لجنة التحرير: في أكتوبر 2010، صَدَرَ كتاب 40 سؤالًا عن المسيحيِّين والناموس الكتابي للدكتور تُومْ شْرَايْنِرْ. أعتقد أنَّ هذا الكتاب أصبح الآن الكتاب المَرجِعِيّ للحصول على مُقَدِّمة يسيرة لكافَّة القضايا الرئيسة المرتبطة بالإنجيل والناموس، دور الناموس في تاريخ الفداء، تطبيق الناموس اليوم، إلى آخره.
لقد تَفَضَّلَتْ مُؤَسَّسة كْرِجِلْ Kregel (ناشر الكتاب) بمنحي الإذن بنشر السؤال رَقْم 37: “هل لا يزال السَّبْتُ مطلوبًا بالنسبة للمسيحيِّين؟”
لا يزال المؤمنون اليوم يتجادلون حول ما إذا كان السَّبْتُ مطلوبًا أم لا. لقد أُعْطِيَ السَّبْتُ لإسرائيل كعلامة عهد، وأُمِرَ إسرائيل أن يستريح في اليوم السابع. نرى في مواضع أخرى بِكُتُب العهد القديم أنَّ للعهود علامات، فعلامة العهد النُّوحَوِي هي قَوْس قُزَحَ (تكوين 9: 8-17)، وعلامة العهد الإبراهيمي هي الختان (تكوين 17). كان النموذج للسَّبْت هو راحة الله في اليوم السابع من الخليقة (تكوين 2: 1-3)، وهكذا أيضًا طُلِبَ من إسرائيل أن يستريحوا من العمل في اليوم السابع (خروج 20: 8-11؛ 31: 12-17). ما الذي كان يعنيه عدم عمل إسرائيل في السَّبْت؟ يَسرُد (شكل 5) أنواع الأنشطة المحظورة والمسموح بها.
شعب إسرائيل وحفظ السبت
كان السَّبْتُ بالتأكيد يومًا مُخَصَّصًا للشأن الاجتماعي؛ فَقَدْ فُرِضَت الراحة على كُلِّ بني إسرائيل، بما في ذلك أبناؤهم وعبيدهم وحتَّى حيواناتهم (تثنية 5: 14). كان السَّبْتُ أيضًا يومًا لإكرام الرَّبِّ وعبادته، فَقَدْ كانت تُقَدَّم للرَّبِّ مُحْرَقَات خاصَّة في السَّبْت (عدد 28: 9، 10)، ومزمور 92 هو تسبيحة ليوم السَّبْت تُعَبِّر عن تسبيح الله على رحمته (مَحَبَّته الثابتة) وأمانته. طُلِبَ من إسرائيل حفظ السَّبْت إحياءً لذكرى عمل الرَّبِّ في إنقاذهم كعبيد من العبوديَّة المصريَّة (تثنية 5: 15)، وهكذا يرتبط السَّبْت بعهد إسرائيل مع الرَّبِّ؛ إذ إنَّه يحتفل بتحريرها من العبوديَّة؛ فالسَّبْت إذًا هو علامة العهد بين الرَّبِّ وإسرائيل (خروج 31: 12-17؛ حِزْقِيَال 20: 12-17). لقد وعد الرَّبُّ ببركة عظيمة للذين يحفظون السَّبْت (إِشَعْيَاء 56: 2، 6؛ 58: 13، 14)، ولم يَكُنْ كسر وصيَّة السَّبْت بالأمر الزهيد؛ حيث كانت تُوَقَّع عقوبة الإعدام على مَنْ ينتهك هذه الوصيَّة عَامِدًا (خروج 31: 14، 15؛ 35: 2؛ عدد 15: 32-36)، مع أنَّ جمع المَنِّ في السَّبْت قبل تقنين الناموس الموسوي لم يستوجب مثل هذه العقوبة (خروج 16: 22-30). دَاوَمَتْ إسرائيل على انتهاك السَّبْت -علامة العهد- وهذا هو أحد أسباب سبي الشعب (إرميا 17: 21-27؛ حِزْقِيَال 20: 12-24).
