مشوهة عنه. وبالتالي ما ينفعش تكون معرفتنا بالله نابعة من التخمين أو من آرائنا الشخصية، وإنما من كلمة الله.

بيقول لنا سفر أعمال الرسل أصحاح 18 عن واحد اسمه أبولوس أنه كان حار في الروح. ورغم كده، غيرته الروحية مكانتش كفاية. كان لازم يجي خدام أتقياء، زي أكيلا وبريسكلا، ياخدوه ويتلمذوه، ويقدموا له التعليم الصحيح عن المسيح.

في كل مرة بنقلل من أهمية التعليم والعقيدة، إحنا بننصب ذواتنا، إنها تكون الحكم والمقياس اللي بيحدد التعليم الصحيح، مش كلمة الله.

شارك مع أصدقائك

مينا م. يوسف

يدرس حاليًا درجة الدكتوراة (Ph.D) في الإرساليات والأديان المقارنة في الكليّة المعمدانيّة الجنوبيّة، بولاية كنتاكي الأمريكيّة. كما حصل على درجة الماجستير (M.A) في الدراسات الإسلاميّة من جامعة كولومبيا الدوليّة، بولاية ساوث كارولاينا الأمريكيّة. ويعمل كمدير مشروعات الشرق الأوسط في خدمات الألفيّة الثالثة، وكمساعد أستاذ للدراسات العربيّة والإسلامية بالكليّة المعمدانية الجنوبية. كما شارك في تأليف كتاب Medieval Encounters باللغة الإنجليزيّة.