شكل 5أ: العمل المحظور في السَّبْت | |
إشعال نار | خروج 35: 3 |
التقاط المَنِّ | خروج 16: 23-29 |
بيع بضائع | نحميا 10: 31؛ 13: 15-22 |
حَمْل أحمال | إرميا 17: 19-27 |
شكل 5ب: الأنشطة المسموح بها في السَّبْت | |
الحَمَلات العسكريَّة | يشوع 6: 15؛ 1ملوك 20: 29؛ 2ملوك 3: 9 |
ولائم الزواج | قضاة 14: 12-18 |
أعياد التدشين | 1ملوك 8: 65؛ 2أخبار الأيام 7: 8، 9 |
زيارة رَجُل الله | 2ملوك 4: 23 |
تغيير حُرَّاس الهيكل | 2ملوك 11: 5-9 |
تَهْيِئَة خُبْزِ الْوُجُوهِ ووضعه أمام الرَّبِّ | 1أخبار الأيام 9: 32 |
تقديم الذبائح | 1أخبار الأيام 23: 31؛ حِزْقِيَال 46: 4، 5 |
واجبات الكهنة واللاويِّين | 2ملوك 11: 5-9؛ 2أخبار الأيام 23: 4، 8 |
فتح الباب الشرقيّ | حِزْقِيَال 46: 1-3 |
خلال حِقْبَة الهيكل الثاني، استمرَّت وجهات النظر حول السَّبْت في التَّطوُّر. ليس هدفي هنا إجراء دراسة كاملة، وإنَّما سَأُقَدِّم عددًا من الأمثلة لتوضيح مدى جِدِّيَّة تعامُل اليهود مع السَّبْت. كان السَّبْت يوم احتفال ووليمة؛ ومن ثَمَّ كان الصوم فيه ليس بالأمر المناسب (يهوديت 8: 6؛ 1مكابيِّين 1: 39، 45). في البداية، رفض الحشمونيُّون القتال في السَّبْت، لكن بعد هزيمتهم في المعركة غَيَّروا رأيهم وبدأوا القتال في السَّبْت (1مكابيِّين 2: 32-41؛ قارِنْ: Josephus, Jewish Antiquities 12.274, 276–277). يُقَدِّم مُؤَلِّف كتاب اليُوبِيلَات وجهة نظر صارمة حول السَّبْت (اليُوبِيلَات 50: 6-13)، فهو يُشَدِّد على أنَّه لا يجب القيام بأي عمل، مُحَدِّدًا عددًا من المهام المحظورة (50: 12، 13). يُحْظَرُ الصوم لأنَّ السَّبْت هو يوم للاحتفال والولائم (50: 10، 12)، وتُحْظَرُ أيضًا العلاقة الجنسيَّة مع الزوجة (50: 8)، بينما يُسمَح بتقديم الذبائح المنصوص عليها في الناموس (50: 10). مَنْ ينتهك وصايا السَّبْت يجب أن يموت (50: 8، 13). السَّبْت دهري، وحتَّى الملائكة يحفظونه (2: 17-24). في الواقع، حَفِظَت الملائكة السَّبْت في السماء قبل أن يُؤَسَّس على الأرض (2: 30). يَتَّفِق كُلُّ الكُتَّاب اليهود على أنَّ الله أوصى إسرائيل بالراحة الحرفيَّة، مع أنَّه ليس من المُستَغرَب أن يُفَكِّر فيلو في الراحة أيضًا من حيث الراحة في الله (Sobriety, 1:174 أو الفيلسوف اليهودي فيلو السكندري – الأعمال الكاملة – الجزء الثاني، عن الصَّحْو، 1: 174) ومن حيث امتلاك أفكار مناسبة عن الله (Special Laws, 2:260). يُفَسِّر فيلو أيضًا الرَّقْم 7 بشكلٍ رمزيّ (Moses, 2:210 أو الفيلسوف اليهودي فيلو السكندري – الأعمال الكاملة – الجزء الثالث، عن حياة موسى، 2: 210).
كانت جماعة قُمران صارمة إلى حَدٍّ بعيد فيما يتعلَّق بحفظ السَّبْت، مُؤَكِّدةً على ضرورة اتِّباع التفسير الصحيح (وثيقة دمشق القاهريَّة 6: 18؛ 10: 14-23). حتَّى إذا سقط حيوان في حُفْرَةٍ، فلا ينبغي مساعدته في السَّبْت (وثيقة دمشق القاهريَّة 11: 13-14)، وهو أمرٌ يفترض يسوع أنَّه مسموح به عندما يتحدَّث إلى الْفَرِّيسِيِّينَ (مَتَّى 12: 11). يوجد في المِشْنَا تسعةٌ وثلاثون نوعًا مختلفًا من العمل محظور في السَّبْت (المِشْنَا، القسم الثاني: قسم المواسم والأعياد، المبحث الأوَّل: شَبَات-السَّبْت، الفصل السابع: ب).
يسوع والسبت
لا أعتقد أنَّ السَّبْت مطلوب من المؤمنين الآن بعد أن جاء عهد المسيح الجديد في شخص يسوع المسيح. ينبغي أن أقول، قبل كل شيء، إنَّ هدفي هنا ليس تكرار ما كتبته عن السَّبْت في الأناجيل؛ حيث إنَّ نصوص السَّبْت قد خضعت للبحث هناك، لكنَّ هدفي هنا هو جمع الخيوط معًا فيما يتعلَّق بِسَرَيَان السَّبْت اليوم. تَوَخِّيًا للدِّقَّة، لا يلغي يسوع السَّبْت بوضوح، ولا ينتهك أحكامه، ومع ذلك فإنَّ التركيز على الفرائض الذي نراه واضحًا في كتاب اليُوبِيلَات وفي جماعة قُمران وفي المِشْنَا يغيب في تعليم يسوع. ذَكَّر يسوع مُستَمِعيه بأنَّ “ٱلسَّبْتُ إِنَّمَا جُعِلَ لِأَجْلِ ٱلْإِنْسَانِ، لَا ٱلْإِنْسَانُ لِأَجْلِ ٱلسَّبْتِ” (مرقس 2: 27)، فمن الواضح أنَّ بعض قطاعات الديانة اليهوديَّة كانت قد فَقَدَتْ هذا المنظور بحيث فَقَدَ السَّبْت بُعْدَهُ الإنسانيّ. لقد انشغلوا بالقواعد لدرجة أنَّهم نَسُوا الرحمة (مَتَّى 12: 7). حَزِنَ يسوع عَلَى غِلَاظَةِ قُلُوبِ الْفَرِّيسِيِّينَ؛ إذ كانوا يفتقرون إلى مَحَبَّة المُتَأَلِّمين (مرقس 3: 5).
لا يُشَكِّل حفظ يسوع للسَّبْت دليلًا قويًّا على استمرار السَّبْت في عهد المسيح الجديد، فحفظه للسَّبْت هو أمرٌ منطقيٌّ للغاية؛ إذ إنَّه عاش تحت ناموس العهد القديم، فَقَدْ كان “مَوْلُودًا تَحْتَ ٱلنَّامُوسِ” مثلما يقول بولس (غلاطِيَّة 4: 4). من ناحية أخرى، تُلَمِّح القراءة المُتَأَنِّيَة لروايات الإنجيل إلى أنَّ السَّبْت لن يستمرَّ في لعب دَوْرٍ مُهِمٍّ، فيُعلِن يسوع بصفته ابن الإنسان أنَّه “رَبُّ ٱلسَّبْتِ أَيْضًا” (مرقس 2: 28)، فالسَّبْت لا يتسلَّط عليه، بل هو يتسلَّط على السَّبْت، فهو داود الجديد، المَسِيَّا، الذي يُشير إليه السَّبْتُ وكُلُّ كُتُب العهد القديم (مَتَّى 12: 3، 4). في الواقع، اِدَّعى يسوع أيضًا في (يوحنَّا 5: 17) أنَّه يعمل في السَّبْت مثل أبيه. إنَّ العمل في السَّبْت، بالطبع، هو ما يَحْظُرُه العهد القديم، لكنَّ يسوع ادَّعى أنَّه يجب أن يعمل في السَّبْت لأنَّه مُعادِلٌ لله (يوحنَّا 5: 18).
ومن المثير للاهتمام أن ننظر هنا في موقف رئيس المَجْمَع في (لوقا 13: 10-17). جادل رئيس المَجْمَع بأنَّ يسوع ينبغي أن يشفي المرضى في الأيام السِّتَّة الأخرى من الأسبوع، وليس في السَّبْت، وعلى أحد المستويات، تبدو هذه النصيحة معقولة جِدًّا، خاصَّةً إذا كانت وجهات النظر الصارمة حول السَّبْت التي كانت شائعة في الديانة اليهوديَّة صحيحةً، لكن الأمر اللافت للنظر هو أنَّ يسوع شَفَى مُتَعَمِّدًا في السَّبْت، فالشفاء هو ما “يَنْبَغِي” (ذِي δεῖ) أن يفعله فِي يَوْمِ السَّبْتِ (لوقا 13: 16). يبدو أنَّ يسوع فَعَلَ ذلك لإظهار تَفَوُّقه على السَّبْتِ وللتلميح إلى أنَّه ليس ساريًا إلى الأبد. قد تكون هناك إشارة في (لوقا 4: 16-21) إلى أنَّ يسوع يُتَمِّم يوبيل العهد القديم (لاويِّين 25)، فالراحة والفرح المأمولان في اليوبيل يَتِمَّان فيه؛ ومن هنا فإنَّ راحة السَّبْتِ واحتفاله يجدان ذروتهما في يسوع.
نَتَوَقَّع أنَّ السَّبْت لم يَعُدْ ساريًا لأنَّه كان علامة العهد للعهد الموسوي ومن الواضح، كما جادلتُ في مَوضِعٍ آخر بهذا الكتاب، أنَّ المؤمنين لم يعودوا تحت عهد سيناء؛ ولذا فإنَّهم لم يعودوا مُلزَمين بعلامة العهد أيضًا. كان السَّبْت، كعلامة عهد، يحتفل بإنقاذ إسرائيل من مصر، لكنَّ الخروج يَتَنَبَّأ، بحسب كُتَّاب العهد الجديد، بالفداء في المسيح. لم يتحرَّر المؤمنون بالمسيح من مصر؛ ومن ثَمَّ فإنَّ علامة العهد الخاصَّة بإسرائيل لا تنطبق عليهم.
الرسول بولس والسبت
من الواضح في رسائل بولس أنَّ السَّبْت ليس مُلزِمًا للمؤمنين. في رسالة كولوسي، يَصِف بولس السَّبْت، إلى جانب مُتَطَلَّبات مُتَعَلِّقة بالأطعمة والأعياد والأَهِلَّة (رؤوس الشهور)، بأنَّها ظِلٌّ (كولوسي 2: 16، 17). بعبارةٍ أخرى، يُشير السَّبْت إلى المسيح ويَتِمُّ فيه. إنَّ الكلمة اليونانيَّة المُتَرجَمَة “ظِلُّ” (إسْكْيَا σκιὰ) التي يستخدمها بولس لوصف السَّبْت هي ذات المُصطَلَح الذي استخدمه كاتب رسالة العبرانيِّين لوصف ذبائح العهد القديم: ليس الناموس إلَّا “ظِلُّ (إسْكْيَا σκιὰ) ٱلْخَيْرَاتِ ٱلْعَتِيدَةِ لَا نَفْسُ صُورَةِ ٱلْأَشْيَاءِ” (عبرانيِّين 10: 1)، وتُشبِه الحُجَّة على نحوٍ ملحوظ ما نراه في رسالة كولوسي: كلتا الحُجَّتَيْن تُقابِل بين عناصر الناموس، بصفتها ظِلًّا، و”ٱلْجَسَدُ [أو الجوهر]” (سُومَا σῶμα، كولوسي 2: 17) أو الـ “صُورَةِ” (إِيكُونَا εἰκόνα، عبرانيِّين 10: 1) الموجودَيْن في المسيح؛ لإظهار تَبَايُنهما. لا يستهين بولس بالسَّبْت، بل يُشِيد بمكانته في تاريخ الخلاص؛ إذ إنَّه، مثل ذبائح العهد القديم، وإنْ لم يَكُنْ بنفس الطريقة بالضبط، قد مَهَّد الطريق للمسيح. لا أعرف أحدًا يعتقد أنَّه يجب تأسيس ذبائح العهد القديم اليوم، وعندما نقارن ما يقوله بولس عن السَّبْت بمثل هذه الذبائح، يبدو من الصواب أن نستنتج أنَّه يعتقد أنَّ السَّبْت لم يَعُدْ مُلزِمًا.
ولكن يُجادِل البعض بأنَّ كلمة “سَبْتٍ” في (كولوسي 2: 16) لا تُشير إلى السُّبُوت الأسبوعيَّة، لكن فقط إلى السنوات السَّبْتِيَّة، إلَّا أنَّ هذه الحُجَّة تُعَدُّ مَخْرَجًا يائسًا إلى حَدٍّ ما؛ لأنَّ أبرز يوم في التقويم اليهودي كان هو السَّبْت الأسبوعي، ونعرف من مصادر عَلْمَانِيَّة أنَّ حفظ السَّبْت الأسبوعي كان هو الأمر الذي جَذَبَ انتباه الأمم (Juvenal, Satires 14.96–106; Tacitus, Histories 5.4). رُبَما تكون السنوات السَّبْتِيَّة مُضَمَّنَة هنا، ولكن لا ينبغي استبعاد السَّبْت الأسبوعي؛ لأنَّه كان سيتبادر بشكل طبيعي إلى ذِهْن كُلٍّ من القُرَّاء اليهود والأمم. ما يقوله بولس هنا هو أمر لافت للنظر؛ إذ إنَّه يضع السَّبْت جنبًا إلى جنب مع شرائع الطعام، والأعياد مثل عيد الفصح، والأَهِلَّة، فَكُلُّ هذه الأمور تُشَكِّل ظِلالًا تتنبَّأ بمجيء المسيح. ليس الكثير من المسيحيِّين يعتقدون أنَّنا يجب أن نحفظ شرائعَ الطعام وعِيدَ الفصح والأَهِلَّةَ، ولكن إذا كان الأمر كذلك، فمن الصعب أن نرى لماذا ينبغي حفظ السَّبْت بالنظر إلى أنَّه يُوضَع جنبًا إلى جنب مع هذه الأمور الأخرى.
رومية 14 وحفظ السبت
ثَمَّة نَصٌّ أساسيٌّ آخر عن السَّبْت في (رومية 14: 5): “وَاحِدٌ يَعْتَبِرُ يَوْمًا دُونَ يَوْمٍ، وَآخَرُ يَعْتَبِرُ كُلَّ يَوْمٍ. فَلْيَتَيَقَّنْ كُلُّ وَاحِدٍ فِي عَقْلِهِ”. في (رومية 14: 1-15: 6) يُناقِش بولس بشكل رئيس الطعام الذي يعتقد البعض –بشكل شِبْه مُؤَكَّد أولئك المُتَأَثِّرون بشرائع الطعام الموجودة في العهد القديم- أنَّه نَجِس. يُعَلِّم بولس بوضوح، على النَّقيض من (لاويِّين 11: 1-44) و(تثنية 14: 3-21)، أنَّ كل الأطعمة طاهرة (رومية 14: 14، 20) نظرًا لبزوغ فجر عصر جديد من تاريخ الفداء. بعبارةٍ أخرى، يقف بولس لاهوتيًّا إلى جانب الأقوياء في هذا الجدال، مُؤمِنًا أنَّ كل الأطعمة طاهرة، غير أنَّه مُهتَمٌّ مع ذلك بأن يتجنَّب الأقوياء جَرْح الضعفاء وإلحاق الضرر بهم، بل يجب على الأقوياء أن يحترموا أفكار [آراء] الضعفاء (رومية 14: 1) وأن يتجنَّبوا الجدال معهم. يبدو أنَّ الضعفاء لم يُصِرُّوا على أنَّ شرائعَ الطعام وحِفْظَ الأيام ضروريَّان للخلاص؛ لأنَّه لو كان الأمر كذلك، لَأَصْبَحَ الوضع هو أنَّهم ينادون بإنجيل آخر (قارِنْ غلاطِيَّة 1: 8، 9؛ 2: 3-5؛ 4: 10؛ 5: 2-6)، ولم يَكُنْ بولس ليتسامح مع وجهة نظرهم. كان الضعفاء على الأرجح يعتقدون أنَّ الالتزامَ بشرائع الطعام وحِفْظَ الأيام يجعل من المَرْء مسيحيًّا أقوى. كان الخطر على الضعفاء هو أن يدينوا الأقوياء (رومية 14: 3، 4)، وكان الخطر على الأقوياء هو أن يزدروا بالضعفاء (رومية 14: 3، 10). على أيّ حال، يبدو أنَّ الأقوياء كانت لهم اليد العُليا في الجماعات المسيحيَّة الموجودة في روما؛ لأنَّ بولس كان مُهتَمًّا بصفة خاصَّة بألَّا يُلحِق هؤلاء الأقوياء الضرر بالضعفاء.
مع ذلك، يجب ألَّا نَغْفُل عن نقطة أساسيَّة، وهي أنَّه مع أنَّ بولس يُراعِي ضمائر الضعفاء، فإنَّه يعتنق وجهة نظر الأقوياء حول كُلٍّ من شرائع الطعام والأيام. إنَّ چُون بارْكْلِي مُحِقٌّ في جداله بأنَّ بولس يُضَعْضِع بشكلٍ خَفِيّ (أو ليس خَفِيًّا بدرجة كبيرة!) الموقف اللاهوتي للضعفاء؛ نظرًا لأنَّه يجادل بأنَّ ما يأكله المَرْء وما يحفظه من أيام هما مسألة ليست ذات أهميَّة. من الناحية الأخرى، فإنَّ العهد القديم واضح في هذه المسألة، فالأطعمة التي يأكلها المَرْء والأيام التي يحفظها يُعَيِّنها الله، وقد أعطى الله وصايا واضحة بشأن كلتا القضيَّتَيْن؛ ومن ثَمَّ فإنَّ حُجَّة بولس هي أنَّ مثل هذه الشرائع لم تَعُدْ سارية نظرًا لأنَّ المؤمنين ليسوا تحت العهد الموسوي. في الواقع، إنَّ حُرِّيَّة الاعتقاد بأنَّ كُلَّ الأيام سَوَاءٌ تشمل بالتأكيد السَّبْت؛ لأنَّ السَّبْت كان سيتبادر بشكل طبيعي إلى ذِهْن القُرَّاء اليهود نظرًا لأنَّهم حفظوا السَّبْت أسبوعيًّا.
ليس لدى بولس أي خلاف مع أولئك الذين يرغبون في إفراز السَّبْت [يوم الرب] كيوم خاص، ما داموا لا يعتبرونه شَرْطًا للخلاص أو يُلزِمون المؤمنين الآخرين بالاتِّفاق معهم. يجب احترام أولئك الذين يَعْتَبِرون السَّبْت يومًا خاصًّا على وجهة نظرهم ولا ينبغي الازدراء أو الاستهزاء بهم. هناك آخرون مع ذلك يَعْتَبِرون كُلَّ الأيام سَوَاءً، فَهُمْ لا يعتقدون أنَّ أيَّ يوم أكثر خصوصيَّة من يوم آخر. لا يجب إدانة أولئك الذين يُفَكِّرون بهذه الطريقة باعتبارهم غير روحيِّين. في الواقع، لا شَكَّ أنَّ بولس كان يعتنق هذا الرأي؛ إذ إنَّه كان قويًّا في الإيمان لا ضعيفًا. من المِحوَرِيّ ملاحظة ما يُقال هنا، فإذا كان المفهوم القائل بأنَّ كُلَّ أيام الأسبوع سَوَاءٌ مفهومًا مقبولًا، وكان هو رأي بولس أيضًا؛ فإنَّ ذلك يعني أنَّ فرائض السَّبْت لم تَعُدْ مُلزِمَة. لا يجب على الأقوياء أن يفرضوا قناعاتهم على الضعفاء وينبغي أن يَتَرَفَّقوا بِمَنْ يخالفهم الرَّأي، لكن من الواضح أنَّ بولس ضَعْضَعَ سُلطَة السَّبْت من حيث المبدأ؛ إذ إنَّه لا يَأبَه بما إذا كان أحدهم يحفظ يومًا ما باعتباره يومًا خاصًّا، فهو يترك الأمر بِرُمَّتِهِ لرأي المَرْء الشخصي. لكن لو كان سَبْت العهد القديم ما زال ساريًا، لَمَا استطاع بولس أبدًا أن يقول هذا؛ فالعهد القديم يُدلِي بتصريحات بَالِغَة القُوَّة حول مَنْ ينتهك السَّبْت، بل وإنَّ عقوبة الإعدام مطلوبة في بعض الحالات. يعيش بولس تحت تدبير مختلف، أي عهد مختلف؛ فهو الآن يقول إنَّه لا يَهُمُّ ما إذا كان المَرْء يحفظ يومًا واحدًا من سبعة كَسَبْتٍ.
حفظ السبت بين الخَلق والعهد الجديد
يَسْتَشْهِد البعض بنظام الخليقة لمعارضة ما نُدافِع عنه هنا، فكما ذكرنا أعلاه، إنَّ السَّبْت بالنسبة لإسرائيل مُصَمَّمٌ على غِرار خَلْق الله للعالم في سبعة أيام، إلَّا أنَّ الأمر المفيد حقًّا هو أنَّ العهد الجديد لا يَسْتَشْهِد أبدًا بالخليقة للدفاع عن السَّبْت، فَقَدْ اسْتَشْهَدَ يسوع بنظام الخليقة لدعم وجهة نظره بأنَّ الزواج هو بين رَجُلٍ واحدٍ وامرأة واحدة مدى الحياة (مرقس 10: 2-12)، وكانت معارضة بولس لفكرة أنْ تُعَلِّم المرأة أو أنْ تتسلَّط على الرَّجُل مُؤَسَّسَةً على نظام الخليقة (1تيموثاوس 2: 12، 13)، وتُحْظَرُ المِثْلِيَّة الجنسيَّة لأنَّها مُخَالِفَة للطبيعة (رومية 1: 26، 27)، ومن حيث الجوهر، مُخَالِفَة لقَصْد الله عندما خَلَقَ الرجال والنساء، وبالمِثْل، فإنَّ أولئك الذين يمنعون المؤمنين من تناول أطعمة مُعَيَّنة ومن الزواج مُخطِئون لأنَّ الطعام والزواج مُتَجَذِّران في خليقة الله الجَيِّدَة (1تيموثاوس 4: 3-5)، لكنَّنا لا نرى شيئًا مماثلًا مع السَّبْت، فلا يقوم العهد الجديد مُطلَقًا بتأسيس السَّبْت على النظام المخلوق، ولدينا بدلًا من ذلك آيات واضحة جِدًّا تقول إنَّ السَّبْت “ظِلّ” وإنَّه لا يَهُمُّ ما إذا كان المؤمنون يحفظونه. إذًا، كيف نُفَسِّر الاستشهاد بالخليقة فيما يتعلَّق بالسَّبْت؟ من الأفضل على الأرجح أن نرى الخليقة تشبيهًا لا أساسًا. لقد كان السَّبْت علامة العهد الموسوي، وبالنظر إلى أنَّ العهد قد وَلَّى؛ فكذلك أيضًا علامته.
الآن لا يعني هذا أنَّ السَّبْت لا أهميَّة له بالنسبة للمؤمنين، فهو ظِلٌّ، كما قال بولس، للجوهر [أو الجَسَد] الذي لنا الآن في المسيح. تُقَدِّم رسالة العبرانيِّين أفضل شرح لدور السَّبْت كَظِلٍّ، حتَّى لو لم تستخدم رسالة العبرانيِّين الكلمة اليونانيَّة المُتَرجَمَة “ظِلّ” فيما يتعلَّق بالسَّبْت. يرى كاتب رسالة العبرانيِّين أنَّ السَّبْت يُشير سَلَفًا إلى الراحة الإِسْخَاتُولُوچِيَّة [الأُخْرَوِيَّة] لشعب الله (عبرانيِّين 4: 1-10)، فلا تزال هناك “راحة سَبْت” بانتظار شعب الله (آية 9)، وسَتَتِمُّ هذه الراحة في اليوم الأخير عندما يستريح المؤمنون من الأعمال الأرضيَّة؛ إذًا فالسَّبْت يُشير إلى الراحة الأخيرة لشعب الله. لكن بالنظر إلى أنَّ ما تقوله رسالة العبرانيِّين عن الراحة يحمل طابع “بالفعل ولكن ليس بَعْدُ”، فهل ينبغي على المؤمنين الاستمرار في ممارسة السَّبْت ما داموا في مرحلة “ليس بَعْدُ”؟ سَأُجيب بالنفي عن ذلك؛ لأنَّ الأَدِلَّة التي لدينا في العهد الجديد تُشير إلى الاتِّجاه المُعَاكِس، فنحن نَتَذَكَّر أنَّ السَّبْت يُوضَع جنبًا إلى جنب مع شرائع الطعام والأَهِلَّة وعيد الفصح في (كولوسي 2: 16)، ولكن لا يوجد سبب للاعتقاد بأنَّنا ينبغي أن نحفظ شرائع الطعام وعيد الفصح والأَهِلَّة قبل اكتمال الدهر الآتي، فَحُجَّة بولس هي أنَّ المؤمنين الآن ينتمون إلى الدهر الآتي، ومُتَطَلَّبات العهد الموسوي القديم لم تَعُدْ مُلزِمَة.
السبت ويوم الرب اليوم
هل يُشَكِّل يوم الرَّبِّ، أي عبادة المسيحيِّين في اليوم الأوَّل من الأسبوع، إتمامًا للسَّبْت؟ تُعَدُّ الإشارات إلى يوم الرَّبِّ في العهد الجديد قليلة ومُتَفَرِّقة، ففي تَرُوَاسَ اجتمع المؤمنون “فِي أَوَّلِ ٱلْأُسْبُوعِ… لِيَكْسِرُوا خُبْزًا” وسمعوا رسالة طويلة من بولس (أعمال الرُّسُل 20: 7)، ويُوصِي بولس أهل كورنثوس بأن يُخَصِّصوا مالًا للفقراء “فِي كُلِّ أَوَّلِ أُسْبُوعٍ” (1كورنثوس 16: 2)، وَسَمِعَ يوحنَّا صَوْتًا عَظِيمًا يتحدَّث إليه “فِي يَوْمِ ٱلرَّبِّ” (رؤيا يوحنَّا 1: 10). تُشير هذه التلميحات المُتَنَاثِرَة إلى أنَّ المسيحيِّين الأوائل بدأوا في مرحلةٍ ما أن يعبدوا في اليوم الأوَّل من الأسبوع، وعلى الأرجح تعود جذور هذه الممارسة إلى قيامة يسوع؛ إذ إنَّه ظهر لتلاميذه “أَوَّلُ ٱلْأُسْبُوعِ” (يوحنَّا 20: 19)، وتُشَدِّد كُلُّ الأناجيل الإزائيَّة على أنَّ يسوع قام في اليوم الأوَّل من الأسبوع، أي يوم الأحد: “بَاكِرًا جِدًّا فِي أَوَّلِ ٱلْأُسْبُوعِ” (مرقس 16: 2؛ قارِنْ مَتَّى 28: 1؛ لوقا 24: 1). إنَّ حقيقة تشديد كُلِّ إنجيل من الأناجيل على قيامة يسوع في اليوم الأوَّل من الأسبوع هي حقيقة مُلفِتة للنظر، لكنَّنا لا نملك أي إشارة إلى أنَّ يوم الرَّبِّ يعمل كإتمام للسَّبْت. يَنبُع الاجتماع معًا في يوم الرَّبِّ في أغلب الظن من الكنيسة الأولى؛ إذ إنَّنا لا نرى أيَّ جَدَلٍ حول هذه القضيَّة في تاريخ الكنيسة، وهو الأمر المُستَبعَد إلى حَدٍّ كبير إذا كانت هذه الممارسة قد نشأت في كنائس أُمَمِيَّة خارج إسرائيل. في المقابل، فإنَّنا نُفَكِّر في الجَدَل المُحتَدِم الذي دار في القرون القليلة الأولى حول تاريخ عيد القيامة. لا يوجد جَدَلٌ كهذا فيما يتعلَّق بيوم الرَّبِّ.
إنَّ الممارسة العَالَمِيَّة ليوم الرَّبِّ في كنائس أُمَمِيَّة في القرن الثاني تُثبِت حقيقة الجذور المُبَكِّرة ليوم الرَّبِّ. ليس من المُسْتَغْرَب أنَّ الكثير من المسيحيِّين اليهود ظَلُّوا يحفظون السَّبْت أيضًا، فَقَدْ كانت هناك شريحةٌ من الإبيونيِّين تمارس يوم الرَّبِّ والسَّبْت، وحِفْظُهم للاثنَيْن هو أمرٌ مفيد حقًّا؛ إذ إنَّه يُظهِر أنَّ يوم الرَّبِّ لم يُعتَبَر إتمام السَّبْت، بل كان يُعتَبَر يومًا مُنفَصِلًا.
لم يُمارِس مُعظَم آباء الكنيسة الأوائل الحِفْظ الحرفي للسَّبْت أو دافعوا عنه (قارِنْ الرسالة إلى دْيُوجْنِيتُوس 4: 1)، بل فسَّروا السَّبْت إِسْخَاتُولُوچِيًّا (أُخْرَوِيًّا) وروحيًّا، ولم يَرَوْا يوم الرَّبِّ بديلًا للسَّبْت، بل كانوا يَرَوْنَه يومًا فريدًا، ففي رسالة برنابا، مَثَلًا، تُعقَد مقابلة بين سُبُوت إسرائيل و”اليوم الثامن” (15: 8) لإظهار تَبَايُنهما، ويُوصَف الأخير بأنَّه “فجر عالم آخر”، وتقول رسالة برنابا إنَّ السبب وراء “احتفالنا… باليوم الثامن” (الذي هو يوم الأحد) هو أنَّه “نفس اليوم الذي فيه قام يسوع من بين الأموات” (15: 9). لم يُعتَبَر يوم الرَّبِّ يومًا يمتنع فيه المؤمنون عن العمل، كما كان الحال مع السَّبْت، بل كان يومًا مطلوب فيه من مُعظَم المؤمنين أن يعملوا، ولكنَّهم كانوا يأخذون وقتًا في اليوم للاجتماع معًا من أجل عبادة الرَّبِّ. يظهر تَبَايُن السَّبْت ويوم الرَّبِّ بوضوح في كتابات إغناطيوس، عندما يقول: “فإِن جاءَ إلى جدةِ الرجاء، أولئك الذين عاشوا حسبَ الممارسات القديمة، فلم يعودوا يحفظونَ السبتَ بعد بل يحيون بحسب يوم الرب، الذي قامت فيه أيضا حياتُنا به وبموتِه” (رسالةُ إغناطيوس إلى أهلِ مغنيسيا 9: 1). إنَّ إغناطيوس، الذي يكتب حوالي عام 110 ميلادِيًّا، يُقابِل على وجه التحديد بين السَّبْت ويوم الرَّبِّ لإظهار تَبَايُنهما، مُظهِرًا عدم اعتقاده بأنَّ الأخير حَلَّ مَحَلَّ الأوَّل. يُجَادِل بُوكَام بأنَّ فكرة أنَّ يوم الرَّبِّ حَلَّ مَحَلَّ السَّبْت هي فكرة تنتمي إلى عصر ما بعد قسطنطين. رأى لوثر الراحة ضروريَّة، لكنَّه لم يربطها بيوم الأحد. أصبح التفسير الأكثر صرامة للسَّبْت أكثر شيوعًا مع الپيوريتانيِّين (التَّطَهُّريِّين)، جنبًا إلى جنب مع معمدانِيِّي اليوم السابع ولاحِقًا مَجِيئِيِّي اليوم السابع (السَّبْتِيِّين الأدڤنتست).
المُلَخَّص
ليس المؤمنون مُلزَمين بحفظ السَّبْت، فَقَدْ كان السَّبْت علامة العهد الموسوي، ولم يَعُدْ العهد الموسوي والسَّبْت كعلامة العهد سارِيَيْن الآن بعد أن جاء عهد يسوع المسيح الجديد. المؤمنون مُطَالَبون بإكرام أولئك الذين يعتقدون أنَّ السَّبْت لا يزال إلزاميًّا على المؤمنين واحترامهم، لكن إذا جادل أحدٌ بأنَّ السَّبْت ضروري للخلاص، فإنَّ مثل هذا التعليم يتعارض مع الإنجيل وينبغي مقاومته بِقُوَّة. على أيّ حال، يُوضِح بولس في كُلٍّ من (رومية 14: 5) و(كولوسي 2: 16، 17) أنَّ السَّبْت قد وَلَّى الآن بعد مجيء المسيح. من الحكمة بطبيعة الحال أن يستريح المؤمنون؛ ومن ثَمَّ فإنَّ أحد المبادئ التي يمكن الاستفادة بها من السَّبْت هو أنَّ المؤمنين ينبغي أن يستريحوا بانتظام، غير أنَّ العهد الجديد لا يُحَدِّد متى ينبغي حدوث هذه الراحة، ولا يَضَع مُدَّةً زمنيَّة ينبغي حدوث هذه الراحة فيها. يجب أن نتذكَّر أنَّه كان مطلوبًا من المسيحيِّين الأوائل العمل أيام الآحاد. كان المسيحيُّون الأوائل يعبدون الرَّبَّ في يوم الرَّبِّ، يوم قيامة يسوع، لكنَّهم لم يعتقدوا أنَّ يوم الرَّبِّ أَتَمَّ السَّبْت أو حَلَّ مَحَلَّه. لقد أشار السَّبْت إلى الراحة الإِسْخَاتُولُوچِيَّة (الأُخْرَوِيَّة) في المسيح، والتي يتمتَّع بها المؤمنون جزئيًّا الآن وسوف يتمتَّعون بها بالكامل في اليوم الأخير.